البيت الأبيض يرد على حديث “نفق ألاسكا–روسيا” المثير للجدل

علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على فكرة طرحها مسؤول روسي لإنشاء نفق يربط البلدين.
واعتبر ترامب الجمعة أن فكرة إنشاء نفق تحت المياه يربط روسيا بألاسكا “مثيرة للاهتمام”.
وقال ترامب ردا على سؤال من مراسلين في البيت الأبيض حول الفكرة خلال اجتماعه مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “نفق من روسيا إلى ألاسكا. هذا… مثير للاهتمام” ثم توجّه إلى الرئيس الأوكراني وقال له “ما رأيك في ذلك، يا سيد الرئيس؟… هل تعجبك هذه الفكرة؟”.
وبدا زيلينسكي أقل حماسة، وأجاب “لست سعيدا بذلك”، ما أثار ضحك ترامب.
والخميس، أثار كيريل دميترييف، المبعوث الاقتصادي الدولي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على منصة إكس مشروع “جسر سلام” بين ألاسكا، وهي ولاية تقع في شمال غرب الولايات المتحدة، وروسيا، يعود إلى حقبة الحرب الباردة.
وكتب على المنصة التي يملكها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك “بفضل التكنولوجيا الحديثة لشركة بورينغ، يمكن أن يصبح نفق بوتين-ترامب” تحت مضيق بيرينغ.
وبورينغ هي شركة يملكها أيضا إيلون ماسك يهدف من خلالها إلى إحداث ثورة في النقل الحضري باستخدام الأنفاق.
ودعا دميترييف ماسك إلى بناء هذه البنية التحتية باعتبارها “رمزا للوحدة”، مع رسوم بيانية داعمة، مقدّرا كلفة هذا النفق الذي يمتد على مئة كيلومتر بحوالى 8 مليارات دولار.
وكان ماسك أحد أكبر المتبرعين لحملة ترامب الانتخابية لعام 2024. وبعد عودة الأخير إلى البيت الأبيض، انضم ماسك إلى إدارة الحزب الجمهوري حيث كلفه الرئيس بإجراء خفض كبير في الميزانية الفيدرالية، بما في ذلك تسريح آلاف الموظفين الحكوميين.
وكان ترامب وماسك مقرّبين حتى مغادرة الأخير الإدارة في مايو/أيار الماضي. ثم اختلفا علنا في يونيو/حزيران، حين شنّ ماسك هجمات شرسة على سياسات ترامب الاقتصادية.
ومع ذلك، ظهر الاثنان جنبا إلى جنب في 21 سبتمبر/أيلول خلال تكريم المؤثر المحافظ تشارلي كيرك الذي كان قد اغتيل قبل حوالى عشرة أيام.
كما عقد قمة في بودابست يعني أن فلاديمير بوتين سيطير إلى دول أوروبا، لكن ماذا عن العقوبات المفروضة على روسيا؟ هل تشكل قيودا على رحلة مماثلة؟
أسئلة تبادرت للأذهان بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الخميس أنه سيلتقي نظيره الروسي بالعاصمة المجرية “خلال الأسبوعين المقبلين” عقب محادثة هاتفية وصفها بأنها “مثمرة جدا”.
لكن المفوضية الأوروبية أصدرت توضيحا بشأن عبور طائرة بوتين إلى بودابست للقاء ترامب، حيث أفادت تصريحات أوروبية بأن العقوبات المفروضة على روسيا لا تشمل قيودا على زيارة بوتين أو وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى دول الاتحاد الأوروبي.
ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، أنيتا هايبر، قولها إن «العقوبات الأوروبية تشمل حكما بتجميد الأصول المالية للرئيس الروسي ووزير خارجيته».
ومستدركة: «إلا أنها لا تنص على منعهما من السفر إلى أراضي دول الاتحاد»، مشيرة إلى أنه «من الناحية القانونية، لا توجد عوائق تحول دون عقد القمة في المجر».
بدوره، أوضح المتحدث اباسم المفوضية أولوف جيل أن «مسألة منح تصريح التحليق للطائرة الرئاسية الروسية عبر المجالات الجوية لدول الاتحاد الأوروبي أثناء رحلتها إلى هنغاريا، هي مسألة تختص بها حكومات هذه الدول بشكل منفرد».
وتأتي التوضيحات من المفوضية الأوروبية في إطار النقاش الدائر حول الترتيبات اللوجستية المحتملة للقمة الروسية الأمريكية في بودابست حيث اتفق الرئيسان الروسي والأمريكي على عقد قمة فيها لبحث تسوية للأزمة الأوكرانية.
والمجر هي دولة غير ساحلية لا تملك منفذا على البحر تقع في حوض الكاربات في وسط أوروبا، تحدها شمالا سلوفاكيا، وتحدها أوكرانيا في الشمال الشرقي، وتحدها رومانيا من الشرق، ومن الجنوب تحدها كرواتيا و صربيا وسلوفينيا، كما تحدها النمسا من الغرب.
بلا مشاكل قانونية
أكدت المجر الجمعة أن بإمكان بوتين زيارتها للقاء الرئيس الأمريكي على أراضيها من دون أن يواجه مشاكل قانونية.
وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو في مؤتمر صحفي “بالطبع، هنا في المجر، في بودابست، نحن مستعدون لتوفير الظروف المناسبة للرئيسين الأمريكي والروسي لإجراء محادثات في ظروف آمنة وهادئة”.
والرئيس الروسي مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، لكن المجر أعلنت انسحابها من المحكمة اعتبارا من الثاني من يونيو/ حزيران 2026.
وتحدث رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان مع بوتين عبر الهاتف صباح الجمعة.
وقال أوربان عبر موقع فيسبوك “لقد جرت المناقشة مع الرئيس الروسي. الاستعدادات تجري على قدم وساق”.
وكان قد أكد في وقت سابق صباح الجمعة أن بودابست “هي المكان الوحيد في أوروبا اليوم الذي يمكن أن يستضيف مثل هذا الاجتماع”.
من جانبه، أشار الكرملين إلى أن “أوربان أعرب عن استعداده لتوفير الظروف اللازمة لتنظيم قمة روسية أمريكية محتملة في بودابست”.
وأبلغ بوتين أوربان بمحادثاته التي أجراها الخميس مع دونالد ترامب، “مشيرا إلى أنه خلال الاتصالات المقبلة مع الممثلين الأمريكيين، من المقرر مناقشة الخطوات التالية لإيجاد سبل لحلّ الأزمة الأوكرانية سلميا، بما في ذلك عقد قمة روسية أمريكية في العاصمة المجرية”، وفق الكرملين.
وبحسب سيارتو، فإن “جميع المسائل الفنية، من الموقع إلى التوقيت، يجب أن تحدد، ولكن بمجرد الاتفاق على التاريخ، سنقدم المعلومات بطبيعة الحال”.
ويعد أوربان الذي يتولى السلطة منذ عام 2010، أقرب حليف لترامب وبوتين داخل الاتحاد الأوروبي، وهو منتقد للدعم الغربي لكييف في الحرب مع روسيا.
وأكد الجمعة أن بلاده أثبتت أنها “شريك مخلص” و”وقفت دائما” إلى جانب أصدقائها.
وفي أبريل/نيسان الماضي، استقبل أوربان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المستهدف بدوره بمذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ مقرا في لاهاي بهولندا.