سياسة

استعدادًا لامتداد التصعيد الإقليمي.. الكويت تفعّل خطط الطوارئ وتحصّن الجبهة الداخلية


 أعلنت الكويت الأحد، تفعيل خطة طوارئ حكومية تشمل تجهيز ملاجئ في مبنى مجمع الوزارات تستوعب 900 شخص بهدف “الحفاظ على سلامة الأداء الحكومي في جميع الظروف”، وذلك في تحرك يعكس مخاوف جدية من توسع نطاق الصراع، بعد الضربة الأميركية لإيران وتهديد الأخيرة باستهداف المصالح الأميركية في كل مكان.

وقالت وزارة المالية الكويتية إنها أعدت ملاجئ في مجمع الوزارات بالبلاد عقب القصف الأميركي للمنشآت النووية الإيرانية. مشيرة في بيان نشرته على حسابها في اكس، أنه تم “تفعيل خطة الطوارئ الخاصة بها لضمان استمرارية الأعمال المالية والخدمية بكفاءة عالية للحفاظ على سلامة الأداء الحكومي في جميع الظروف”.

وأكدت أن ذلك “حرصاً على تعزيز الاستعدادات الوطنية ورفع كفاءة الجاهزية الحكومية ضمن منظومة الدولة المتكاملة في مواجهة أي طارئ، وبناءً على توجيهات مجلس الوزراء”.

وأوضحت أنها “اتخذت عدداً من الإجراءات الاحترازية الشاملة تمثلت في تجهيز الملاجئ في مبنى مجمع الوزارات الشرقي والجنوبي بكامل إمكاناتها الفنية والخدمية، وذلك لاستيعاب نحو 900 شخص وتصنيفها C4 بحالة ممتازة، إلى جانب تخصيص مخازن في الموقف الشرقي لاستخدامها عند الحاجة”.

ويعتبر إعداد الملاجئ في المنشآت الحساسة مثل مجمع الوزارات بعد الضربات العسكرية هو إجراء دفاعي وقائي يهدف إلى تقليل الخسائر البشرية والمادية وضمان استمرارية الوظائف الحكومية في مواجهة التهديدات الخارجية.

والهدف الأساسي من الملاجئ هو توفير مكان آمن للموظفين والقيادات الحكومية في حال تعرض المجمع لهجمات صاروخية أو جوية. حيث تكون هذه الملاجئ مصممة خصيصًا لتحمل الانفجارات والشظايا، وتوفر الحماية من أسلحة الدمار الشامل المحتملة (النووية، البيولوجية، الكيميائية).

ويضم مجمع الوزارات مؤسسات حيوية للدولة، ويهدف إعداد الملاجئ إلى تمكين هذه المؤسسات من مواصلة عملها الأساسي، حتى في ظل ظروف الحرب أو الهجمات، لضمان عدم توقف الإدارة والخدمات الحكومية.
ويشير هذا الإجراء إلى أن الحكومة تستعد لاحتمال تصاعد الصراع في المنطقة. حيث قالت الكويت الأحد إنها تتابع “وبقلق بالغ” تطورات الأحداث المتعاقبة التي تشهدها إيران، لاسيما تلك التي شملت استهدافا لعدد من منشآتها النووية.

وأفادت وزارة الخارجية الكويتية في منشور على إكس إن هذه الأحداث تمثل “تطورا خطيرا يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم”.

وجددت الكويت التأكيد على استنكار الاعتداء على السيادة الإيرانية وانتهاك القوانين والمواثيق الدولية، ودعوة المجتمع الدولي ومجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياتهما نحو وقف تلك الانتهاكات بما يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.

ودعا البيان إلى “الوقف التام والفوري لكافة أوجه التصعيد، والوقف التام للأعمال العسكرية، وإلى تحكيم لغة الحوار، وضبط النفس، ومضاعفة الجهود الهادفة لإيجاد حلول سياسية من شأنها تحقيق أمن واستقرار المنطقة”.

وقال الحرس الوطني الكويتي في بيان عبر منصة إكس الأحد إنه لم يتم رصد أي ارتفاع بمعدلات الإشعاع في الأجواء والمياه الكويتية بعد الهجمات الأميركية على إيران.

وأضاف البيان “مركز الشيخ سالم العلي للدفاع الكيماوي والرصد الإشعاعي لم يرصد أي ارتفاع بمعدلات الإشعاع في الأجواء والمياه الكويتية”.

وفجر الأحد، دخلت الولايات المتحدة الحرب الإسرائيلية ضد إيران، بإعلان الرئيس دونالد ترامب تنفيذ هجوم “ناجح للغاية” استهدف 3 مواقع نووية في إيران، هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان.

وقال ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال، إن الطائرات الأميركية “أسقطت حمولة كاملة من القنابل” على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان قبل مغادرتها المجال الجوي الإيراني بسلام.

ومنذ 13 يونيو/ حزيران الجاري، تشن إسرائيل عدوانا على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين.

وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين، وتوعدت عقب الضربة الأمريكية بالرد على “المعتدين”. وللولايات المتحدة وجود عسكري في منطقة الخليج، حيث أن لها قواعد في العراق والكويت وقطر والبحرين والإمارات.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى