أطلقت المنظمة الإرهابية الحوثية على قدميها النار وحكمت على نفسها بالانتحار.
وذلك من خلال هذا الاعتداء الإرهابي ضد منشآت مدنية على أرض الإمارات، سيما وأن الاعتداءات محدودة الأثر وتمت السيطرة عليها من قبل الجهات المختصة في دولة الإمارات.
وعبرت مليشيا الحوثي الإرهابية عن أزمتها الميدانية وخسارتها العسكرية، عبر اللجوء إلى قصف يستهدف المدنيين، وذلك لإحداث ضجة إعلامية فارغة، فيما جاء حجم التضامن الدولي مع الإمارات كبيرا، والكم الهائل من الاتصالات التي تلقتها القيادة الإماراتية يعكس طبيعة العلاقات الإماراتية المهمة مع دول الشرق والغرب، كما أن الإدانات والشجب والاستنكار لهذا العمل الجبان تمهد لرد حاسم احتفظت به الإمارات لنفسها في إطار مكافحتها الإرهاب الحوثي ومَن وراءه في المنطقة.
هذا التضامن العالمي مع دولة الإمارات ضد اعتداء الحوثي اليائس والبائس دليلٌ جديدٌ على حجم شركاء دولة الإمارات وحلفائها ومصداقيتها على امتداد الكرة الأرضية، فالإمارات تعرف كيف ترد على مثل هذه الاعتداءات وبالطرق المناسبة والموجعة، لحماية مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
والذي يلفت الانتباه هو تعامل الجهات المختصة في دولة الإمارات بشفافية ومسؤولية بخصوص الاعتداء الإرهابي الحوثي على منشآت مدنية، سيما وأن عبث المليشيا الإرهابية الحوثية بأمن المنطقة والإقليم أضعف من أن يؤثر على مسيرة الأمن والأمان التي حققتها دول الخليج العربي، خصوصاً السعودية والإمارات، ومصير هذه الرعونة الحوثية والعبثية المدعومة من إيران إلى زوالٍ قريب واندحار قادم.
وهناك عتب يمني كبير على الولايات المتحدة لإغفالها الدور الحوثي الإرهابي، فربما لدى واشنطن حساباتها فيما يتعلق بالمحادثات النووية بفيينا، ولكن هناك 30 مليون يمني يستحقون أن تُحل قضيتهم بمعزل عن المماحكات السياسية الأمريكية أو التحركات الدولية مع إيران.
والحدث الأبرز بعد هذا الاعتداء الإرهابي الحوثي هو تأكيد القائدين، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد السعودي، أن هذه الأعمال الإرهابية ستزيد من عزم السعوديين والإماراتيين وتصميمهم على الاستمرارية في التصدي لها، مهما كانت القوى التي عاثت في اليمن الشقيق فساداً.
والمجتمع الدولي معني بالوقوف في وجه هذه الانتهاكات الصارخة للقوانين والأعراف الدولية، التي يقوم بها الحوثي الإرهابي، فهي ممارسات لا تهدد الإقليم فحسب، بل تهدد السلم والأمن الدوليين.
ردُّ التحالف العربي الحاسم على الاعتداء الحوثي يُقرأ في سياق النقلات النوعية للعمليات العسكرية المشروعة في اليمن، والتي أخذت نسقاً جديداً من الجهد الاستخباري الدقيق، والعمل التشاركي على الأرض لدحر الحوثيين وإخراجهم من محافظة شبوة على يد ألوية العمالقة الجنوبية، تمهيداً لتحرير صنعاء، العاصمة اليمنية المحتلة.
إن استهداف الحوثي للأراضي الإماراتية يُمثل مخالفة دولية بالدرجة الأولى، فقد استنفد الحوثي كل الفرص التي أتيحت له، والكل على ثقة بأن سياسة دول التحالف العربي وترتيباتها الإقليمية والدولية تصب في صناعة الأمن القومي الخليجي العربي، وبالتالي الإجهاز على هذا المشروع المتطرف الدخيل على المنطقة واليمن الشقيق.
المؤشرات تتحدث عن عودة الملف اليمني إلى صدارة أولويات دول العالم، وتحديداً في عواصم القرار العربية والغربية، وقد أسهمت الدبلوماسية الإماراتية في ذلك عبر دعوتها مجلس الأمن الدولي -بصفتها عضواً فيه- لاجتماع عاجل وخاص بما جرى مؤخرا من اعتداء إرهابي حوثي ضد منشآت مدنية على أرض الإمارات.