سياسة

التشبث بقشة.. النهضة المأزومة داخليا تتضامن مع قطر


في بيان لها عبرت حركة النهضة الإسلامية التونسية عن تضامنها مع قطر في مواجهة حملة انتقادات حقوقية دولية قبل فترة قليلة من انطلاق مباريات النسخة الثانية والعشرين من بطولة كأس العالم لكرة القدم (مونديال 2022).

ففي حين تواجه الحركة ذاتها وضعا داخليا صعبا وانقسامات منذ اجراءات 25 يوليو من العام الماضي التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد وعزلت منظومة الحكم السابقة.

وصرحت الحركة في بيانها أمس الاثنين على صفحتها الرسمية بموقع فايسبوك حمل توقيعا من رئيسها راشد الغنوشي انها تستنكر “ما تتعرض له قطر من حملات مغرضة من جهات جمع بينها الحقد على إقدام دولة عربيّة على تنظيم هذه الفعالية الرياضيّة ذات الصيت العالمي والتشكيك في قدرتها على تنظيم هذه البطولة”.
كما وقد ثمنت الحركة وفق نص البيان “الاستعداد الكبير الذي أظهرته دولة قطر في تنظيم أكبر تظاهرة كروية في العالم وتمسكها بالقيم العربية الاسلامية. فإنها على ثقة من أنها ستكون محط أنظار العالم ومحل إعجابه الكبير بهذه المناسبة”.

وجاء بيان النهضة “الرياضي” كتأكيد على التقارب المستمر بين الحركة وقطر. واعتبار الغنوشي ان من الواجب الوقوف مع الحليف القطري في محنة العلاقات العامة التي يواجهها.

وقد تعرضت قطر لانتقادات حقوقية واسعة وحملة واسعة قبل أسابيع قليلة من انطلاق المونديال وصلت حدّ الدعوة للمقاطعة فيما سلطت العديد من الفرق المشاركة مثل إنجلترا وأستراليا والدنمارك وهولندا الضوء على محنة العمال المهاجرين.

وعبرت عدد من المنظمات الحقوقية على غرار منظمة العفو الدولية عن رفض انتهاك الدوحة لحقوق المثليين وعدد من الحقوق الاخرى داعية الى فرض مزيد من الضغوط على الدوحة.

وقطر هي أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم ولكنها تعرضت لضغوط شديدة في السنوات الأخيرة بسبب أسلوب معاملتها للعمال الأجانب والقوانين الاجتماعية الصارمة.

ورفض المسؤولون القطريون الاتهامات الغربية بشان حقوق العمال واستدعت الدوحة السفير الألماني للاحتجاج.
وواجهت حركة النهضة لانتقادات بعد نشر بيانها الأخير حيث يرى مراقبون ان الحركة الغارقة في أزماتها السياسية الداخلية الحزبية والوطنية تجد الوقت والجهد للتفكير بمشاكل استضافة قطر للمونديال والدفاع عن حملة الضغوط التي تتعرض لها الدوحة.

وخسرت حركة النهضة السلطة بعد ان قام الرئيس قيس سعيد باتخاذ اجراءات استثنائية في 25 يوليو 2021 ومنذ تلك اللحظة باتت الحركة معزولة شعبيا وفي الطبقة السياسية وتعيش بالتالي احدي اكبر أزماتها مع استقالة عدد من قياديها البارزين وملاحقة آخرين قضائيا في ملفات تتعلق بالإرهاب والفساد.

وتعيش تونس ازمة اقتصادية خانقة مع ارتفاع اسعار المواد الأساسية وفقدانها في السوق لكن الحركة خيرت في بيانها الأخير الدفاع عن قطر ما يكشف حجم العلاقات بين الحركة الإسلامية والدوائر في الدوحة.
وتتعرض النهضة لانتقادات واسعة من قبل معارضيها بسبب هذه العلاقة التي يصفونها بالمريبة.

ودعمت الدوحة وذراعها الإعلامية الجزيرة الحركات الإسلامية في المنطقة العربية ما جعلها تصل إلى السلطة في عدد من الدول على غرار تونس.

ورغم ما تتعرض له النهضة من انتقادات وضغوط في هذا الجانب لكن الحركة واصلت الدفاع عن سياسات الدوحة وخياراتها في العديد من المجالات حتى في الجانب الرياضي.

ودعا قادة سياسيون تقلدوا مناصب في الدولة التونسية لضرورة التحقيق في الدعم الخارجي التي تتلقاه حركة النهضة من جهات ودول أجنبية خاصة الدعم المالي.

وشدد الوزير السابق ومؤسس التيار الديمقراطي محمد عبو مرارا على ضرورة فتح ملف التمويل الأجنبي للحركة الإسلامية لانه جزء من الحفاظ على الأمن القومي في تونس.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى