الأوضاع تتأزم في بنغلاديش: الجيش بالشوارع وحظر تجول إثر تصاعد الاحتجاجات
في تطور درامي جديد يشهده الشارع البنجلاديشي، أعلنت السلطات حظر التجول في جميع أنحاء البلاد بعد أيام من الاحتجاجات العنيفة ضد نظام الحصص في الوظائف الحكومية.
هذه الاحتجاجات، التي اندلعت بسبب منح نسبة 30% من الوظائف لأقارب المحاربين القدامى، شهدت مواجهات دامية بين المتظاهرين وقوات الأمن، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات صارمة بما في ذلك نشر الجيش لحفظ النظام.
الاحتجاجات والإجراءات الحكومية
على مدى الأيام الماضية، شهدت بنجلاديش خروج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في مختلف المدن، معبرين عن غضبهم ورفضهم لنظام الحصص في الوظائف الحكومية.
هذا النظام يخصص نسبة 30% من الوظائف لأقارب المحاربين القدامى الذين شاركوا في حرب استقلال بنجلاديش عام 1971؛ مما أثار استياء العديد من المواطنين الذين يرون فيه تمييزًا وظلمًا.
ومع تصاعد حدة الاحتجاجات وانتشارها على نطاق واسع، أصبحت الأوضاع أكثر توترًا وعنفًا، ما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات صارمة. ففي خطوة لاحتواء الفوضى واستعادة النظام، أعلنت الحكومة فرض حظر التجول في جميع أنحاء البلاد وأمرت بنشر قوات الجيش لدعم الأجهزة الأمنية والإدارة المدنية في جهودها لحفظ الأمن.
وأوضح الأمين العام لحزب رابطة عوامي الحاكم، عبيد القادر، أن هذه الإجراءات تأتي في إطار حرص الحكومة على حماية المواطنين والحفاظ على استقرار البلاد وسط هذه الأزمة المتفاقمة.
ارتفاع حصيلة القتلى
أعلنت وكالة الصحافة الفرنسية، أن حصيلة قتلى الاحتجاجات في بنجلاديش ارتفعت بشكل مأساوي إلى 105 قتلى. هذه الاحتجاجات، التي بدأت سلمية وتحولت بسرعة إلى مواجهات عنيفة، شهدت اشتباكات دامية بين المتظاهرين وقوات الأمن. في محاولة لتفريق الحشود، لجأت الشرطة إلى استخدام الرصاص الحي وقذائف الغاز المسيل للدموع؛ مما أدى إلى سقوط ضحايا وإصابات كثيرة بين صفوف المتظاهرين. كما تم القبض على أحد زعماء المعارضة البارزين، ما زاد من تأجيج الوضع وتفاقم الغضب الشعبي.
إطلاق النار وإغلاق كامل
في خضم هذه الأحداث الفوضوية، حاول المتظاهرون فرض “إغلاق كامل” على البلاد؛ مما أسفر عن مقتل 22 شخصًا، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام المحلية. لم تتوقف أعمال العنف عند هذا الحد، إذ أفادت قناة “سوموي تي آر” بمقتل 4 أشخاص آخرين يوم الجمعة، ما يعكس مدى حدة التوترات والصدامات المستمرة بين المتظاهرين والسلطات. هذه الأرقام المتزايدة للضحايا تعكس الحالة الحرجة التي تمر بها البلاد وتؤكد على الحاجة الملحة لإيجاد حل سلمي ينهي الأزمة ويعيد الهدوء والاستقرار إلى بنجلاديش.
إحراق مقر التلفزيون الوطني
في تطور خطير، أطلقت قوات حرس الحدود النار على حشد من المتظاهرين تجاوز عددهم الألف، كانوا قد تجمعوا خارج المكتب الرئيسي لتلفزيون بنغلاديش الحكومي. جاء ذلك بعد يوم من تعرض المكتب للهجوم وإضرام النار فيه من قبل المتظاهرين.
تعطل خدمات الإنترنت والاتصالات
تعطلت خدمات الإنترنت والهاتف المحمول في العاصمة دكا، ولم تعمل منصات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”واتساب”.
أرجعت هيئة تنظيم الاتصالات هذا العطل إلى هجوم المتظاهرين على مركز البيانات وإشعال النار في بعض المعدات، مما أعاق قدرتهم على ضمان استمرارية الخدمة.
دفاع الحكومة عن النظام الحالي
من جانبها، دافعت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة عن نظام الحصص، مؤكدة أن المحاربين القدامى يستحقون هذا التقدير لما قدموه من تضحيات خلال حرب الاستقلال، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية.