سياسة

البيت الأبيض ينسّق مع شركاء إقليميين لصياغة تفويض أممي لقوة في غزة


تتحرك واشنطن بهدوء لترتيب مشهد غزة ما بعد الحرب، عبر خطة لا تهدف فقط إلى وقف النار، بل إلى بناء نظام أمني جديد

ووفق موقع “أكسيوس”: “أجرى مسؤولون أمريكيون محادثات حساسة مع مجموعة من الدول حول إنشاء قوة دولية لنشرها في غزة، ويعتزمون تقديم الخطة في الأسابيع القليلة المقبلة”.

يأتي ذلك في وقت شهد فيه اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين إسرائيل وحركة حماس، في قطاع غزة، انهيارا، سرعان ما تمت العودة إليه، يوم أمس، الأمر الذي كشف عن مدى هشاشته.

ونقل الموقع الأمريكي عن ثلاثة مصادر مطلعة على هذه العملية، أن القيادة المركزية الأمريكية تتولى زمام المبادرة في صياغة خطة للقوة.

تفاصيل الخطة

وتشمل الخطة، بحسب الموقع الأمريكي، قوة شرطة فلسطينية جديدة سيتم تدريبها والتدقيق فيها من قبل الولايات المتحدة ومصر والأردن، إلى جانب قوات من الدول العربية والإسلامية.

وأضافت المصادر أن دولا مثل إندونيسيا وأذربيجان ومصر وتركيا أبدت استعدادها للمساهمة بقوات.

فيما أثار آخرون مخاوفهم مع الولايات المتحدة، نظرا للوضع الأمني ​​الفوضوي في غزة.

وقال مصدر مشارك في التخطيط للموقع: “إذا لم يكن لدينا أمن وحكم موثوقان في غزة يوافق عليهما الإسرائيليون، فسنعلق في وضع تهاجم فيه إسرائيل باستمرار”.

وبموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة، يُعد نشر القوات الدولية شرطا لانسحاب إسرائيلي إضافي من حوالي 50% من أراضي غزة التي لا تزال تل أبيب تسيطر عليها.

لكن كل هذا يتوقف على موافقة حماس على التخلي عن حكم غزة وبعض أسلحتها على الأقل.

موقف واشنطن

ويجادل بعض اليمينيين في إسرائيل والولايات المتحدة بأن الحركة لن تفعل ذلك طواعية، لذا ستضطر إسرائيل حتما إلى استئناف الحرب.

وقد زادت الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة والقاتلة على قطاع غزة ردا على ما قالت تل أبيب إنه اختراق من قبل حماس، قبل يومين، من احتمالية ذلك.

في المقابل، يسعى المسؤولون الأمريكيون جاهدين لتجنب استئناف الحرب، ويرون أن قوة الاستقرار الدولية جزء أساسي من الحل ولكن ليس جزءا يمكن التسرع فيه”.

وقال مسؤول أمريكي كبير لموقع أكسيوس: “من الأفضل التروي وتصحيح الوضع، لأننا لن نحظى بفرصة ثانية”.

كانت قوة الاستقرار محورا رئيسيا في لقاءات مبعوثي ترامب ستيف ويتكوف وغاريد كوشنر، ونائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو خلال زياراتهم الأخيرة إلى إسرائيل.

وعقد كوشنر وويتكوف قبل أسبوعين مشاورات موسعة مع مجموعة من كبار الضباط الإسرائيليين للحصول على آرائهم.

وذكر مسؤول أمريكي “الإسرائيليون قلقون ومتشككون لأنهم لم يعودوا يملكون زمام السيطرة. قلنا لهم: دعونا نهيئ الظروف أولا ونرى إن كانت حماس جادة”.

وأضاف “إذا دخلت إلى بيئة تعتبرك فيها حماس قوة احتلال، فستواجه صعوبة كبيرة. لكن إذا وافقت، فالوضع مختلف تماما”.

ويؤكد المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أن الحركة في أضعف حالاتها منذ نحو 20 عاما، وتتعرض لضغوط شديدة من دول عربية وإسلامية للتخلي عن السلطة ونزع سلاحها والتعاون مع خطة ترامب للسلام.

وأفاد مسؤول أمريكي بأن مصر وقطر وتركيا أبلغت واشنطن أن حماس قد توافق على نشر القوة الدولية، وأن الوسطاء يعتقدون أن الحركة قد تقبل بأن تقوم القوة بمراقبة الحدود وتنفيذ بعض المهام داخل غزة.

غير أن المشكلة الأساسية تكمن في أن حماس تحتاج إلى ضمانات حقيقية بأن مسلحيها سيحصلون على عفو في حال وافقت على المضي قدما، وألا تتم ملاحقتهم لاحقا من قبل القوة أو من “خصومهم الفلسطينيين”.

ويرى مستشارو ترامب أنه من المهم “عدم إعطاء حماس ذريعة لرفض الخطة”، رغم إدراكهم أن الموافقة ليست مضمونة.

وفي حال تعذر الاتفاق، ستنتشر القوة أولا في جنوب غزة حيث لا تسيطر حماس، لإنشاء منطقة آمنة لعمليات إعادة الإعمار.

الخطوة التالية

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم أحرزوا تقدما كبيرا في إعداد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعم إنشاء القوة ويشكل أساسا قانونيا يسمح للدول بالمشاركة فيها.

لكن القرار لن يحول القوة إلى بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، بل سيتيح للولايات المتحدة الإشراف والتأثير على عملياتها.

ومن المتوقع اتخاذ قرارات حاسمة بشأن تشكيل القوة خلال الأيام المقبلة، قبل عرضها على إسرائيل والدول المشاركة المحتملة في الأسابيع التالية.

وقال أحد المشاركين في التخطيط إنهم يحاولون الاستفادة من دروس الفشل السابقة في لبنان وأفغانستان.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى