سياسة

اشتباكات مسلحة في طرابس تكشف تدهور الوضع الأمني


قُتلت إمرأة في اشتباكات بين مجموعات مسلّحة خلال الليلة الفاصلة بين الثلاثاء الأربعاء في الضاحية الشرقية للعاصمة الليبية طرابلس. وفق وسائل إعلام محلية وأجهزة الإسعاف.

واندلعت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة في وقت متأخر الثلاثاء في مدينة تاجوراء الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومترًا شرق طرابلس. والقريبة من مطار معيتيقة الدولي ومن منتجعات ساحلية يقصدها السكان ليلًا في فصل الصيف.

وهي ليست المرة الأولى التي تشهد فيها العاصمة الليبية اشتباكات بين جماعات مسحلة، ما ينسف آمال الليبيين بكبح فوضى السلاح المنفلت. في وقت يحمّل فيه متابعون للشأن الليبي عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها مسؤولية التغاضي عن معالجة أهم ملف يشكل عقبة على طريق عودة الاستقرار إلى البلاد.

ولطالما وعد الدبيبة بحلّ معضلة المجموعات المسلحة. فيما يؤكد مراقبون أن العديد منها موالية له، كما استخدمها من أجل تأمين بقائه في السلطة لأطول فترة ممكنة.

وأعلن المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي لقناة .”ليبيا الأحرار” التلفزيونية المحلية مساء الثلاثاء “وفاة امرأة أصيبت في رأسها في اشتباكات ببلدية تاجوراء”.

ولا تزال الأسباب وراء الاشتباكات مجهولة. غير أن وسائل إعلام محلية أفادت بأنها اندلعت بسبب خلافات بين مجموعتين مسلّحتين تسيطران على المدينة وتوقيف مجموعة لعضو في الأخرى.

والاشتباكات بالأسلحة الثقيلة شائعة بين الجماعات المسلحة في غرب ليبيا. على الرغم من أنها مجموعات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية التي تتخذ من طرابلس مقرًا لها.

وحصلت هذه المواجهات عشية منتدى دولي حول الهجرة عبر المتوسط يُعقد في طرابلس وستحضره الأربعاء بعثات أوروبية. وإفريقية ومسؤولون بينهم رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس التشادي محمد إدريس ديبي.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011. تشهد ليبيا نزاعات وانقسامات وتدير شؤونها حكومتان متنافستان: الأولى في طرابلس (غرب) برئاسة عبدالحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، والثانية في الشرق وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر.

وظهرت جماعات مسلحة بعد مقتل القذافي لملء الفراغ الأمني في غياب مؤسسات الدولة المستقرة. ولا تخضع للسلطة المباشرة لوزارتي الداخلية أو الدفاع وإن كانت تُموَّل من الأموال العامة.

ويظهر وجودها في طرابلس بشكل ملحوظ في مستديرات وتقاطعات رئيسية. حيث أقام عناصرها، وهم غالبًا ملثمون، حواجز على الطرق وقطعوها بمركبات مدرعة مزودة بأسلحة ثقيلة وخفيفة.

ويشكل سلاح الميليشيات أكبر عائق أمام جهود طيّ المرحلة الحالية، إذ يرفض قادة الجماعات المسلحة أي تفاهمات تفضي إلى نزع سلاحها. مدفوعة برغبتها في تأمين نفوذها ومصالحها كما تعتبر من أبرز المستفيدين من تواصل الوضع الحالي.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى