سياسة

الإمارات وساطة ناجحة تتوج جهوداً بارزة للسلام

أزمة أوكرانيا


وساطة إماراتية ناجحة أثمرت صفقة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، تتوج بها الدولة جهودها المتواصلة لحل الأزمة ونشر السلام بالعالم.

نجاح إماراتي جديد يرسخ مكانة دولة الإمارات كلاعب أساسي وشريك مهم في إنجاح مبادرات السلام على المستوى الإقليمي والدولي، ويبرز ثقة العالم وتقديره لجهوده ووساطاتها، وذلك انطلاقا من إرثها الإنساني ورسالتها الحضارية القائمة على إعلاء قيم المحبة والتسامح والسلام.

وساطة ناجحة تهديها الإمارات للعالم في مستهل عام جديد، تحمل أبعادا إنسانية وسياسية ودبلوماسية هامة تعطي بارقة أمل نحو حل أزمة تلقي بتأثيراتها على أمن واستقرار العالم.

ويأتي نجاح تلك الوساطة فيما تتواصل جهود الإمارات على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه لوقف التصعيد بين البلدين والعمل على إنهاء الأزمة بالحوار.

ونجحت وساطة إماراتية، اليوم الأربعاء، في إنجاز صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، تم بموجبها عودة 248 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير.

وساطة ليست الأولى من نوعها، على مسار الأزمة التي تنشط الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بحثا عن حل لها، فسبق أن نجحت وساطة إماراتية في فبراير/شباط الماضي في إنجاز صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، تم بموجبها عودة 63 أسير حرب “من الفئة الحساسة” إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.

وتأتي الوساطة الجديدة بعد أيام من إرسال دولة الإمارات العربية المتحدة، طائرة مساعدات جديدة للمدنيين المتضررين نتيجة للأزمة المستمرة في أوكرانيا، وذلك لمساعدتهم على مواجهة ظروف الشتاء القاسي.

كما تأتي الوساطة بعد أقل من شهر من مباحثات أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته لأبوظبي الشهر الماضي والتي تناولت الأزمة الأوكرانية.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال لقائه ببوتين أن دولة الإمارات تدعم تسوية مختلف النزاعات في العالم عبر الحوار والأساليب الدبلوماسية بما يعزز السلام والأمن العالميين .

كذلك تأتي الوساطة بعد أيام من ختام عضوية الإمارات في مجلس الأمن الدولي التي استمرت عامين قامت خلالهما بجهود بارزة لحل الأزمة.

تفاصيل الوساطة

ومساء الأربعاء، أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية عن نجاح وساطة دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن تبادل أسرى الحرب بين جمهورية روسيا الاتحادية وجمهورية أوكرانيا.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها إن نجاح جهود الوساطة جاء انعكاساً لعلاقات الصداقة الوطيدة التي تجمع دولة الإمارات بكل من جمهوريتي روسيا الاتحادية وأوكرانيا، والتي دعمتها اتصالات منتظمة على أعلى المستويات نتج عنها إحدى أكبر عمليات تبادل الأسرى بين الجانبين منذ بداية الحرب.

وقد أعربت وزارة الخارجية عن تقديرها لحكومتي روسيا الاتحادية وأوكرانيا على تعاونهما واستجابتهما لجهود الوساطة الإماراتية لإنجاح عملية تبادل الأسرى بالرغم التحديات التي تفرضها ظروف الحرب الحالية.

وشددت على موقفها المتمثل في الدعوة إلى الدبلوماسية والحوار وخفض التصعيد، وسعيها لدعم جميع المبادرات التي من شأنها التخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة.

وأكدت وزارة الخارجية على التزام دولة الإمارات بمواصلة الجهود الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للنزاع في أوكرانيا.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية استعادة 248 من جنودها في تبادل للأسرى مع أوكرانيا.

وقالت الوزارة في بيان على تطبيق تليغرام إنه “إثر عملية تفاوض معقدة، بوساطة إماراتية، تمت استعادة 248 عسكريا روسيا من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف”.

من جانبه، أعلن فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الأوكراني، استعادة أكثر من 200 أسير من روسيا.

ونشر زيلينسكي عبر تليغرام فيديو له مع بعض جنوده الذين أفرجت عنهم روسيا.

ويعد هذا هو أول تبادل للأسرى بين الجانبين منذ أشهر.

جهود القيادة

وساطة ناجحة تتوج جهود القيادة الإماراتية المتواصلة لحل الأزمة .

ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، يقود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعلى أكثر من صعيد، جهودا للدفع بحل سلمي ينهي الأزمة، آخرها مباحثاته مع الرئيس الروسي في أبوظبي قبل شهر.

وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس فلاديمير بوتين في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي مستجدات الأزمة الأوكرانية.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا السياق أن دولة الإمارات تدعم تسوية مختلف النزاعات في العالم عبر الحوار والأساليب الدبلوماسية بما يعزز السلام والأمن العالميين، انطلاقاً من نهج الإمارات الراسخ في دعم السلام والتعاون والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي.

الإمارات وأزمة أوكرانيا.. وساطة ناجحة تتوج جهوداً بارزة للسلام

وقبل ذلك اللقاء أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة لروسيا في يونيو/حزيران الماضي، بعد أقل من عام من زيارته لها في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2022، في زيارتين التقى خلالهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتصدرت أجندة المباحثات فيهما الأزمة الأوكرانية، إضافة إلى إجرائه مباحثات هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكثر من مرة كان من بين أحدثها في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وترحيب الزعيمين بوساطة دولة الإمارات لإنهاء الأزمة.

وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات نهج دولة الإمارات الثابت في دعم السلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية والحلول السياسية للنزاعات والصراعات، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية من خلال خفض التصعيد والحوار والدبلوماسية.

وأكد استعداد دولة الإمارات القيام بأي دور لحل الأزمة الأوكرانية وتخفيف تداعياتها الإنسانية، وشدد على أن “دولة الإمارات دائما ستكون موجودة”، لتهدئة الوضع ودعم الاستقرار في تلك الأزمة.

وأثمرت تلك الجهود عن نجاح وساطة دولة الإمارات في إجراء تبادلين للأسرى أحدثهما مساء الأربعاء، وكان الأول في فبراير/شباط الماضي تم بموجبه عودة 63 أسير حرب “من الفئة الحساسة” إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.

جهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لحل الأزمة الأوكرانية تنسجم مع مبادئ الخمسين، التي ترسم المسار الاقتصادي والسياسي والتنموي لدولة الإمارات للخمسين سنة المقبلة.

وينص المبدأ العاشر منها على أن “الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل كافة الخلافات هو الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، والسعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي يعتبر محركاً أساسياً للسياسة الخارجية.”

مجلس الأمن

تأتي الوساطة الإماراتية بين روسيا وأوكرانيا كذلك بعد أيام من ختام عضوية الإمارات في مجلس الأمن الدولي التي استمرت عامين قامت خلالهما بجهود بارزة لحل الأزمة.

وسجلت دولة الإمارات مواقف عدة تدعم الحل السلمي للأزمة الأوكرانية، تم تسجيلها في بيانات ألقتها على مدار عامي عضويتها، أكدت فيها أن وقف التصعيد والدبلوماسية والحوار هي السبل الوحيدة لحل الأزمة.

وشددت دولة الإمارات على وجوب الاستمرار في اتخاذ خطوات جادة للتوصل إلى حل سياسي، واتخاذ خطوات متسقة من قبل الأطراف كافة، تحفها المسؤولية والشفافية، للتخفيف من المخاطر المرتبطة بنقل الأسلحة، ووقف الأعمال العدائية في أوكرانيا والسعي الدؤوب من أجل تحقيق سلام عادل ومستدام.

جهود إنسانية

وبموازاة جهودها الدبلوماسية والسياسية المتواصلة لحل الأزمة الأوكرانية، تنشط أيضا الجهود الإنسانية لدولة الإمارات للتخفيف من وطأتها، عبر تسيير جسر جوي إنساني لدعم اللاجئين الأوكرانيين والمتضررين من الأزمة.

وضمن أحدث تلك الجهود، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة،في 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إرسالها طائرة مساعدات تحمل على متنها 100 طن من مولدات الطاقة للمدنيين المتضررين نتيجة للأزمة المستمرة في أوكرانيا، وذلك لمساعدتهم على مواجهة ظروف الشتاء القاسي.

وتتضمن المساعدات 1640 من مولدات الطاقة المنزلية، مختلفة القدرات لتسهم في توفير الطاقة لمنازل المدنيين.

وقامت دولة الإمارات، بنقل جزء من المولدات الكهربائية إلى العاصمة البولندية وارسو، على أن يتم نقل باقي المولدات في شهر يناير/كانون الثاني الجاري.

جنود أوكرانيون مفرج عنهم ضمن صفقة التبادل - رويترز

وأكد محمد أحمد الحربي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية بولندا، أن هذه المساعدات تأتي ضمن الدعم الإغاثي المستمر من دولة الإمارات؛ للإسهام في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية التي تواجه الشعب الأوكراني الصديق نتيجة الأزمة الحالية، كما تعكس قيم دولة الإمارات الراسخة في تقديم الدعم والإغاثة للشعوب في أوقات الحاجة.

يذكر أن دولة الإمارات قدّمت منذ بداية الأزمة إمدادات إغاثية عاجلة للمدنيين المتضررين في أوكرانيا، منها مساعدات إنسانية إغاثية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي، كما تم تدشين جسر جوي تضمن إرسال 12 طائرة حتى الآن حملت على متنها نحو 714 طناً من الإمدادات الإغاثية والمواد الغذائية الأساسية والطبية و2520 مولداً كهربائياً و60 سيارة إسعاف و2500 جهاز لابتوب و10 آلاف حقيبة مدرسية.

كما أرسلت دولة الإمارات باخرة حملت على متنها 250 طناً من الإمدادات الإغاثية التي تشمل بطانيات ومستلزمات شخصية ومصابيح إضاءة تم إرسالها إلى بولندا ورومانيا، وتم نقلها بعد ذلك إلى داخل الأراضي الأوكرانية، فضلا عن تسييرها طائرات تحمل إمدادات إغاثية للاجئين الأوكرانيين في دول الجوار مثل بولندا ومولدوفا وبلغاريا.

إنجازات دبلوماسية وإنسانية تتزايد وتبرز التقدير العالمي لمكانة دولة الإمارات والثقة الدولية المتزايدة في سياستها الخارجية ودبلوماسيتها الإنسانية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى