سياسة

الإمارات وباكستان.. علاقات ضاربة في عمق التاريخ


تربط دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية باكستان الإسلامية علاقات تاريخية متجذرة، عنوانها التشاور والتنسيق المشترك، والعرص على تعزيز الشراكة الاستراتيجية، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية، وتطوير المشروعات الثنائية.

وفي زيارة هي الثالثة من نوعها منذ توليه منصبه، حل رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، بالإمارات قبل أسابيع، بناءً على دعوة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة. وعقد الجانبان اجتماعا ناقشا خلالها عدة قضايا مشتركة.

تعزيز العلاقات وتكثيف التشاور

جاءت تفاصيل الاجتماع في بيان مشترك بين البلدين، حيث ناقش الطرفان تعزيز العلاقات الثنائية، وتبادلا وجهات النظر بشأن المسائل السياسية والأمنية في المنطقة. كما بحث الجانبان تعزيز التعاون في المجالات السياسية والدفاعية والاقتصادية والتجارية والثقافية، وتطوير المشروعات المشتركة، بجانب تعزيز التعاون في قطاع الموارد البشرية.

وأكدت الإمارات وباكستان علاقاتهما التاريخية المتجذرة، وسعيهما لتحقيق الأمن والسلم الإقليمي والعالمي، وأعرب الجانبان عن ارتياحهما لتلاقي وجهات النظر حول مجموعة من القضايا الإقليمية والعالمية.

 

وبغية تطوير تعاون ثنائي ملموس وهادف في المجالات الرئيسة، اتفق الجانبان على تكثيف المشاورات والتنسيق من أجل تعزيز شراكتهما الاستراتيجية، ووقع الجانبان مذكرات تفاهم في مجالات مكافحة الاتجار في البشر، والتبادل الإخباري، والتعاون بين الأكاديميات الدبلوماسية في كلا البلدين.

دعم الإمارات لباكستان

تقدم رئيس الوزراء الباكستاني بالشكر الجزيل لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن الدعم الذي قدمته دولة الإمارات إلى بلده خلال الفيضانات الأخيرة. حيث أنشأت جسرا جويا لهذا الغرض، واستناداً إلى علاقات الصداقة التي تربطهما منذ عقود، أعرب البلدان عن تضامنهما المشترك في مختلف الظروف.

وخلال الشهر الجاري، شاركت دولة الإمارات في فعاليات المؤتمر الدولي الذي عقد في جنيف، والذي نظّمته الحكومة الباكستانية والأمم المتحدة. لبحث آليات حشد الدعم الدولي للمتضررين من الفيضانات المدمرة التي اجتاحت باكستان العام الماضي، وإعادة بناء البنية التحتية.

وأكدت دولة الإمارات دعمها لكل الجهود الدولية لتعزيز الإغاثة الطارئة، وإعادة الإصلاح والإعمار والوقاية في أعقاب الفيضانات غير المسبوقة التي اجتاحت باكستان. مشيرة إلى أن الاستجابة الإنسانية في هذا الصدد جاءت لتلبية الاحتياجات العاجلة. والوصول إلى المناطق المنكوبة والمتضررة، لضمان وصول الاحتياجات الأساسية للسكان، وتحسين ظروفهم المعيشية.

جهود إماراتية تاريخية لدعم باكستان

خلال الفيضانات التي اجتاحت باكستان العام الماضي، كانت الإمارات من أولى الدول التي استجابت للأزمة. وسارعت بتدشين جسر جوي وبحري، تضمن إرسال 71 طائرة وست سفن بأكثر من 8000 طن من الإمدادات الغذائية والطبية والمأوى. بقيمة تجاوزت 80 مليون دولار. استفاد منها أكثر من 6.5 ملايين أسرة، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.

وقدمت دولة الإمارات خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من 2.4 مليار دولار أميركي كإمدادات إغاثية وتنموية لباكستان. شملت تقديم أكثر من 647 مليون جرعة من اللقاحات ضد شلل الأطفال إلى 119 مليون طفل من 2014 إلى 2022. كما تم تخصيص 53 مليون دولار أميركي للفترة 2023-2026 للاستمرار في حملة التطعيم كجزء من المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى