الإمارات وعمان: شعبان شقيقان و علاقات نموذجية
لا يخفى على أحد اليوم مدى الترابط والانسجام والأمن والأمان الذي يعيشه الشعبان الشقيقان في كلٍّ من الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.
العلاقات الخارجية هي عماد السياسة الاستراتيجية لكل دولة من الدول، لا سيّما مع الدول التي تشكّل جزءاً من مدارها السياسي أو الفكري أو الجغرافي، وانطلاقاً من هذه القاعدة الاستراتيجية في السياسة نجد الإمارات العربية المتحدة ذات العلاقات الخارجية المتميزة القائمة على السلام والصداقة والتكامل مع دول العالم أجمع، تجمعها مع جيرانها علاقات أكبر من أن توصف بالسياسية أو الدبلوماسية، كالعلاقة التي تجمع بينها وبين سلطنة عمان.
الحقيقة تكمن في أنّ العلاقات الإماراتية العمانية ليست وليدة اللحظة أو مرحلة معينة، بل إنها ولدت منذ الميلاد الإماراتي والعماني بناء على مبادئ الوالد المؤسس للإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي أرسى قواعد الأخوة مع الخليج العربي والمحيط العربي بالكامل، ومبادئ الصداقة مع العالم أجمع على مبدأ السلام وحفظ الحقوق، والمؤسس السلطان قابوس بن سعيد، طيّب الله ثراه، الذي لا يرى السلطنة إلا جزءاً لا يتجزأ من محيطها العربي عموماً والخليجي على وجه الخصوص، وضمن هذه الرؤية الاستشرافية جمعت البلدين علاقات وثيقة لا يمكن فصم عراها.
لا يخفى على أحد اليوم مدى الترابط والانسجام والأمن والأمان الذي يعيشه الشعبان الشقيقان في كلٍّ من الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، فأثمرت العلاقات السياسية الوطيدة التي أرساها المؤسسان المغفور لهما “الشيخ زايد” و”السلطان قابوس” تلاحماً شعبيّاً بين البلدين الشقيقين، فالمتتبع لوسائل التواصل اليوم يجد أنّ الشعب الإماراتي مؤسسات وأفراداً يحتفلون ويهنئون الشعب العماني بعيده، متمنين له الأمن والأمان والاستقرار، ليرتبط الشعبان بوشائج الدم والأخوة العربية، فضلاً عن الوشائج الجغرافية الخليجية أو السياسية القائمة على مرتكزات مجلس التعاون الخليجي، فالإمارات في ذلكَ تعي تماماً مسؤولياتها المرحلية القائمة على أنّها اليوم ومع شقيقاتها الخليجيات بوابة العروبة والعرب وحصنها المنيع، لا سيما في واقع العرب المأزوم اليوم والصراعات التي تفتك به من كل جانبٍ.