متابعات إخبارية

اسم علي ناصر محمد يبرز مجددًا: هل لإخوان اليمن دور في ذلك؟


أثار تصريح للرئيس اليمني السابق علي ناصر محمّد حول تلقيه عرضاً من المخابرات الأمريكية ‏بالانقلاب على نظام علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية السابق. أثار ردود أفعال واسعة ‏في الوسط السياسي والإعلامي في اليمن‎.‎

وقال علي ناصر محمّد: إنّه تلقى عرضاً من ضباط المخابرات الأمريكية في آب (أغسطس) 2010 في لندن ‏للانقلاب على الرئيس صالح. لكنّه رفضه بسبب عدم تقديم ضمانات كافية‎.‎

ووفق سياسيين وإعلاميين وناشطين نقل عنهم موقع (المنتصف نت). فإنّ تصريحات علي ناصر تسلط الضوء على الدور الدولي ‏والإقليمي المشبوه، وعلى رأسه الولايات المتحدة، في دعم وتوجيه الانقلاب، ودور كلٍّ من عصابة ‏الحوثي “وكلاء ايران”. وحزب (الإصلاح) “فرع تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن” في هذا المخطط‎. 

وأشاروا إلى أنّ تصريح علي ناصر يعزز أحاديث سابقة بأنّ الأحداث التي شهدها اليمن في عام 2011 لم تكن عشوائية، فقد تمّت بمؤامرة دولية. واسعة ‏النطاق ضد الدولة اليمنية والنظام السياسي في اليمن.

‎وأكدوا أنّ تصريح علي ناصر يفتح الباب مجدداً لنقاشات واسعة حول دور القوى الدولية والإقليمية ‏بالتسبب بانهيار النظام السياسي في اليمن، وضلوع أطراف محلية. ومنها “عصابة الحوثي” وحزب (‏الإصلاح)، وغيرهما من التنظيمات الإرهابية في هذه المؤامرة الخبيثة‎.‎

هذا، وعاد اسم السياسي اليمني المخضرم علي ناصر محمّد إلى الواجهة خلال الفترة الماضية كجزء من صفقة سلام إخوانية ـ حوثية ‏ظهرت أولى ملامحها في اجتماع احتضنته مؤخراً مدينة إسطنبول. وضمّ ممثلين عن جماعتي الإخوان ‏والحوثيين. وجرى بحضور سفيري اليمن لدى كلّ من تركيا وقطر‎.‎

ووفق صحيفة (العرب اللندنية)، فإنّ الخطة السلمية الجديدة تقوم على تعيين علي ناصر محمد رئيساً لمجلس القيادة الرئاسي الذي يقوده حاليّاً رشاد العليمي. وضمّ الحوثيين إليه لإنهاء الصراع. 

وقال الصحافي عبد الله دوبلة، المقرّب من حزب التجمّع اليمني للإصلاح “ذراع جماعة الإخوان ‏المسلمين في اليمن”. عبر حسابه في منصّة (إكس): “ما فهمته من لقائنا مع الرئيس علي ناصر في ‏إسطنبول أنّه يمكن توسيع مجلس القيادة الرئاسي ليشمل الحوثيين. واختيار علي ناصر رئيساً للمجلس ‏بدلاً من العليمي، والعودة إلى إدارة مرحلة انتقالية من صنعاء‎”.‎

وعلّق دوبلة على هذا السيناريو بالقول: “عن نفسي أجدها فكرة منطقية ويمكن دعمها‎”.‎

وبرز السيناريو الجديد في خضمّ عملية البحث عن مدخل إلى مسار سلام ينهي الصراع الدائر في اليمن ‏منذ قرابة (10) أعوام. وهذه العملية تنخرط فيها بقوّة المملكة العربية السعودية المدعومة في ‏جهودها بسلطنة عُمان والأمم المتحدة. وذلك رغبة في التخلّص من عبء الملف اليمني الشائك، وبحثاً ‏عن حالة الاستقرار في المنطقة والمناسب لإنجاز المشاريع الضخمة  ضمن خطة التطوير ‏الشامل التي تعمل المملكة على استكمالها في أفق أقلّ من عقد من الزمن‎.‎

وقد كان لافتاً انخراط حزب (الإصلاح) في عملية تشويش سياسي وإعلامي كثيف على جهود السلام ‏وخطوات التهدئة مع الحوثيين التي تقودها السعودية‎.‎

وبدا ذلك واضحاً من خلال اعتراضات قيادات الحزب وإعلامه على جولة المحادثات التي انعقدت ‏مؤخّراً في العاصمة العُمانية حول الأسرى. والتي تعاونت الرياض ومسقط مع الأمم المتحدة لعقدها ‏كجزء من الخطوات الإنسانية الممهدة لإطلاق مفاوضات سلام أشمل بين أطراف الصراع اليمني‎.‎

وفهم المتابعون للشأن اليمني أنّ تشويش الإخوان على جهود التهدئة ليس نابعاً من رفضهم المبدئي ‏لإبرام سلام مع الحوثيين. ولكن من حرصهم على فرض سلام يشاركون هم في صنعه. ويضمن ‏مصالحهم ومصالح داعميهم الإقليميين‎.‎

وجاء اجتماع إسطنبول ليدعم هذا الطرح. وليمثل امتداداً لعملية التواصل التي لم تنقطع بين حزب (‏الإصلاح) وجماعة الحوثي‎.‎

وجاء اختيار علي ناصر محمّد الرئيس السابق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ‏‏(الجنوب). ليكون مدار سيناريو السلام الإخواني ـ الحوثي الجديد. بناء على ما يمتلكه الرجل من ‏كاريزما وخبرات سياسية متراكمة، ومن شبكة علاقات واسعة، ومن براغماتية .وقدرة على تغيير ‏الاصطفاف والانتقال من معسكر إلى آخر‎.‎

الرئيس الجنوبي السابق شرع في استمالة إيران بالثناء على دور إيجابي سابق لها في عدن. والتأكيد ‏على قِدم علاقته بها.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى