الأمم المتحدة تجدد القلق.. طرابلس الليبية تقترب من أتون الصراع

قلق أممي يتجدد إزاء التوترات بين مجموعات مسلحة في طرابلس الليبية وسط مخاوف من تطور الوضع في الغرب إلى اشتباكات دامية جديدة.
واليوم الثلاثاء، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا، في بيان هو الثاني خلال أسبوع، عن “قلقها العميق” إزاء التقارير التي تشير إلى تصعيد سريع واستمرار “التعبئة العسكرية” التي قد تؤدي إلى “مواجهة مسلحة” بطرابلس.
وحذرت البعثة من أن “استئناف الصراع ستكون له عواقب وخيمة على ليبيا وشعبها”، داعية “جميع الأطراف إلى وقف أي استعدادات قد تؤدي إلى العنف وتجنّب أي أعمال من شأنها تعريض المدنيين للخطر”.
وأكدت الأمم المتحدة أن المفاوضات مستمرة بإشراف المجلس الرئاسي، داعية كافة الأطراف إلى “مواصلة الانخراط فيها ومناقشة القضايا المتبقية بحسن نية والعمل لمصلحة سكان طرابلس المدنيين”.
إطلاق نار وذعر
يأتي تجدد القلق الأممي بعدما سمع سكان دوي إطلاق نار متفرق غرب طرابلس على طريق وسط ازدحام مروري، ما تسبب في حالة من الذعر، وفق مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي لم يتسن التأكد من صحتها.
كما أظهرت مقاطع فيديو متداولة استمرار تحرك أرتال عسكرية حكومية خرجت من مدينة مصراتة على بعد 200 كلم شرق طرابلس، تمركزت لاحقا في الضواحي الشرقية للعاصمة.
وقالت صبيحة محمد التي تقطن قرب المنطقة التي شهدت إطلاق النار، لوكالة فرانس برس عبر الهاتف، إن “الخوف كان أكبر من الخطر، لكننا نبقى حذرين عند الخروج لأن كل شيء قابل للانفجار في أي لحظة”.
وكانت مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا هانا تيتيه قدمت في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي، خطة وخريطة طريق سياسية جديدة تنص على تشكيل حكومة موحدة تحضر لانتخابات عامة خلال مدة بين عام و18 شهرا.
ومنتصف مايو/أيار الماضي، شهدت طرابلس وضواحيها اشتباكات عنيفة بين قوات موالية للحكومة ومجموعات مسلحة منافسة، تسبّبت في سقوط ستة قتلى مدنيين على الأقل بحسب الأمم المتحدة.
وانتهت الاشتباكات باتفاق لوقف إطلاق النار وتشكيل لجان أمنية وقوة لفض النزاع.
تفكيك المليشيات
من جهته، حذّر رئيس حكومة “الوحدة الوطنية” عبد الحميد الدبيبة في مناسبات مختلفة مؤخرا المجموعات المسلحة في طرابلس، خاصة “قوة الردع الخاصة” التي باتت تناصبه العداء، مطالبا إياها بتسليم كافة المقرات الحكومية حيث تتمركز في المطار والميناء البحري.
واشترط الدبيبة تسليم هذه المقرات لتجنب أي عمليات عسكرية ضد تلك المجموعات مستقبلا، ملوحا بالتحرك ضدها في حال رفضت تسليمها.
ورغم أن طرابلس تنعم بهدوء نسبي، إلا أن العاصمة الليبية تشهد من حين إلى آخر اشتباكات بين مجموعات مسلّحة متنافسة على خلفية صراع على النفوذ.
ومنذ سقوط نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011، عانت ليبيا من حالة عدم الاستقرار حيث تتنافس حكومتان على السلطة.
واحدة في الغرب، وهي حكومة عبد الحميد الدبيبة، وأخرى في الشرق، ويقودها أسامة حماد ويدعمها المشير خليفة حفتر.