سياسة

استدعاء حيلة الماضي للإخوان للهروب من أزمات الحاضر


محاولات إخوانية جديدة للهروب من الأزمات التي تعصف بالتنظيم الإرهابي، حيث باتت تهدد استمرار الكيان الذي تداعت عليه الانقسامات، تاركة إياه في النزع الأخير.

فالترويج للعمل الدعوي سبيلا للتغلغل مجددًا إلى المجتمع المصري، حيلة اتبعها مرشد ومؤسس الإخوان الراحل حسن البنا، قبل 75 عامًا للهروب من قرار حل الإخوان -آنذاك- بالتعهد بانكفاء الجماعة على العمل الدعوي.

حسن البنا

مؤسس جماعة الإخوان ومرشدها العام، توجه في عام 1948 إلى وكيل وزارة الداخلية عبدالرحمن عمار، وبكى أمامه بكاء شديدًا. مناشدًا إياه أن يرفع مطالبه إلى رئيس الحكومة المصرية -آنذاك- محمود فهمى النقراشي باشا، بالتراجع عن قرار حل الجماعة، التي كانت متهمة في ذلك الوقت بالعديد من عمليات الاغتيال.

إلا أن تلك الحيلة التي تحطمت قبل 75 عامًا على صخرة الإرادة الحكومية التي لم تقتنع بها، ومضت في طريقها لحل الجماعة. حاول أحفاد البنا في فكر التنظيم، استدعاءها، أملا في أن تُفتح لهم الأبواب الموصودة، يدخلون من أيها يشاؤون.

فلماذا تلجأ الإخوان إلى تلك الحيلة؟

يقول الكاتب والباحث في الجماعات المتطرفة والإرهاب الدولي هشام النجار، إن قصة ترويج العودة للعمل الدعوي سيناريو متكرر وذريعة تم توظيفها أكثر من مرة. للهرب من أزمة يواجهها التنظيم على المستوى السياسي.

وأكد الباحث في الجماعات المتطرفة أن “هذه الخدعة استخدمها كثير من قادة الجماعة وفي مقدمتهم حسن البنا. الذي بكى أمام مسؤول وزارة الداخلية بعد حل التنظيم متعهدا بالالتزام بالعمل الدعوي وتوديع العمل السياسي، وتبعه في ذلك كل من جاء بعده”.

وأشار إلى أن هذه الوسيلة، باتت السيناريو المعتاد لقادة لإخوان، لامتصاص الأزمات إلى حين امتلاك بعض القوة ومن ثم العودة إلى سابق عهدهم مجددا.

هل يمكن أن تتحول الإخوان للعمل الدعوي؟

بدوره، يرى الكاتب والباحث في الإسلام السياسي الدكتور عمرو عبدالمنعم أنه من الصعب بمكان، تحول الجماعة إلى العمل الدعوي، رغم أنه من مكوناتها الرئيسية.

وأضاف عبدالمنعم أن الجماعة تتخيل أن العمل الدعوي والسياسي يخدم على التنظيمي والعسكري والنوعي، سواء أعلن الجناح السري المواجهة العسكرية أو استكمل عمله في الخفاء.

وأشار إلى أنه لا يمكن تطبيق فكرة العمل الدعوي حتى لو أعلنتها الجماعة؛ إذ إنه لن يكون هناك مبرر لوجودها. وسيتطلب منها العمل في العلن من خلال حزب أو هيئة شرعية، وهو ما يتنافى مع أدبيات وتصورات الإخوان التي طرحت نفسها منذ البداية بديلا عن الأمة الإسلامية وأنها المنقذ الوحيد من غرق الأمة وبر الأمان لها.

وبحسب الباحث في الإسلام السياسي، فإنه رغم الخطابات المتكررة للقائم بأعمال مرشد الإخوان صلاح عبدالحق، واستخدامه خطابي البنا وعمر التلمساني وفكرة العمل الدعوي، فإنه يلعب على نفس الوتيرة القديمة لمرشدي الجماعة، دون تقديم بديل فكري جديد.

استغلال لتحقيق أهداف

في السياق نفسه، قال الباحث في الحركات الإسلامية والإرهاب أحمد سلطان، إن سجالات عديدة دارت بين الجماعة بجبهتيها، حول فكرة العمل الدعوي خلال الفترة الحالية، وضرورة فصله عن السياسي.

وأوضح الباحث في الحركات الإسلامية أن استدعاء تلك الحيلة مرتبط بالإخفاقات التي واجهتها الإخوان خلال العقد الأخير، وكذلك بالسجال الحاصل بين الجبهات. لافتا إلى أن جبهة صلاح عبد الحق ” لندن” تقول إنها تركز على العمل الدعوي.

وأوضح أنه رغم أن جبهة لندن تشدد على ضرورة ترك العمل السياسي لفترة ثم العودة إلى المشهد بعد 10 سنوات على الأقل. إلا أنها تعمل على استغلال العمل الدعوي بكثرة في الغرب وبعض الدول العربية من أجل تحقيق أهدافها.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى