ازدواجية المعايير.. صمت غريب من الإخوان حول زيارة رئيس إسرائيل لتركيا
وصل الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، يوم الأربعاء، إلى تركيا بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في زيارة هي الأولى من سنوات.
وفي مؤتمر صحفي عقب لقاء هرتسوغ، أكد الرئيس التركي، أن بلاده تسعى إلى تعزيز العلاقات مع إسرائيل، وأن العمل جار لإعادة إحياء الروابط الاقتصادية بين البلدين إلى سابق عهدها. وقال: “زيارة نظيري الإسرائيلي إلى أنقرة ستكون نقطة تحول في العلاقات بين البلدين.
وأضاف أردوغان: مستعدون للتعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة، كما أن لدينا إمكانية للتعاون مع إسرائيل في القطاع الدفاعي…يمكننا التعاون مع إسرائيل في قضايا الطاقة في شرق المتوسط.
دعوة الرئيس التركي لنظيرة الإسرائيلي ورغبته في تطوير العلاقات مع إسرائيل تفضح ازدواجية أردوغان ومواقفه السياسية المتناقضة. وهو الذي قال لإسرائيل، بعد إعلان تطبيع دول عربية عدة مثل الإمارات والبحرين معها،: يا عديمي الشرف لماذا تخونون القضية الفلسطينية وشعبها؟
فكيف يمكن تفسير تطبيع إردوغان وحزبه الذي يعد “إخواني” مع إسرائيل،
الدوافع السياسية
على المستوى السياسي، معلوم أن إدارة بايدن وكذلك شخص الرئيس الأميركي غير مهتمين أساسا بشخص إردوغان. وعلى الأقل ومن خلال الاستراتيجيات المعلنة فقد احتجوا دائما على انتهاكات حقوق الإنسان وانعدام الحريات العامة في تركيا. كما أن بايدن أحد أبرز المدافعين عن الأكراد، العدو اللدود لإردوغان. أضف إلى ذلك امتناع الإدارة الأميركية من تسليم تركيا مقاتلات طراز F-35، وكذلك دعمها لغریم إردوغان، فتح الله غولن.
في خضم كل ذلك يبدو أن إردوغان ومن خلال من دعوة هرتزوغ ينوي تحقيق هدفين: الأول استمالة الأميركان عبر التودد إلى إسرائيل. والثاني تطلعاته للمستقبل إن غادرت الولايات المتحدة المنطقة.. تاركة إياها إلى إسرائيل، بعد إعداده وتجهيزه.
الدوافع الاقتصادية
على المستوى الاقتصادي، يبدو أن إردوغان يسعى إلى تعميق العلاقات الاقتصادية التركية الإسرائيلية، بغية الظفر بترانزيت غاز إسرائيل إلى أوروبا. وذلك بهدف اكتساب موارد مالية جديدة، لا سيما في خضم الوضع الاقتصادي المتردي في بلاده. إلى جانب توفير الغاز لبلاده الملكومة من شح الغاز، حيث تستورد تركيا 90٪ من غازها الطبيعي من الخارج.
ازدواجية المواقف
لا يمكنك إطلاق الشعارات الرنانة بدعم القضية الفلسطينية فيما تقوم بتعاقدات بـ7 مليارات دولار مع إسرائيل. كما أن هذه الزيارة قد تعزز من سياسات الاحتلال و خاصة الاستيطان، حيث قد نشهد اشتدادا في اغتصاب الأراضي الفلسطينية في مناطق مثل “الشيخ جراح” و”النقب”.
كما من المتوقع أن نشهد شرخا أكبر مما شهدناه في الآونة الأخيرة في علاقات حماس و”الإخوان” الداعمين للقضية الفلسطينية، مع تركيا، ولا ننسى أن مشروع “تطهير تركيا من الإخوان” قد استؤنف ثانية منذ عدة أشهر، حيث قام إردوغان وبغية تعزيز العلاقات مع مصر بحظر نشاط وسائل الإعلام الإخوانية في تركيا، كما لم يُسمح بحضور أي مسؤول تركي كالمعهود في السنوات الماضية في اجتماع حماس السنوي، إلى جانب أن إسماعيل هنية وخالد مشعل أنهيا زياتهما إلى تركيا من دون أي لقاء مع المسؤولين الأتراك، وأخيراً، خلال زيارة المتحدث باسم إردوغان الأخيرة إلى فلسطين، التقى إبراهيم قالن مع محمود عباس فقط.
صمت مدو للإخوان
اعتادت منابر الإخوان وذبابها الالكتروني أن تقيم الأرض ولا تقعدها، إذا تعلق الأمر بتقارب دولة عربية أو إسلامية مع إسرائيل، حتى لو كان الموضوع مجرد إشاعة. فتنزل أبواق الإخوان بالسب والشتم واللعن، وتطلق شعاراتها الرنانة الداعمة للقضية الفلسطينية، والتي لا تبث للدعم بصلة في واقع الأمر.
لكن يبدو أن الإخوان قد ابتلعوا ألسنتهم هذه المرة، فلم نرى ولم نسمع أي صوت يعلق على الزيارة الإسرائيلية لتركيا. ولا من يسب ولا من يتهم أردوغان بخيانة القضية الفلسطينية والتحالف مع عدو المسلمين الأول.
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ازدواجية الإخوان، وما مواقفهم السابقة إلا متاجرة بالقضية الفلسطينية لكسب التأييد الشعبي، باللعب على الوتر الحساس للعرب.