سياسة

الجزائر تسعى لكسر العزلة: خطوات لتحسين العلاقات مع دول الخليج


تتجه الجزائر لتحسين العلاقات مع دول الخليج العربي بعد سنوات من الفتور والبرود على خلفية موقف دول مجلس التعاون الداعم لمغربية الصحراء وسيادة المغرب على كامل أقاليمه الجنوبية. فبعد حملة في الإعلام الجزائري الموالي للسلطة استهدفت تشويه سمعة وصورة دولة الإمارات. اتفق الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على لقاء قريب. كما اتفق تبون في مكالمة هاتفية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على لقاء قريب ومماثل. وفق ما ذكرت الأربعاء وكالة الأنباء الجزائرية.

وتواجه الجزائر بسبب مواقفها الداعمة لجبهة بوليساريو الانفصالية على خلاف الموقف العربي والخليجي وموقف معظم الدول الافريقية الداعم لمغربية الصحراء. عزلة متنامية في محيطها العربي وفي جوارها الإقليمي. ما اثر على علاقاتها الخارجية خاصة مع تواتر الاعترافات الدولية بمقترح الحكم الذاتي حلا وحيدا للنزاع المفتعل، ما دفعها على ما يبدو في مستهل الولاية الرئاسية الثانية للرئيس تبون لمراجعة سياستها الخارجية التي يصفها محللون بـ”المربكة” والسعي لتخفيف التوترات وجبهات المواجهة. 

وجاء في بيان للرئاسة الحزائرية نشرته وكالة الانباء الحكومية “تلقى اليوم الرئيس مكالمة هاتفية من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، جدد له فيها تهانيه الحارة بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية لعهدة ثانية. كما اتفقا على لقاء قريب يجمع بينهما”.

وأضاف البيان “بدوره شكر رئيس الجمهورية ولي العهد السعودي على نبل مشاعره. محملا إياه نقل تحياته الحارة والأخوية إلى صاحب السمو الملكي خادم الحرمين الشريفين أخيه الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود”.

ويظهر من خلال المكالمة وجود مساع قوية لتجاوز مرحلة التوتر الصامت بين البلدين خاصة بعد غياب الأمير محمد عن القمة العربية في الجزائر. وغياب تبون عن القمة في جدة.

والرئيس الجزائري لم يحضر القمة في جدة وعوضه حينها الوزير الأول السابق ايمن عبدالرحمان فيما اُعتبر قرار عدم المشاركة ردّا على غياب. ولي العهد عن قمة الجزائر لأسباب شرحتها الرياض حينها بانه بنصيحة من الأطباء ولأسباب صحية ملحة.
وهاجمت الصحف الجزائرية حينها القمة بسبب استضافة الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلنسكي .وخالفت الدعوى لمبدأ الحياد في الحرب الروسية الأوكرانية.
وتسعى الجزائر التي باتت أكثر عزلة بسبب دعمها جبهة بوليساريو لتحسين علاقاتها مع الخليج العربي بعد سنوات من البرود والفتور بسبب دعم الدول الخليجية. بما فيها السعودية لوحدة المغرب وسيادته على كامل اقاليمه الجنوبية.

وكان وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف شارك في مارس/اذار الماضي بحدة في اجتماع استثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي. بشأن التطورات الحاصلة في قطاع غزة وهو ما اعتبر حينها بانها رسالة إيجابية لتحقيق تقارب في المواقف.
ويظهر أن الرئيس الجزائري سيعمد خلال عهدته الثانية على تجاوز الخلافات التي تصاعدت .بسبب دعم دول خليجية لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل واقعي للازمة المفتعلة والاعتراف بمغربية الصحراء.
وكانت كل من الامارات والبحرين قد قررت في 2020 .فتح قنصليتين في مدينة العيون بينما اشارت تقارير حينها عن توجه مماثل للكويت بينما لا يستبعد أن تتخذ المملكة السعودية الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي نفس الخطوة.

وكان الديوان الملكي السعودي عمد لإصدار قرار يدعو فيه إلى حظر استعمال مصطلح “الصحراء الغربية” أو نشر خريطة المملكة المغربية مجزأة، في كل المؤسسات، والمراكز التعليمية. وجميع المصالح الحكومية، وكل الوزارات وهو ما اغضب الجانب الجزائري واعتبر رسالة تأييد للدبلوماسية المغربية.
وكان تبون سعى منذ تسلمه للسلطة في 2019. لتحسين العلاقات مع السعودية وقد كانت الرياض أول محطة خارجية له قبل حصول زيارات وزارية بين البلدين لتحقيق شراكة استراتيجية قبل أن تتجه الأمور نحو التوتر الصامت.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى