الإمارات تسطع في سماء العمل الإنساني


مبادرات إماراتية إغاثية لا تتوقف لدعم غزة تبلور حراكا إنسانيا يتواصل لدعم فلسطين، يقوده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.

ضمن أحدث تلك المبادرات، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية، الخميس، عن انطلاق عملية “طيور الخير” لإسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية بواسطة طائرات القوات الجوية لدولة الإمارات وطائرات القوات الجوية المصرية على شمال قطاع غزة.

تعد عملية “طيور الخير” مبادرة جديدة ضمن سلسلة مبادرات تتضمنها “عملية الفارس الشهم الإنسانية 3″، التي انطلقت بتاريخ 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. بناء على أوامر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.

وتعد تلك العملية هي ثاني عملية إنزال جوي لمساعدات إماراتية على قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي.

استدامة المبادرة النوعية

ويؤشر إطلاق الإمارات اسم “طيور الخير” على تلك المبادرة النوعية إلى تطوير عملية الإنزال الجوي للمساعدات واستدامتها. لتسريع وصول المساعدات العاجلة للمحتاجين في شمال غزة، بهدف تخفيف معاناتهم وتقديم الدعم اللازم لهم في هذه الظروف الصعبة.

وتفصيلا، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية انطلاق عملية “طيور الخير” لإسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية بواسطة طائرات القوات الجوية لدولة الإمارات العربية المتحدة. وطائرات القوات الجوية لجمهورية مصر العربية. على شمال قطاع غزة، سعيا لتخفيف معاناة الأشقاء الفلسطينيين جراء الحرب، ومساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها.

وبينت أن عملية “طيور الخير” ستستمر عدة أسابيع.

وتجسد تلك المبادرة النوعية مستوى التنسيق الإماراتي المصري المشترك لدعم سكان غزة.

كما تأتي العملية في إطار التضامن العربي .والإنساني لمساعدة الشعب الفلسطيني، في ظل الظروف الحرجة التي يواجهها أبناؤه في قطاع غزة.

ونفذت العملية، ليلة أمس الأربعاء، طواقم مشتركة من كلا البلدين، عبر 3 طائرات حملت على متنها نحو 36 طنا من المساعدات الغذائية والطبية، تمّ إنزالها على مناطق جباليا وبيت لاهيا. بواسطة صناديق مخصصة مزودة بتقنية للتوجيه بنظام “GPS”، بهدف إيصالها إلى المواقع المحددة وضمن التوقيتات المناسبة.

ويتميز نظام “GPS” المستخدم في العملية بأنه تقنية متطورة تستخدم في مجال إسقاط المساعدات من الجو، عبر تحديد دقيق وسهل للمواقع المستهدفة، ومن ثم إسقاطها لتصل إلى المستهدفين، ويعتبر من أحدث الوسائل المستخدمة حاليا في مجال العمل الإنساني والإغاثي في أثناء الحالات الطارئة.

وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة شاركت، الثلاثاء، في تنفيذ إنزال جوي لمساعدات فوق القطاع.

وقالت مصادر إن الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية فوق غزة تم بمشاركة الإمارات والأردن ومصر وقطر وفرنسا.

وشملت المساعدات -وفق المصادر- مواد إغاثية وطبية بواسطة صناديق مخصصة مزودة بمظلات، بهدف إيصالها للمواقع المحددة مكانا وزمانا.

شكر وتقدير

وعبر أهالي شمال قطاع غزة عن شكرهم وتقديرهم لهذه اللفتة الإنسانية. التي عكست تصميم دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية على تقديم كل أوجه الدعم الإنساني للأشقاء الفلسطينيين، وتحديهما الصعاب في سبيل التخفيف من معاناتهم اليومية. مؤكدتين أن “طيور الخير” قدمت نموذجا عالميا فريدا في العطاء الإنساني.

مبادرات لا تتوقف

ويأتي إعلان مبادرة “طيور الخير” بعد 4 أيام من تدشين المستشفى الإماراتي العائم في ميناء العريش، لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين.

وتبلغ سعة أسرة المستشفى 100 سرير وغرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبرا وصيدلية ومستودعات طبية.

وتأتي هذه المبادرة في إطار توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بتقديم كل أشكال الدعم والمساندة كافة لسكان قطاع غزة، ضمن عملية “الفارس الشهم 3“.

ويعد المستشفى العائم خطوة إضافية تستكمل دور المستشفى الميداني الإماراتي في غزة، الذي تم تدشينه في 3 من ديسمبر/كانون الأول 2023، حيث تبلغ سعته 200 سرير. ويضم كادرا طبيا مكونا من 83 متطوعاً من 21 جنسية، منهم 59 من الرجال و24 من النساء.

وأجرى المستشفى الميداني الإماراتي في غزة أكثر من 764 عملية جراحية كبرى ودقيقة. وتعامل خلال الأشهر الماضية مع أكثر من 6910 حالات استدعت تدخلاً طبياً من قبل فريق المستشفى للتعامل معها وتوفير العلاج والرعاية اللازمة.

واستبق ذلك بأيام إرسال دولة الإمارات 5 مخابز أتوماتيكية دعما للأشقاء الفلسطينيين لمواجهة النقص الحاد في الخبز داخل قطاع غزة. وسد جزء كبير من الاحتياجات الغذائية للأخوة الفلسطينيين والتخفيف من وطأة الظروف الإنسانية الصعبة التي يمرون بها حاليا.

وتواصل دولة الإمارات تقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. للتخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية التي يعانيها سكان القطاع. ورفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم، ضمن عملية “الفارس الشهم 3”.

وبلغت أعداد المستفيدين من المطبخ الخيري الذي تقيمه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لصالح أهالي قطاع غزة مليوناً و419 ألفاً و560 مستفيداً، خلال الفترة من 9 يناير/كانون الثاني الماضي حتى 22 فبراير/شباط الجاري.

جهود دبلوماسية

على الصعيد السياسي والدبلوماسي واصل رأس الدبلوماسية الإماراتية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي .مباحثاته الدبلوماسية مع نظرائه حول العالم لحشد الجهود الإقليمية والدولية، للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار في غزة.

واستقبل الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أمس الأربعاء. حاجة لحبيب وزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية والتجارة الخارجية والمؤسسات الثقافية الاتحادية في مملكة بلجيكا.

وبحث الجانبان التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط. وفي مقدمتها الأزمة في قطاع غزة ومحيطه وتداعياتها الأمنية والإنسانية.

بالأرقام.. ملحمة إنسانية

وتسطر دولة الإمارات خلال الفترة الحالية ملحمة سياسية ودبلوماسية وإنسانية تاريخية. بمداد دعم لا ينضب لسكان غزة وفلسطين على مختلف الأصعدة، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع.

ومنذ بدء التصعيد الإسرائيلي في غزة 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. أطلقت دولة الإمارات 4 مبادرات رئيسية، يتفرع من كل منها عشرات المبادرات التي تعبر من خلالها دولة الإمارات وقيادتها وشعبها والمقيمين فيها عن قيم التضامن والأخوة والدعم لأهل القطاع.

من أبرز تلك المبادرات “الفارس الشهم 3“، التي وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاقها في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والتي تم من خلالها الإعلان عن مبادرات عدة من أبرزها:
– إطلاق عملية “طيور الخير” لإسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية على قطاع غزة جوا.
– إنشاء مستشفى ميداني في غزة استقبل حتى اليوم 6910 حالات.

– تدشين مستشفى عائم متكامل بسعة 100 سرير وغرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبر وصيدلية ومستودعات طبية استقبل 35 حالة.
– تدشين 5 مخابز أتوماتيكية بقدرة إنتاجية 3000 رغيف في الساعة.
– إقامة 6 محطات لتحلية مياه البحر في رفح تعمل على تحلية 1.2 مليون غالون يومياً. وضخها عبر أنابيب تمتد إلى داخل قطاع غزة، وتغطي احتياجات 600 ألف نسمة.
– إرسال قوافل مساعدات إلى معبر رفح تضم 490 شاحنة.
– إرسال وتجهيز 388 شاحنة نقل من القاهرة للعريش.
– تسيير جسر جوي إنساني، وصل عدد طائراته حتى اليوم لـ170 طائرة شحن. إضافة إلى سفينتي شحن، نقلت 15920 طنا من المساعدات الإغاثية.

وضمن المبادرات المتواصلة أيضا، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. في 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية. لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة.

وجاء إطلاق المبادرة بالتزامن مع وصول الطائرة الأولى التي تحمل على متنها أولى الدفعات ضمن مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. بعلاج ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة في مستشفيات دولة الإمارات.

ووصلت 7 فبراير/شباط الجاري طائرة الدفعة العاشرة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان، وعلى متنها 86 من الذين يحتاجون للرعاية الطبية والمرافقين من عائلاتهم.

وقبيل وصول الدفعة العاشرة استقبلت دولة الإمارات 474 حالة على 9 دفعات. لتلقي العلاج في مستشفيات دولة الإمارات.

وتجسد هذه المبادرات نهج دولة الإمارات والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها.

وجنبا إلى جنب مع تلك المبادرات الثلاث التي وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاقها. رسم أهل دولة الإمارات والمقيمون فيها صورة إنسانية ملهمة دعما لإخوانهم في غزة عبر مبادرة “تراحم من أجل غزة”، التي تم إطلاقها في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما زالت متواصلة.

واستمرارا للمبادرات الإماراتية لدعم التعليم قامت جامعة الإمارات العربية المتحدة. ديسمبر/كانون الأول الماضي، باستقبال 33 طالبا وطالبة من أبناء قطاع غزة من أجل الدراسة على نفقة دولة الإمارات.

Exit mobile version