تكنولوجيا

الإنترنت البحري والفضائي


الكثير من مستخدمي الإنترنت يعتقدون أن مصدر الإنترنت الذي يستخدمونه يأتيهم عبر الأقمار الاصطناعية.

وفي حقيقة الأمر أن هناك الكثير كذلك يعرف أن الإنترنت الذي نستخدمه الآن في التصفح يأتي عبر الكابلات سواءً الأرضية أو تحت البحر لنفهم أكثر دعونا نتناولها بشكل مبسط.

الإنترنت عبر الأسلاك الأرضية والبحرية:

أول رسالة إلكترونية تم إرسالها عن بُعد كانت في 29 أكتوبر 1969، عندما تم الإعلان عن اختراع الإنترنت الحالي من قبل شبكة وكالة مشاريع الأبحاث المتطورة سميت باسم أربا “ARPANET” المختصر من الإنجليزية في بداياتها شبكة خاصة بجامعات أمريكية لغرض البحث والتطوير الأكاديمي، أنشأتها وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”؛ ويبدو أن الهدف الأساسي من إنشائها هو إيجاد وسيلة سريعة جداً تمكن وزارة الدفاع الأمريكية من التواصل مع قطاعات الجيش في الولايات البعيدة في حال تعرضت الولايات المتحدة لهجوم صاروخي نووي من قبل الاتحاد السوفيتي سابقاً. وتمت إدارة “أربانت” لمدة عقدين من الزمن حتى 1990، وهنا فصلت وزارة الدفاع الأمريكية “أربانت” عن الاستخدامات العسكرية وأنشأت شبكتها العسكرية الخاصة سُميت شبكة ميل نت “MILNET”، وتركت المجال لشبكة مؤسسة العلوم القومية “NSFNET” للاستخدام المدني بدعم وتمويل شبكة الحاسوب في الثمانينيات حتى عام 1995 من القرن الماضي، حين خرجت شبكة مؤسسة العلوم القومية من الخدمة وفسحت المجال لما يعرف الآن بالإنترنت، بعد اكتشاف الروابط التشعبية واختراع الويب الحالي.

يتم نقل الإنترنت بين الدول عبر الأسلاك الممتدة عبر البحار والمحيطات وصولاً للدول ثم تنقل عبر مزودي الإنترنت “شركات الاتصالات” عبر الأسلاك الأرضية، حتى تصل إلى منزلك بمعنى أن جهازك الآن مرتبط بسلك أرضي في دولتك وعبر السلك البحري في الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا.

الإنترنت عبر الأسلاك البحرية:

هي الأسلاك التي تقوم بتوصيل المعلومات، بحسب اتفاقات دولية عبر المحيطات والبحار، وكان أول استخدام للأسلاك البحرية لنقل المعلومات والبيانات الخاصة بالتلغراف عام 1851. وفي عام 1964 استُخدمت لخدمة الهاتف عبر المحيط الهادئ، وفي الوقت الحالي تستخدم لنقل المعلومات والبيانات الخاصة بالإنترنت ولكن بأعلى من تقنيات الماضي، فالمستخدم حالياً هي تقنيات الألياف الضوئية.

نقل المعلومات عبر الأقمار الاصطناعية:

والقمر الاصطناعي هو من صنع الإنسان وهو عبارة عن آلة يتم إطلاقها في الفضاء وتدور حول جسم في الفضاء ومن الأمثلة على تلك الأقمار الاصطناعية تليسكوب هابل الفضائي والمحطة الفضائية الدولية.

تتواصل الأقمار الاصطناعية باستخدام موجات الراديو لإرسال إشارات إلى الهوائيات الموجودة على سطح الأرض، ثم تلتقط الهوائيات تلك الإشارات وتعالج المعلومات القادمة من تلك الإشارات.

الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية:

يتم تقديم خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية الحديثة عادةً إلى المستخدمين أفراداً أو مؤسسات من خلال الأقمار الاصطناعية الثابتة بالنسبة إلى الأرض التي يمكن أن توفر سرعات بيانات عالية نسبياً، مع الأقمار الاصطناعية الأحدث التي تستخدم النطاق Ka-band لتحقيق سرعات نقل البيانات تصل إلى 506 ميجابايت في الثانية . بالإضافة إلى ذلك يتم تطوير مجموعات جديدة من الأقمار الاصطناعية في مدار أرضي منخفض لتمكين الوصول إلى الإنترنت بزمن انتقال منخفض من الفضاء القريب إلى مدار الأرض.

أيهما أفضل الإنترنت عبر الأسلاك البحرية أم عبر الأقمار الاصطناعية؟

يعتبر نقل البيانات والمعلومات عبر الأسلاك البحرية أسرع بكثير من نقلها عبر الأقمار الاصطناعية، حيث تبلغ سرعة نقل المعلومات نحو 1000 ميجابايت في الثانية الواحدة وبدقة عالية، خاصة بعد استخدام الألياف الضوئية في هذه الأسلاك. فمثلاً عندما تتصفح الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية سوف تجد أن هناك تقطعات أو خللاً في تزامن الصوت مع الصورة في كثير من الأحيان، خاصة وقت البث المباشر لوجود عوائق طبيعية أو تقنية، بينما نقل البيانات والمعلومات عبر الأسلاك البحرية أكثر دقة وكفاءة.

تابعوا المقال القادم عن سباق الفضاء الجديد…

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى