الإمارات الإنسانية تدعم الأشقاء في السودان
في ضوء العلاقات الأخوية التي تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة السودان، تتحرك الإمارات بشكل فعال للمشاركة في حل الأزمات السودانية الحالية.
الخلاف السوداني بين عبد الفتاح البرهان وحمديتو. والبرهان يعتزم حل مجلس السيادة خلال أيام وتشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسته. على أن يستمر في مهامه السيادية إلى حين التوافق على المستوى السيادي الجديد واختيار رئيس للوزراء شهد جهودا إماراتية واضحة.
مواقف ثابتة
في السياق ذاته، كانت زيارة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة الإماراتي إلى السودان وبحثه مع نائب رئيس المجلس السيادي السوداني تعزيز العلاقات بين البلدين.
وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والسودان، وفرص تعزيز التعاون والعمل المشترك في مختلف المجالات بما يخدم أهداف التنمية وتطلعات البلدين.
وأكد الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، دعم دولة الإمارات العربية المتحدة للاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه مؤخراً بين الأطراف السودانية لمعالجة الأزمة السياسية الراهنة وإنجاح الفترة الانتقالية.
واعتبر أن الاتفاق الإطاري يؤسس لخطوات تضمن بناء حكومة بقيادة مدنية وتحقيق كل ما من شأنه “استقرار ونماء وازدهار” السودان، من جانبه، أعرب الفريق أول محمد حمدان دقلو عن شكره وتقديره لمواقف دولة الإمارات الثابتة والتاريخية ومبادراتها الداعمة لاستقرار السودان.
جهود إماراتية
من جانبه، أكد رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد على دعم الإمارات للجهود المبذولة على صعيد الوحدة والتنمية والتأسيس لمرحلة جديدة في السودان.
وجاء ذلك خلال استقبال الشيخ محمد بن زايد لرئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان، على هامش مشاركة الأخير في القمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي، يذكر أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.
أكد التزام المجلس بالاتفاق الإطاري والعمل مع جميع الأطراف وإقناع الممانعين للتوصل لاتفاق نهائي شامل، يمهد الطريق لحكومة انتقالية بقيادة مدنية تقود البلاد لانتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية.
جاء ذلك خلال اجتماع البرهان بمكتبه، بمشاركة نائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو، مع وفد المبعوثين الدوليين الستة، الذي ضم الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الإفريقي أنيت ويبر ونائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق إفريقيا والسودان وجنوب السودان بيتر لورد ورئيس شعبة القرن الإفريقي بالخارجية الألمانية تورستن هوتر والمبعوث الخاص للمملكة المتحدة للسودان وجنوب السودان روبرت فيرويذر والمبعوث النرويجي الخاص للسودان وجنوب السودان جون أنطون والمبعوث الفرنسي الخاص للقرن الإفريقي فريدريك كلافيه.
دعم من أجل السلام
في السياق ذاته، يقول ضرار بالهول الكاتب والمحلل الإماراتي، تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من الدول التي تلتزم بدعم الحل السلمي للنزاعات الدولية والإقليمية. وتركز على دعم الجهود الدولية للحفاظ على الأمن والاستقرار في العالم. وقد تمثلت هذه السياسة في الدعم الكبير الذي قدمته الإمارات لحلحلة السلام في السودان.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ”العرب مباشر”: بعد التغيرات في الساحة السودانية في عام 2019، كانت دولة الإمارات من بين الدول الأولى التي تعهدت بتقديم الدعم المالي والتقني للحكومة الانتقالية في السودان، وعلى مدار السنوات الماضية. قدمت الإمارات مساعدات متعددة للسودان، من بينها دعم للمشاريع التنموية والإنسانية والاجتماعية، ومشاريع إعادة الإعمار ودعم القطاعات الصحية والتعليمية.
وتابع: تعمل دولة الإمارات أيضًا على دعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في السودان وتسهيل الحوار بين الأطراف المتحاربة. وقد أعلنت الإمارات في عام 2020 عن تخصيص 50 مليون دولار لدعم العملية الانتقالية في السودان والمساعدة في تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
دور ريادي في دعم السلام
وأكد بالهول، أن الدعم المستمر من دولة الإمارات لحلحلة السلام في السودان يمثل أحد الأمثلة الرائدة للدور الريادي للإمارات في دعم السلام والاستقرار في المنطقة. وتؤكد دولة الإمارات دائمًا على أهمية الحوار والتفاوض والتعاون الدولي في تحقيق السلام والاستقرار في العالم، وهذا ما يمثله الدعم المستمر للحلول السلمية في السودان، ويعكس هذا الدعم الرغبة الحقيقية لدولة الإمارات في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
وقد أثنت العديد من المنظمات الدولية على الدور الإيجابي لدولة الإمارات في دعم الحل السلمي في السودان. حيث يؤدي هذا الدعم إلى تحسين الظروف المعيشية للشعب السوداني وتعزيز الاستقرار في المنطقة بأكملها. وتواصل الإمارات دعمها للسودان من خلال المشاريع المستمرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين.
وأشار بالهول إلى أن دعم دولة الإمارات المستمر لحلحلة السلام في السودان يمثل إحدى السمات الرئيسية للسياسة الخارجية للدولة. حيث تعتبر الإمارات من الدول الرائدة في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
ويتضح من خلال هذا الدعم الدائم أن دولة الإمارات تسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار في العالم، وأنها ترحب بالجهود الدولية المشتركة لتحقيق هذا الهدف.
وبهذا، فإن دعم دولة الإمارات المستمر لإحلال السلام في السودان يمثل أحد النماذج الجيدة للتعاون الدولي في تحقيق السلام والاستقرار في العالم.