الأشباح، هكذا يصف سكان مدينة إسطنبول التركية، الأطفال السوريين الذين يؤرقون حياتهم. وكشفت دراسة، ارتفاع منسوب العنصرية تجاه اللاجئين السوريين في تركيا، الذين يشكل الأطفال أكثر من 46% من بين 3.5 ملايين سوري فروا إلى تركيا بسبب الحرب المستمرة في بلادهم منذ أكثر من 7 سنوات. ونشرت صحيفة حرييت التركية، الثلاثاء، الدراسة التي أجراها معهد إسطنبول للأبحاث السياسية بالتعاون مع مؤسسة فريدريش إيبرت ومقرها ألمانيا، بعنوان: الأطفال السوريون.. شبح في إسطنبول، والتي أظهرت أن الشعور الأساسي لدى سكان المدينة تجاه الأطفال السوريين اللاجئين هو الخوف، كما أشارت إلى أن الأطفال السوريين غالبا ما يصفهم السكان المحليون بأنهم متسولين، ولم تعد تزعجهم الظروف القاسية التي يعيشونها. وأشارت الدراسة إلى ثلاثة أسباب تفسر سبب استخدام مصطلح الشبح مع اللاجئين من الأطفال السوريين، هي: الاختفاء بين الناس، والإهمال الحكومي، والخوف على تأثيرهم على اقتصاد المدينة. ويخشى سكان إسطنبول، الذين استطلعت آراؤهم الدراسة التي أجريت في أكثر مناطق إسطنبول ازدحاما باللاجئين السويين، أن يتحول الأطفال السوريون إلى مجرمين في المستقبل، وأشاروا إلى العنف ضد هؤلاء الأطفال والاختلافات الطبقية وعملهم من الأوصاف الشائعة تجاههم. ومن النتائج الأخرى الصادمة للدراسة، التي شملت أشخاصا تتراوح أعمارهم بين 19 و66 عاما، أن سكان إسطنبول لا يعيرون أي اهتمام للأطفال السوريين، ويتجاهلون احتياجاتهم المؤقتة والمستقبلية، كما أبدى المشاركون في الدراسة، وجهات نظر سلبية من اللاجئين السوريين الكبار. وهذه الآراء السلبية منبعها المخاوف الاقتصادية والثقافية. ووفقا لهؤلاء السكان، فإن اللاجئين السوريين باتوا يشكلون عبئا على الاقتصاد التركي. كما يعتقدون أن لدى السوريين مشكلات في الاندماج مع الأتراك، الأمر الذي سيتسبب بمشاكل للمجتمع التركي. ولا يتردد غالبية سكان إسطنبول في القول إنهم يشعرون وكأنهم غريبون في بلدهم.