الإمارات تحتفل بعودة رائد الفضاء سلطان النيادي


احتفى رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الاثنين، بعودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى الأرض.

مصدر اكس .

الهلال الأحمر الاماراتي جسر للإغاثة

وقال الشيخ محمد بن زايد على حسابه بموقع اكس (تويتر سابقا) “ولدي (ابني) سلطان النيادي، الحمد لله على عودتك سالما إلى الأرض بعد أطول مهمة عربية في الفضاء. صنعتَ مع فرق العمل الوطنية إنجازا إماراتيا تاريخيا وساهمتم في خدمة العلم والبشرية”.

الأول في العالم.. الامارات تخترع نظاما لشحن جميع المركبات الكهربائية

وأضاف “بكم جميعا طموحاتنا في مجال الفضاء كبيرة ومتواصلة. العلم سلاحنا، وجهد أبنائنا ذخرنا”.

المدة التي قدها

وعاد رائد الفضاء سلطان النيادي إلى الأرض بعد 6 أشهر قضاها في محطة الفضاء الدولية. مسجلا بذلك اسم الامارات إقليميا وعالميا كأول دولة عربية تنجز أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب.

وكان النيادي (41 عاما) الملقّب بـ”سلطان الفضاء” غادر إلى محطة الفضاء الدولية في مطلع مارس/آذار في صاروخ “فالكون 9” من شركة “سبايس اكس”. كما أنه أصبح أول رائد فضاء عربي يغادر محطة الفضاء الدولية لنحو ست ساعات وثلاثين دقيقة.

وأعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عبر منصّة “إكس” أن المركبة دراغن التي تحمل على متنها النيادي وزملاءه في طاقم كرو6، “هبطت في الماء قرب فلوريدا، الولايات المتحدة الأميركية”، مرفقًا المنشور بلقطات تُظهر لحظة الهبوط نقلًا عن وكالة الفضاء الأميركية (ناسا).

وفريق “كرو6” مؤلف من أربعة رواد فضاء هم النيادي والأميركيان ستيفن بون ووارن هوبرغ والروسي أندري فيدياييف.

وصف مشهد خروج النيادي

كما أظهرت مشاهد أخرى خروج النيادي من المركبة إلى سفينة الإنقاذ ملوّحًا بيده، ثمّ جلوسه على كرسي متحرّك بمساعدة شخصين. تمهيدًا لنقله إلى مرفق طبي للتأكد من أن وضعه الصحّي جيّد.

وأصبح النيادي رابع رائد فضاء متحدر من دولة عربية، وثاني إماراتي يشارك في مهمة فضائية بعد هزاع المنصوري الذي أمضى ثمانية أيام في محطة الفضاء الدولية في سبتمبر/أيلول 2019.

تهنئة رئيس وزراء الامارات

وهنأ رئيس وزراء الامارات وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الشعب الإماراتي بهذه المناسبة، قائلا “نهنئ شعب الامارات وجميع الشباب العربي بالعودة السالمة لسلطان النيادي لكوكب الأرض – أول رائد فضاء عربي في مهمة طويلة في محطة الفضاء الدولية”.

وعَدد إنجازات النيادي، مضيفا “أجرى سلطان 200 مهمة بحثية علمية.. وقضى أكثر من 4400 ساعة في الفضاء.. وألهم ملايين الشباب العربي بأننا قادرون على المساهمة الإيجابية في مسيرة البشرية العلمية والحضارية”.

وتعد المهمة التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء ضمن برنامج الامارات لرواد الفضاء في الثالث من مارس/آذار الماضي إلى محطة الفضاء الدولية هي أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب في التاريخ.

الامارات البلد المفضل لدى الشباب العربي

وأسهم رائد الفضاء الامارات، بعد إكماله لنحو 4000 ساعة عمل في الفضاء، في تطوير المسارات العلمية والتكنولوجية في الدولة. من خلال إجرائه لنحو 200 تجربة علمية في مختلف المجالات استغرقت نحو 585 ساعة، كان من أبرزها دراسة الآثار الجاذبية الصغرى على استجابة الخلايا البشرية للالتهابات بالتعاون مع رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي. وتجربة إنتاج بلورات البروتينات الخاصة بالأجسام المضادة “PCG2″، وإجراء دراسات حول كيفية احتراق مواد معينة في الجاذبية الصغرى. بالإضافة إلى إعداد أبحاث عن رقائق الأنسجة حول وظائف القلب والدماغ والغضاريف. وغيرها من التجارب العلمية التي تم العمل عليها بالتعاون مع طاقم البعثة 69.

حجم نجاح النيادي

دعم الإمارات لـ”جنين” عطاء لا يتوقف

وحقق النيادي نجاحا في التجارب العلمية بالتعاون مع 25 جامعة محلية وعالمية و10 وكالات فضاء دولية، حيث نفذ سلطان نحو 19 تجربة بحثية بالتعاون مع وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية “جاكسا” والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا.

وتمكن النيادي بفضل رحلته من إثراء المعرفة بقطاع الفضاء ومجالاته للمجتمع. وذلك عبر تعزيز التواصل المجتمعي خلال المهمة ضمن سلسلة “لقاء من الفضاء” التي استقطبت أكثر من 10 آلاف شخص، وبتنظيم نحو 12 اتصالا مرئيا مع الجمهور و7 اتصالات لاسلكية من مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تكمن أهمية التواصل في تعزيز الثقافة والتعليم في هذا المجال وإلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين.

وكان سلطان أول رائد فضاء عربي يخوض مهمة “السير في الفضاء” خارج محطة الفضاء الدولية، ضمن البعثة الـ69 في شهر أبريل/نيسان الماضي. والتي استمرت نحو 7 ساعات لتنفيذ عدد من المهام الأساسية كالصيانة والتحديث. علاوة على إكمال السلسلة التحضيرية لتركيب عدد من الألواح الشمسية على المحطة. حيث تشكل الطاقة الشمسية دورا محوريا في تشغيل محطة الفضاء الدولية. وتوفير طاقة نظيفة ومتجددة لدعم التجارب والأنظمة والعمليات اليومية على متنها.

انعكاس نجاح النيادي على قطاع الفضاء الامارتي 

وعزز هذا النجاح ريادة الامارات عالميا في قطاع الفضاء. حيث أصبحت دولة الامارات العاشرة عالميا في مهمات السير في الفضاء خارج المحطة الدولية. ما يعكس جهود مركز محمد بن راشد للفضاء في مواصلة استكشاف الفضاء. كما يضاف هذا الإنجاز التاريخي إلى سجل إسهامات العالم العربي في استكشاف الفضاء الخارجي.

وبعد هذه الإنجازات ودع سلطان النيادي الفضاء قائلا في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع “إكس” “للفضاء.. لن أقول وداعًا بل إلى اللقاء.. إلى اللقاء بمهمة جديدة في محطة الفضاء الدولية أو في وجهة أبعد.. وقبل العودة. أحمد الله على نعمة الامارات التي حولت أحلامنا إلى نجاحات.. وأشكركم على ثقتكم ومحبتكم.. دعواتكم لنا بالسلامة.. أشوفكم على خير”.

ورغم دخولها حديثا عالم استكشاف الفضاء، تحقّق الدولة الخليجية الثرية خطوات متسارعة في هذا المجال. ففي فبراير/شباط 2021 دخل مسبار “الأمل” الامارات مدار كوكب المريخ لتصبح الامارات أول دولة عربية تصل إلى الكوكب الأحمر.

وفي عام 1985، أرسلت المملكة العربية السعودية أول رائد فضاء عربي ومسلم إلى الفضاء للمشاركة في رحلة فضائية انطلقت من الولايات المتحدة.

Exit mobile version