متابعات إخبارية

الاتحاد العام التونسي يدشن مرحلة جديدة من التصعيد بهجوم حاد على سعيد


انتقل الاتحاد العام التونسي للشغل أكبر مركزية نقابية في البلاد، من المراوحة بين التصعيد والمهادنة إلى الهجوم مباشرة على الرئيس قيس سعيد بعد أن قامت السلطات الأمنية في الفترة الأخيرة باعتقال شخصية نقابية وازنة في خطوة تشير إلى ان المنظمة العمالية تستعد على ما يبدو لتصعيد المواجهة تحسبا لفشل مبادرة الحوار التي تطرحها ويتجاهلها الرئيس إلى حدّ الآن.

واعتبر الأمين العام للاتحاد نورالدين الطبوبي أن الرئيس قيس سعيد يسعى إلى ترهيب الشعب وتخويفه من خلال مخاطبته من الثكنات وذلك بعد خطابه الأخير من ثكنة العوينة وتزامنه مع إيقاف مسؤول نقابي، ما أدى إلى مزيد تصعيد الخلاف بين المنظمة النقابية الأكبر والسلطة السياسية.

وقال أثناء افتتاحه لأشغال الهيئة الإدارية لاتحاد الشغل اليوم الجمعة إن سعيد أراد من خلال مخاطبته للتونسيين من وزارة الداخلية والثكنات القول إن القوات العسكرية والأمنية معه وتتولى مساندة خيارته، مشيرا إلى أن دورها الحقيقي يتمثل في حماية الوطن من كل تدخل أجنبي.

وتابع أنه بعد أن عبر الشعب عن رفضه للمسار الحالي عبر مقاطعته للانتخابات التشريعية وتدني نسبة المشاركة فيها كان من باب الحكمة أن يتبنى سعيد خطابا يوحّد ويجمّع ثم الانصراف إلى العمل من أجل إيجاد حلول لتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

وأضاف أن لغة الوعيد والتهديد تعتبر “أمرا خطيرا”، لافتا إلى أن الأخطر منها أن سعيد يتحدث عن معركة تحرير وطني وتطهير البلاد، متسائلا إن كان يريد تحرير البلاد من الشعب، معتبرا أن الرئيس يدعو بطريقة غير مباشرة الشعب التونسي إلى الاقتتال والتحارب ويؤلب المواطنين ضد بعضهم، مضيفا أنه يهاجم الاتحاد لتوجيه الأنظار عن النسبة الهزيلة للمشاركة في الانتخابات والفشل في الخيارات الاقتصادية، مؤكدا أن المنظمة العمالية مستعدة لهذه المواجهة، مؤكدا أن سعيد فهم موقف الاتحاد على شكل خاطئ بعد مساندته الأولية لمسار  25 يوليو/تموز2021، لافتا إلى أن الاتحاد لم يعط صكا على بياض لأي حاكم.

الطبوبي: العزوف عن المشاركة في الانتخابات التشريعية يؤكد لفظ الشعب التونسي لكل السياسيين دون استثناء 

وفي ما يتعلق بالمبادرة التي يستعد الاتحاد لطرحها على سعيد قال الطبوبي إن “رئيس الجمهورية يقوم بحوار كما يريد، لكن حرام على منظمتنا أن تقوم بدورها الوطني وتقدم حلولا وبدائل”، متسائلا عن سبب اعتبار الاتحاد رأس حربة بينما توجد منظمات أخرى مشاركة وذات وزن وقيمة.

 

أما سامي الطاهري الناطق الرسمي باسم الاتحاد فصرّح بأن مبادرة الإنقاذ تقدمت أشواطا هامة وسيتم طرحها خلال الفترة المقبلة على كل الأطراف من رأي عام ورئيس جمهورية وأحزاب، مشددا على أن الحوار لن يتعطل بسبب أي تشويش، مضيفا أنه “لا وجود لحرب في تونس رغم أن خطاب رئيس الدولة كان خطاب حرب بل هناك حوار لأننا نعيش في بلد حوار وسلم وتسامح”.

وتأتي التصريحات الجديدة للطبوبي بعد أن وجه الرئيس التونسي رسائل غير مباشرة إلى المنظمة العمالية هذا الأسبوع، مؤكدا من خلالها أنه سيتم التصدي لكل القوى المتورطة في الإضرار بمصالح البلاد، داعيا إلى تفعيل المحاسبة.

ودعا قيادات الحرس الوطني إلى التصدي لمن تآمر على الدولة، محذرا من تحويل الحق النقابي إلى غطاء لتحقيق أهداف سياسية في إشارة إلى مبادرة الإنقاذ التي يقودها الاتحاد مع عدد من المنظمات الوطنية وينتظر أن يتم طرحها قريبا على السلطة السياسية، مؤكدا أن الشعب يريد تطهير البلاد والمحاسبة بعد أن سئم من طول الإجراءات، مضيفا أن بعض الأحكام صدرت على المقاس.

وندد الاتحاد الأربعاء بتوقيف أحد قيادييه واعتبر أن ذلك يمثل “ضربا للعمل النقابي وانتهاكا للحقوق النقابية وخرقا للاتفاقيات الدولية المصادق عليها من طرف الدولة التونسية”، فيما اعتبر الطبوبي أن سعيّد قام بالتحريض ضد حرية العمل النقابي والحقّ في الاحتجاجات السلمية، داعيا أنصار المنظمة النقابية إلى التجند للدفاع عن الحقّ النقابي وحقّ الإضراب والحريات العامة والفردية بكلّ الأشكال النضالية المشروعة.

وحذرت أحزاب المعارضة التي ترفض المسار الحالي من مغبة دخول البلاد في نفق التضييق على الحريات والحقوق، ومن بينها حق الإضراب الذي يكفله الدستور.

وفي حين تطالب جبهة الخلاص الوطني (الواجهة السياسية لحركة النهضة الإسلامية) بتنحي الرئيس وتشكيل حكومة إنقاذ لبدء مرحلة انتقالية ومراجعات دستورية يردد سعيد بأنه بصدد تصحيح مسار الثورة وخوض معركة تحرير للحفاظ على الدولة.

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى