سياسة

التخابر مع “جهات أجنبية”… ملفات الغنوشي تطفو للعلن


وثائق كشفت تورط زعيم الإخوان راشد الغنوشي التخابر مع “جهات أجنبية” في الاعتداء على أمن البلاد والتخابر مع “جهات أجنبية” ملفات كشفت عنها هيئة دفاع تونسية.

التخابر مع جهات أجنبية

أتى هذا خلال مؤتمر صحفي تحت عنوان “الجهاز السري المالي لراشد الغنوشي والسقوط المدوي للحماية القضائية” عقدته، هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، بمناسبة الذكرى التاسعة لاغتيال الأول

و قالت هيئة الدفاع خلال المؤتمر: إن لديها وثائق تكشف عن تورط رئيس حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي بـ”التخابر مع جهات أجنبية”.

وقد اتهمت الهيئة زعيم الإخوان بتبييض الأموال رفقة ابنه معاذ، إضافة إلى وجود جهاز سري مالي يتعلق برئيس حركة النهضة. كما لفتت الهيئة إلى وجود وثائق أيضا تورط الغنوشي بالاعتداء على أمن الدولة التونسية.

وتردد اسم ناجح الحاج لطيّف عدة مرات في المؤتمر الذي عقدته أمس هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في سياق الحديث عن علاقة دولة قطر وحركة النهضة الإخوانية في تونس، وعلاقتها في تمويل الكثير من النشاطات المشبوهة المتعلقة بغسيل الأموال، وبشراء الذمم، بالإضافة إلى جرائم تجسّس.

من هو ناجح الحاج لطيّف؟ 

 فمن هو ناجح الحاج لطيّف، همزة الوصل بين دول عربية وحركة النهضة، والمتهم أيضاً بتبييض أموال الغنوشي، وبتنظيم ملفاته المالية؟

وقد سلّط عضو الهيئة رضا الرداوي في مؤتمر الهيئة، أمس المزيد من الضوء على لطيّف، مؤكداً أنّه أحد الذين يديرون أموال راشد الغنوشي، ووصفه بأحد أذرعه الخفيّة، وفق موقع “تونس الآن”.

وقال الرداوي: “إنّ ناجح الحاج لطيّف الذي كان يعمل مشرفاً على إدارة شركة نسيج بريطانية في تونس، استعمل الحساب الإلكتروني لهذه الشركة في إدارة علاقات مالية مشبوهة متصلة بحركة النهضة، وأنّه استمرّ في استعمال هذا الحساب حتى بعد طرده من الشركة، دون أن يتمكن من محو الرسائل، لأنّ الحساب لم يكن حساباً شخصياً“. 

يديرون أموال الغنوشي

رضا الرداوي قال: إن ناجح لطيّف أحد الذين يديرون أموال راشد الغنوشي، وهو أحد أذرعه الخفيّة وهمزة الوصل مع قطر.

وأضاف: “اطلعنا مصادفة على هذه الحسابات، واكتشفنا جملة من الوثائق، واتضح أنّ لطيّف يستعمل حسابين ماليين تُضخُّ فيهما أموال طائلة من الديوان الأميري القطري، وأنّ المبالغ التي توضع في هذه الحسابات لا مقابل لها (سلع أو عمل منجز)، وهو ما يثير الريبة حولها.

وأكّد الرداوي أنّ “هذه المبالغ تجاوزت في جملتها (30) مليون يورو، يتمّ سحبها في قطر نقداً، وتنقل إلى تونس، ليتمّ إدخالها عبر قاعة التشريفات بمطار تونس قرطاج نقداً أيضاً، وتُصرف خارج رقابة الدولة”، بمراقبة لطيّف، وفق الرداوي.

وأشار إلى أنّ البريد الإلكتروني المذكور وُجدت فيه رسائل بين المدعو لطيّف والناطق الرسمي الحالي باسم النهضة رياض الشعيبي، تضمنت معطيات داخلية للحركة وأخرى تتعلق باختراق أحزاب وتنظيمات أخرى، ومن بينها إميلات حول التقرير الختامي لرحلة الأمين العام المساعد السابق لحركة النهضة عبدالفتاح مورو، إلى الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى رحلة محافظ البنك المركزي التونسي الشاذلي العياري صحبة ناجح الحاج لطيّف إلى الدوحة.

وأثار المؤتمر الصحفي الكثير من ردود الفعل المستهجنة، التي تطالب معظمها بمحاسبة الغنوشي ولطيّف، وكلّ الشخصيات المتورطة بجرائم بحقّ تونس والتونسيين.

ولفت نشطاء إلى أنّ لطيّف يعمل بالخفاء، وأنّه لم يخرج يوماً عبر وسائل الإعلام، معتبرين أنّ الدول التي ترعاه، وأهمها قطر، تطلب منه البقاء بعيداً عن أعين الإعلام.

وأشار عدد من النشطاء أيضاً إلى أنّ لطيّف يمكث أشهراً طويلة خارج البلاد، إمّا في قطر، وإمّا في بريطانيا، ولا يتواجد في تونس إلّا لمهام محددة، وفق ما نقلت إذاعة “موزاييك إف إم”.

علاقات مالية مشبوهة 

ناجح الحاج لطيّف استعمل الحساب الإلكتروني لشركة كان يعمل بها في إدارة علاقات مالية مشبوهة متصلة بحركة النهضة ودولة قطر.

من جهة أخرى، تطرّق الرداوي إلى ملف المدير العام لشركة الاتصالات “أوريدو” في تونس منصور راشد الخاطر، الذي قام منذ تعيينه في 2019 باتصالات مع راشد الغنوشي وابنه معاذ اللذين تمتعا بمبالغ مالية نقدية مهمّة، على حد قوله.

وقد بين أنّه تمّ الإذن بفتح أبحاث في الغرض، وتمّ وضع منصور راشد الخاطر بإذن قضائي تحت التنصت، وهو ما كشف عن علاقته بالعديد من القضاة في تهم التجسس، من بينهم بشير العكرمي والطيب راشد وغيرهم، برعاية أو بتمويل من ناجح الحاج لطيّف، الذي يعمل محاسباً لتلك النشاطات غير القانونية.

وكانت هيئة الدفاع عن الشهيدين بلعيد والبراهمي أكدت في مؤتمر صحفي متلفز أمس، وجود وثائق تكشف تورّط حركة النهضة الإخوانية وزعيمها راشد الغنوشي في إتلاف ملفات قضايا الاغتيالات عمداً، والتخابر مع دولة أجنبية.

وتُهمة التخابر، واحدة من سلسلة التهم التي وجّهتها الهيئة للغنوشي، فقد اتّهمته ونجله معاذ بـ”تبييض الأموال، والقيام بتحركات مالية مشبوهة مع أطراف مرتبطة بدولة قطر، لتمويل عمليات تسفير شبان تونسيين إلى سوريا للالتحاق بمعسكرات داعش”.

وأكدت الهيئة وجود وثائق تؤكد تورّط الغنوشي في الاعتداء على أمن الدولة الداخلي، مشيرة إلى أنّ الغنوشي وجماعته “قاموا بسدّ كل مسارات كشف الحقيقة، وكلّ المسارات التي تؤدي إلى توجيه اتهام رسمي للغنوشي”.

ناجح الحاج لطيّف كان على تواصل مستمر بقيادات حركة النهضة، ويبعث لهم تقارير شبه يومية من تحركات واجتماعات وتحويلات مالية.

وقبل أيام حلّ الرئيس التونسي، قيس سعيد، المجلس الأعلى للقضاء، على خلفية اتهامات بالتلاعب في ملفات قضايا الاغتيال والفساد.

وجاء قرار الحلّ بعد تصريحات لسعيد، خلال زيارته لمقر وزارة الداخلية، حيث قال: إنّه تمّ “التلاعب بملف الشهيد شكري بلعيد من قبل بعض القضاة”.

وانتقد الرئيس التونسي خلال الزيارة، الهيئة القضائية، واتّهم عدداً من قضاتها ومستشاريها بالفساد والمحسوبية وتعطيل الإجراءات في عدة قضايا، بما في ذلك الاغتيالات السياسية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى