صحة

اضطراب الشخصية التمثيلي.. ما هي أسبابه وطرق علاجه؟


يعتبر اضطراب الشخصية التمثيلي أحد أنواع الاضطرابات النفسية، التي تتسبب في حدوث خلل في التواصل المجتمعي وعدم الوعي بالذات، فما هي أهم أعراضه وطرق العلاج؟

يُعرف اضطراب الشخصية التمثيلي (Histrionic personality disorder) أو اضطرابات الشخصية الدراماتيكية على أنه نمط من الاضطرابات الشخصية التي تتسم بالتمثيل والمبالغة والتعبير الدرامي في السلوك والعواطف. وهذه الاضطرابات تتضمن اضطراب الشخصية الهسترية (النرجسية) واضطراب الشخصية الحدودية واضطراب الشخصية الانطوائية.

ما هو مرض اضطراب الشخصية الهستيري؟

هو أحد أنواع الاضطرابات الشخصية التي تتضمن بعض الأعراض مثل الحاجة الملحة للانتباه، والتهويل، والانفعالات المتطرفة، والتمثيل العاطفي المفرط، حيث تم استخدام مصطلح “اضطراب الشخصية الهستيرية” لوصف نمط معين من السلوك والعواطف المتطرفة والانتباه المتكرر للذات.

كيف اعرف اني مصاب باضطراب الشخصية؟

مرض اضطراب الشخصية التمثيلي

تشخيص اضطراب الشخصية التمثيلي يتطلب تقييمًا من طبيب نفسي أو العالم النفسي. لتكون من أهم العلامات والأعراض التي يمكن أن تشير إلى وجود اضطراب في الشخصية وفقًا لموقع WebMD، ما يلي:

  1. صعوبة في الحفاظ على استقرار العواطف والسلوكات، وتقلبات مفاجئة وغير منطقية في التصرف.
  2. العلاقات الاجتماعية المتعثرة وصعوبة في الحفاظ على العلاقات العاطفية الصحية، وتجنب الانخراط الاجتماعي.
  3. رؤية العالم بشكل متطرف، حيث يتباين بين النقاء والكمال والفشل والسوء.
  4. الشعور بالانعزال والانفصال عن الآخرين، والتوجه نحو العزلة والانغماس في الأنشطة الفردية.
  5. تكرار سلوكيات معينة وأنماط تفكير محددة، وصعوبة التكيف مع التغيير.

أسباب الإصابة بمرض اضطرابات الشخصية الدراماتيكية

ومن جانبه فقد أوضح موقع Cleveland Clinic أن هناك عدة عوامل قد تسهم في الإصابة بمرض اضطرابات الشخصية الدراماتيكية، منها:

1. العوامل الوراثية

هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن هناك تأثيرًا وراثيًا في اضطرابات الشخصية الدراماتيكية، حيث قد يكون للوراثة دور في تحديد التمثيل الدرامي والتفاعلات العاطفية الزائدة والاستجابات العقلية المتطرفة.

2. العوامل البيئية

يمكن أن تلعب العوامل البيئية دورًا هامًا في تطوير اضطرابات الشخصية الدراماتيكية. مثل الصدمات النفسية في الطفولة مثل الإهمال أو الإساءة الجسدية أو العاطفية، والتعرض للعنف أو الاضطهاد أو الإهمال في العلاقات الاجتماعية.

3. التربية والبيئة العائلية

بعض الأبحاث تشير إلى أن التربية والتجارب العائلية يمكن أن تؤثر في تكوين اضطرابات الشخصية الدراماتيكية، مثل التربية المفرطة أو التسامح المفرط أو التجاهل العاطفي في الطفولة يمكن أن تلعب دورًا في تطوير هذه الاضطرابات.

4. العوامل النفسية

بعض الدراسات تشير إلى أن العوامل النفسية مثل النمط العقلي والتفكير المشوه يمكن أن تزيد من عرضة الفرد للاضطرابات الشخصية الدراماتيكية. مثل النظرة السلبية للذات التي يمكن أن تؤدي إلى نمط سلبي من التفكير والتصرف.

طرق علاج اضطراب الشخصية التمثيلي

علاج اضطراب الشخصية التمثيلي

لعلاج اضطرابات الشخصية التمثيلية يمكن استخدام العلاج النفسي والتدخل الدوائي إن لزم الأمر، كما يلي:

العلاج النفسي

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد في تغيير الأنماط السلوكية غير المفيدة وتعلم مهارات التحكم في العواطف وتفسير الأحداث بشكل أكثر واقعية.
  • طرق العلاج النفسي الديناميكي: يركز على استكشاف العواطف والأنماط العميقة للشخصية وتعديلها.
  • العلاج الجماعي: يمكن أن يوفر دعمًا نفسيًا وتعاونًا مع الآخرين الذين يعانون من مشكلات مماثلة.

تعلم مهارات التحكم في العواطف

  • التدريب على التعرف على العواطف وتنظيمها بشكل صحيح.
  • تنمية القدرة على التعبير عن العواطف بشكل صحي وبناء علاقات صحية مع الآخرين.

دعم العلاقات الاجتماعية

  • تحسين الاتصال الاجتماعي الصحي وتعلم مهارات التواصل الفعال.
  • تعزيز العلاقات القائمة على الثقة والاحترام والتفهم المتبادل.

الرعاية الذاتية

  • التركيز على الصحة العامة وممارسة الرياضة وتناول وجبات صحية والحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • تعلم مهارات إدارة الضغوط والاسترخاء وتقنيات التأمل.

كيفية تشخيص اضطراب الشخصية الدراماتيكية

تشخيص اضطراب الشخصية الدراماتيكية يتطلب تقييمًا شاملًا من قبل الأطباء النفسيين أو المعالجين النفسيين المؤهلين. ويتضمن عملية التشخيص عدة خطوات منها:

  1. مقابلة سريرية مع المريض لجمع معلومات مفصلة حول التاريخ الشخصي والأعراض والسلوك والعوامل المؤثرة.
  2. تقييم الأعراض المشتركة لاضطراب الشخصية التمثيلي وفقًا للمعايير القياسية المعترف بها في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، والذي يستخدم عالميًا كأداة لتصنيف الاضطرابات النفسية.
  3. استبعاد وجود أي أسباب أخرى محتملة للأعراض، مثل اضطرابات مزاجية أو قلق أو اضطرابات نفسية أخرى، قبل وضع التشخيص.
  4. تحليل الأنماط السلوكية والعواطفية للفرد وتقييم مدى تأثيرها على حياته الشخصية والعلاقات الاجتماعية والعمل.

مضاعفات اضطراب الشخصية الدراماتيكية

مرض اضطراب الشخصية التمثيلي

يمكن أن يؤدي الإصابة بمرض اضطراب الشخصية التمثيلي إلى مجموعة من المضاعفات والتحديات التي تؤثر على الحياة الشخصية والاجتماعية للفرد، ومنها:

1. صعوبات العلاقات الشخصية

يمكن أن يعاني الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الدراماتيكية من صعوبات في الحفاظ على العلاقات الشخصية. وقد يتسبب السلوك المبالغ فيه والاعتماد المفرط على الانتباه في تفسير الآخرين وتهميشهم، مما يؤدي إلى صراعات وانخفاض في التواصل الفعال.

2. العواطف غير المستقرة

قد يعاني الأشخاص من اضطراب الشخصية التمثيلي من تقلبات مفرطة في المزاج والعواطف. وقد ينتقلون بسرعة بين المشاعر المتناقضة مثل الحزن والفرح والغضب، مما يجعلهم يواجهون صعوبة في التحكم في ردود الفعل العاطفية والتفاعل بشكل مناسب في المواقف الاجتماعية.

 

3. التعامل غير الصحي مع الاستجابات العاطفية

قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب قدرة على التعبير المبالغ فيه عن العواطف والانتباه، مما يؤثر على قدرتهم على التعامل بشكل صحيح مع المشاعر الخاصة بهم ومع توقعات المجتمع.

4. الشعور بالعزلة وعدم الرضا الذاتي

قد يعاني الأشخاص من اضطراب الشخصية الدراماتيكية من الشعور المستمر بالعزلة وعدم الانتماء، حيث يمكن أن يشعرون بأنهم غير مفهومين وغير مقدرين، وقد يعانون من انخفاض في الرضا الذاتي والثقة بالنفس.

هل التمثيل مرض نفسي؟

لا يعتبر التمثيل مرض نفسي، حيث يُعرف التمثيل على أنه آلية نفسية طبيعية يستخدمها الإنسان للتعامل مع واقعه الداخلي والخارجي. ويمكن أن يتمثل الشخص بطرق مختلفة، مثل التعبير عن المشاعر أو التصرفات أو الأحلام أو الرغبات عن طريق الصوت أو الحركة أو الرموز الأخرى.

ومع ذلك، يمكن أن يتطور التمثيل إلى اضطرابات نفسية إذا تسبب في صعوبات واضطرابات في الحياة اليومية للشخص أو يؤثر سلبًا على صحته النفسية والاجتماعية. وتشمل الأعراض الشائعة لهذا المرض على التهوّر العاطفي، والتغيرات المتطرفة في المزاج، والتعبير المبالغ فيه، والتعامل غير المناسب مع الآخرين، والرغبة الملحة في الاعتراف والتقدير.

وأخيرًا، يمكننا القول أن العلاج وإدارة اضطراب الشخصية التمثيلي يعتمد على الحالة الفردية والاحتياجات الشخصية. ويمكن أن تكون الجلسات العلاجية المنتظمة واكتساب مهارات التحكم في العواطف والتواصل الفعال والدعم الاجتماعي أمورًا مفيدة في التعامل مع المضاعفات المحتملة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى