سياسة

الاتحاد الأوروبي يطرح خطة لإقامة الدولة الفلسطينية


يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي محادثات منفصلة الاثنين مع نظيريهما الإسرائيلي .والفلسطيني لبحث آفاق تحقيق سلام دائم بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الدعوات لحل الدولتين حيث سيتم عرض خطة من عشر نقاط للسلام لإنهاء الصراع.

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الاثنين إن الوضع الإنساني في قطاع غزة، الذي تفرض إسرائيل حصارا مطبقا عليه حاليا ضمن حربها على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). “لا يمكن أن يكون أسوأ من ذلك” مضيفا للصحفيين قبيل الاجتماع “من الآن فصاعدا لن أتحدث عن عملية السلام، ولكنني أريد عملية حل الدولتين”.

وكان بوريل قد قام الجمعة بإثارة غضب إسرائيل عندما اتهمها. بأنها “أنشأت” و”مولت” حركة حماس بهدف تقويض احتمال قيام دولة فلسطينية مؤكدا أن الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام دائم في المنطقة هي في “فرض حل الدولتين من الخارج”.
وتقول وثيقة الخطة المطروحة أن أحد الأهداف الرئيسية. يجب أن يكون إقامة دولة فلسطينية مستقلة “تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن”

وكتب بوريل في رسالة للدول الأعضاء أن خارطة الطريق الخاصة به سوف “تتناول بالتفصيل مع مقترحات عملية المبدأ المتفق عليه وهو أن الحل السياسي المستدام وطويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو وحده الذي سيجلب السلام والاستقرار إلى الشعبين والمنطقة”.
وستؤدي الخطة لتحقيق “إطار أولي للسلام الإسرائيلي الفلسطيني في غضون عام واحد. وستكون هناك ضمانات أمنية قوية لكلا الدولتين، وسيكون الاتفاق مشروطا بالاعتراف الدبلوماسي المتبادل الكامل والمتكامل بين إسرائيل والفلسطينيين في المنطقة”. كما ستعمل الخطة على تحقيق تطبيع كامل بين إسرائيل والدول العربية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الاثنين إنه يأمل في أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الإسرائيليين الذين يرتكبون أعمال عنف بحق الفلسطينيين بالضفة الغربية.

من جانبها قالت أنالينا بيربوك وزيرة خارجية ألمانيا إن حل الدولتين. الذي من شأنه أن يتيح التعايش السلمي بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو الحل الوحيد للصراع المستمر مضيفة “كل أولئك الذين يقولون إنهم لا يريدون أن يسمعوا شيئا عن مثل هذا الحل لم يقدموا أي بديل”. ودعت أيضا إلى “وقف إنساني” عاجل للحرب المستعرة في قطاع غزة. 

و انتقد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي  “الأجندة العنصرية المتطرفة”. للحكومة الإسرائيلية وقال إنها تتحدى العالم برفضها قبول حل الدولتين لإنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال الصفدي للصحفيين في بروكسل إن “الطريق الوحيد للخروج من هذه المأساة هو حل الدولتين… وهم يتحدون المجتمع الدولي بأكمله، وحان الوقت لأن يتخذ العالم موقفا”.

ودعا وزير الخارجية المصري سامح شكري الإثنين إلى ضخ استثمارات أوروبية في بلاده، ووقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وذلك خلال لقاءات أجراها وزير خارجية مصر مع مسؤولين أوروبيين في بروكسل، على هامش زيارة غير محددة المدة يجريها إلى بلجيكا. وفق بيانيين للخارجية المصرية.
وأفادت الخارجية المصرية بأن شكري التقى خلال إفطار عمل في بروكسل وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، بحضور جوزيب بوريل.
وأوضحت أن اللقاء “تم تنظيمه على هامش اجتماعات الدورة العاشرة لمجلس المشاركة المصري- الأوروبي” المقررة غدا الثلاثاء. لبحث تعزيز العلاقات وقضايا المنطقة.
وقدم شكري خلال اللقاء شرحا لـ”التحديات الناجمة عن الوضع الاقتصادي .والأمني المضطرب إقليميًا ودوليًا وتأثيره على أداء عدد من القطاعات في بلاده”.

كما عقد شكري اجتماعا ثنائيا مع يانيز لينارتشيتش مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات. بحث خلاله الجوانب الإنسانية والأمنية للأزمة في قطاع غزة. فضلا الأوضاع في لبنان والسودان والعراق وسوريا، وتهديدات أمن البحر الأحمر، بحسب المصدر.
وفي السياق أكد الوزير “ضرورة تبني الأطراف الدولية الهامة مثل دول الاتحاد الأوروبي لمواقف قاطعة إزاء تحقيق الوقف الشامل لإطلاق النار .باعتباره المسار الوحيد لاحتواء الأزمة الإنسانية في غزة”.

وأدى الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل وما أعقبه من رد عسكري عنيف ودام من جانب إسرائيل. إلى إغراق الشرق الأوسط في دوامة اضطرابات جديدة، كما أجج المخاوف من نشوب توسع نطاق الحرب.

ولكن في حين أن سفك الدماء يبدو أنه دفع أي أمل بحل طويل الأمد للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني بعيدا أكثر، يصر مسؤولو الاتحاد الأوروبي على أن الوقت قد حان لبحث حل نهائي.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ال27 أولا مع نظيرهم الإسرائيلي يسرائيل كاتس ولاحقا وبشكل منفصل مع نظيرهم الفلسطيني رياض المالكي. لكن من غير المتوقع عقد لقاء بين كاتس والمالكي.
كما سيجتمع الوزراء الأوروبيون أيضا إلى وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية.
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى توحيد موقفه بشأن النزاع في غزة في ظل رفض داعمين أقوياء لإسرائيل مثل ألمانيا مطلب الوقف الفوري لإطلاق النار الذي تقدمت به دول مثل إسبانيا وأيرلندا.

ووضع مسؤولون في الاتحاد الأوروبي شروطا عامة “لليوم التالي” لانتهاء الحرب الحالية في غزة. رافضين أي احتلال اسرائيلي طويل الأمد وداعين إلى إنهاء حكم حماس .وإعطاء دور للسلطة الفلسطينية في إدارة القطاع.
ويعتقد التكتل المكوّن من 27 دولة، كما الولايات المتحدة. أن إنشاء دولة فلسطينية يبقى السبيل الوحيد القابل للتطبيق لضمان سلام دائم.

الدبلوماسية الأوروبية تسعى لانهاء الحرب في غزة
الدبلوماسية الأوروبية تسعى لانهاء الحرب في غزة

لكن نتانياهو تحدى الرئيس الأميركي جو بايدن برفض أي سيادة فلسطينية محتملة. قائلا إن بلاده يجب أن تحافظ على سيطرتها الأمنية على غزة.

واستبعد مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي أي توقعات بحدوث اختراقات في “رقصة الباليه المعقدة” للدبلوماسية الاثنين.
وقال “الفكرة هي إجراء نقاش كامل مع جميع المشاركين. الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب، لتبادل وجهات النظر ومحاولة فهم مواقف الجميع بشكل أفضل”.
وأدى هجوم حماس على مواقع عسكرية وكيبوتسات ومشاركين في مهرجان موسيقي إلى مقتل أكثر من 1140 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته. وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا تمّ الإفراج عن حوالى مئة منهم بموجب هدنة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. ولا يزال 132 منهم محتجزين في القطاع. وفق السلطات الإسرائيلية. ويرجح أن 28 على الأقل لقوا حتفهم.

وأدى الهجوم غير المسبوق في الشدة والنطاق في تاريخ إسرائيل. إلى إعلان الدولة العبرية الحرب وإطلاق حملة عسكرية لا هوادة فيها على القطاع الصغير أسفرت حتى الآن عن مقتل 25105 أشخاص، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال. بحسب أحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الأحد.
وقبيل بدء المناقشات فرض الاتحاد الأوروبي. الجمعة عقوبات على ستة أشخاص لتمويلهم حماس.
وأدرج الاتحاد الأوروبي الثلاثاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار على قائمة “الإرهاب” على خلفية الهجوم .الذي شنّته الحركة على جنوب إسرائيل في 7تشرين الأول/أكتوبر.
وسبق للاتحاد أن صنّف حركة حماس منظمة “إرهابية”. وتعتبر دول عدة الحركة منظمة “إرهابية” من بينها الولايات المتحدة وكندا وإسرائيل.

وفرضت دول الاتحاد الأوروبي أيضا عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين “المتطرفين” في الضفة الغربية.
وفي مواجهة العنف المتصاعد في أنحاء المنطقة. قدمت دول الاتحاد الأوروبي. هذا الأسبوع دعما مبدئيا لإرسال قوة بحرية أوروبية للمساعدة في حماية السفن في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين اليمنيين.
وتضمن العرض ارسال ثلاث فرقاطات .وتفويضها الدفاع عن السفن دون مهاجمة الحوثيين على اليابسة كما يفعل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يناقش اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي الاثنين هذه المهمة. لكن لا يتوقع اقرارها قبل الشهر المقبل.
وأبدت هولندا وألمانيا وبلجيكا استعدادها للمساهمة بسفن حربية لهذه المهمة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى