التقارب التركي-المصري والقضية الفلسطينية.. التفاصيل
تؤثر المحاولات الجادة التي يبذلها النظام رغبة في تحسين العلاقات مع مصر على كثير من الملفات العالقة ذات الاهتمام المشترك بين البلدين. العام الماضي شهد رغبة مشتركة بين البلدين في إعادة العلاقات. حيث بدأ الأمر بزيارات رسمية لكبار المسؤولين لمناقشة الملفات العالقة وعلى رأسها الملف الفلسطيني والسوري.
تحسين العلاقات الخارجية
يسعى النظام التركي خلال هذه الفترة إلى التقارب بين جميع الدول العربية قبل الانتخابات التركية الشرسة. والتي من شأنها أن تطيح بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان من عرش السلطة الذي جلس عليه منذ 20 عاماً بعد أن شهدت الأعوام الماضية تدهورا في العلاقات الخارجية لأنقرة. حيث يقوم أردوغان بالعديد من الزيارات خلال هذه الفترة في العديد من الدول لبحث سبل التعاون عقب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في فبراير الماضي.
القضية الفلسطينية
من جانبه، أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” أن التقارب المصري التركي، سينعكس إيجابا على فلسطين. مؤكداً هناك دول مركزية بالمنطقة معروفة تاريخيا، وتلعب دورا إستراتيجيا بحجم مصر وتركيا والسعودية وإيران.
مضيفًا كلما كان هناك تفاهم وتقارب بينها يكون في مصلحة شعوب المنطقة بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص. ويرى الجانب الفلسطيني أن المصالحة المصرية التركية تشكل دعمًا اقتصاديًا وسياسيًا للشعب الفلسطيني.
أهمية العلاقات المصرية – التركية
في السياق ذاته، يقول أيمن الرقب، المحلل السياسي الفلسطيني، يعتبر الفلسطينيون أي تقارب بين دولة شقيقة ودول صديقة أمرا يخدم القضية الفلسطينية، وعندما يتم الحديث عن تقارب مصري تركي ندرك مدى انعكاس الأمر على فلسطين.
فمصر من اهم دول المنطقة وهي الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية التي تعتبرها مصر قضية أمن قومي وبالتالي تدافع عن القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية، وتركيا مهما اختلفنا معها ومع سلوكها هي دولة مهمة في المنطقة وهي من الداعمين الاقتصاديين للشعب الفلسطيني.
وأضاف أن عودة العلاقات المصرية التركية وتطورها بشكل إيجابي يساعد على زيادة تنسيق المواقف لدعم القضية الفلسطينية. كما أن ذلك يساعد في نقل البضائع والمساعدات التركية لقطاع غزة عبر مصر وليس عبر الموانئ الإسرائيلية. وقد يلقي هذا التقارب بظلاله على استقرار سياسي واقتصادي وأمني في المنطقة بشكل عام. وتلعب في هذه الحالة مصر وتركيا دورا في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي للاعتراف بحق شعبنا الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
مسارات التعاون
من جانبه يرى د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن عودة العلاقات التركية – المصرية سيكون لها تأثير إيجابي على الملف الفلسطيني خاصة في قطاع غزة أو بالنسبة للتنسيق المحتمل، مضيفًا أن مصر تفتح مجالات التعاون مع الدول المجاورة والدول المعنية، كما أنها تعمل دائمًا على التنسيق مع الدول المعنية التي تهتم بالقضية الفلسطينية وعلى رأسها الأردن وتركيا وقطر دعمًا للقضية الفلسطينية وبالتحديد قطاع غزة.
وتابع أعتقد أن التقارب المصري – التركي سيكون له انعكاسات قوية على قطاع غزة حيث هناك تنسيق على أعلى مستوى ومصر ليست لديها أي تحفظات في إدارة العلاقة المباشرة ما بين الطرفين. كما يوجد في الوقت الحالي علاقات مباشرة بين أنقرة وتل أبيب ويلعبون دورًا تجاه الفلسطينيين، فالعلاقة تنعكس بما يخدم مسارات العلاقة والتعاون.