التزام إسرائيل وحماس يُعبد الطريق لتمديد الهدنة
تُظهر القوات الإسرائيلية ومقاتلي حركة حماس التزاما بالهدنة اليوم الثلاثاء .ولليوم الخامس على التوالي بعد تمديد وقف لإطلاق النار استمر أربعة أيام في آخر لحظة ليومين إضافيين من أجل إتاحة الفرصة لإطلاق سراح المزيد من الرهائن. فيما يلتقي مديرا الاستخبارات الإسرائيلية .والأميركية رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني في الدوحة لبحث المرحلة المقبلة من اتفاق محتمل لتمديد الهدنة.
ولاح في الأفق عمود دخان واحد فوق الأراضي القاحلة بمنطقة الحرب في شمال قطاع غزة. وكان مرئيا عبر السياج في إسرائيل. لكن لم يكن هناك أي مؤشر على وجود طائرات في السماء أو دوي انفجارات.
وأبلغ الجانبان عن إطلاق نيران مدفعية إسرائيلية على حي الشيخ رضوان بمدينة غزة في الصباح. لكن لم ترد تقارير فورية عن سقوط خسائر بشرية. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي “بعد اقتراب مشتبه بهم من قوات الجيش، أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة تحذيرية”.
وقال مصدر في الدوحة إن “مدير وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” وليام بيرنز .ومدير الموساد ديفيد بارنياع يزوران الدوحة للقاء رئيس الوزراء القطري للبناء على التقدم المحرز في اتفاق الهدنة الإنسانية الذي تمّ تمديده وبدء المزيد من المباحثات حول المرحلة المقبلة من اتفاق محتمل”. مشيرًا إلى حضور مسؤولين مصريين الاجتماع أيضًا. موضحا أن المسؤولَين الإسرائيلي والأميركي عقدا “سلسلة اجتماعات” بمبادرة الشيخ محمد بن عبدالرحمن “لمناقشة البنود المحتملة من اتفاق أبعد من تمديد .وقف إطلاق النار ليومين”.
وقال ماجد الأنصاري متحدث الخارجية القطرية اليوم الثلاثاء إن جهود الوساطة التي تقودها بلاده بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل. هدفها التوصل إلى هدنة إنسانية “أطول” في قطاع غزة.
وتابع أن بلاده تحاول “تعزيز دور الوساطة والتوصل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة”. مع استمرار دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية لسكان القطاع، مضيفا أن الشعب الفلسطيني وحده “هو صاحب القرار بشأن مستقبله ولا نقبل أي إملاءات خارجية عليه”.
وأكد أن الهدنة الإنسانية المؤقتة في القطاع المستمرة منذ الجمعة الماضية .”سمحت بارتفاع في نسبة المساعدات التي دخلت غزة”. لكن في المقابل، اعتبر أن حجم المساعدات التي دخلت القطاع “لا ترتقي إلى المأمول”.
واحتضنت قطر في 9 نوفمبر/تشرين الثاني اجتماعا بين رئيس الوزراء القطري .ومدير السي آي إيه والموساد تمّ خلاله التباحث بشأن هدنة ليوم أو يومين بين إسرائيل .وحركة حماس مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى من الجانبين.
وخلال الهدنة الحالية أطلق مقاتلو حماس سراح 50 امرأة وطفلا إسرائيليا من بين 240 رهينة اختطفوا من جنوب إسرائيل خلال هجوم حماس. وفي المقابل أفرجت حماس عن 150 معتقلا أمنيا من سجونها، جميعهم من النساء والقصر.
كما أطلقت الحركة بشكل منفصل سراح 19 رهينة من الأجانب. معظمهم من عمال المزارع التايلانديين، بموجب اتفاقات منفصلة موازية لاتفاق الهدنة.
وقالت إسرائيل إن الهدنة قد تمتد إلى أجل غير مسمى طالما استمرت حماس في إطلاق سراح ما لا يقل عن عشرة من الرهائن يوميا. ولكن مع بقاء عدد أقل من النساء والأطفال المحتجزين في غزة. فإن الحفاظ على الأسلحة صامتة بعد يوم الأربعاء .قد يتطلب التفاوض لإطلاق سراح بعض الرجال الإسرائيليين على الأقل للمرة الأولى.
وقال خليل الحية القيادي في حركة حماس لقناة الجزيرة الاثنين “نأمل أن يلتزم الاحتلال خلال اليومين القادمين لأننا نسعى صراحة لأن ندخل في صفقة جديدة غير النساء والأطفال. بحيث يمكننا تبادل الفئات الأخرى التي عندنا”. مشيرا إلى إلى أن هناك سعيا “لأن نذهب باتجاه مدة إضافية لنستكمل عملية التبادل”.
وقال الوزير الإسرائيلي جدعون ساعر العضو بالحكومة الأمنية لراديو الجيش. إنه تم الاتفاق على التمديد لمدة يومين. بموجب شروط العرض الأصلي وما زالت إسرائيل مستعدة لتمديد الهدنة بشكل أكبر إذا تم إطلاق سراح المزيد من الرهائن. وسيعرف الإسرائيليون متى تنتهي الهدنة لأن القتال سيبدأ من جديد.
وأضاف “فور الانتهاء من إطار عمل استعادة الرهائن، سيتم استئناف القتال”. وتابع قائلا “لدينا كل النية لتنفيذ أهداف الحرب بما يشمل الإطاحة بحماس في غزة”.
وجلبت الهدنة حتى الآن أول فترة راحة لقطاع غزة منذ سبعة أسابيع قصفت إسرائيل زخلالها مساحات واسعة من القطاع وخاصة الشمال. بما في ذلك مدينة غزة وحولتها إلى مشهد مقفر. وجرى توصيل المزيد من المساعدات إلى المنطقة التي تخضع لحصار إسرائيلي مطبق.
وأفرجت إسرائيل مساء الاثنين عن آخر مجموعة ضمن الاتفاق الأصلي للتبادل .وشملت المجموعة 33 محتجزا فلسطينيا من سجن عوفر في الضفة الغربية المحتلة. لكن قواتها اشتبكت مع أفراد من عشرات الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون خارج السجن. ولوح بعض المتظاهرين بأعلام حماس وحركة الجهاد الإسلامي.
وأضافت إسرائيل أسماء 50 فلسطينية إلى قوائهما التي تضم 300 محتجز. يمكن إطلاق سراحهم في ظل الهدنة. وهو ما بدا أنه إشارة على استعدادها للتفاوض .بشأن الإفراج عن مزيد من الرهائن إذا جرى تمديد الهدنة مرة أخرى.
ومن المتوقع أن يبدأ أي إطلاق سراح مدنيين إسرائيليين من الذكور بآباء .وأزواج الرهائن النساء والأطفال الذين أفرج عنهم في الأيام القليلة الماضية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن فلسطينيا قُتل في المنطقة. فيما أعلنت فصائل المقاومة اليوم أنها تتابع “انتهاكات” إسرائيل للهدنة المؤقتة في قطاع غزة وطالبت بإلزام تل أبيب بوقفها.
وقالت في بيان”نعرب عن تقديرنا للدور الذي تقوم به جمهورية مصر العربية ودولة قطر الشقيقتين”. داعية إلى تحقيق “وقف شامل للحرب الوحشية على شعبنا. وإدخال المستلزمات الطبية والمواد والسلع الأساسية والوقود بأنواعه وفتح المعابر .وإعادة تشغيل محطة الكهرباء”.
وفي السياق، ناشدت الفصائل في بيانها مصر بـ”زيادة أعداد الجرحى”. الذين يسافرون إليها لاحتياجهم تلقي العلاج خارج القطاع. مشددة على “ضرورة الوقف الفوري لحرب الإبادة بحق شعبنا. وعودة النازحين إلى بيوتهم ومنازلهم، خاصة في محافظتي غزة والشمال”.