ازدهار سوق الأمن المعلوماتي مع ازدهار القرصنة
ازدهر سوق الأمن المعلوماتي، مع تضاعف مخصصات الشركات لهذا الغرض، بعد تزايد تهديدات القرصنة المعلوماتية العالمية.
وحسب توقعات دولية، يشهد السوق العالمي للأمن المعلوماتي عام 2021، نموا قياسيا ليصل إلى 150 مليار دولار، لكن ما يحد من نمو هذا السوق هو نقص عدد الخبراء والأشخاص المدربين، الذي يصل إلى 3.5 ملايين منصب شاغر هذا العام.
ويرى، هنري اغران رئيس الاتحاد الفرنسي لمدراء تكنولوجيا المعلوماتية، أن إجراءات الأمن الإلكتروني باتت تشهد تعقيدات ضرورية مستمرة، ما ترب عليه زيادة النفقات المخصصة لهذا الغرض من الشركات، والدول، ما يشكل نعمة لمقدمي هذه الخدمات، وذلك حسب وكالة فرانس برس.
وأضاف: كما توسع السوق ليشمل أجهزة حماية، ومراكز مراقبة عن بعد، وتشفير، وإدارة الهويات ومعلومات بشأن التهديدات المقبلة وصيادو مكافآت للعثور على الثغرة في الأنظمة.
ويتضمن الأمن المعلوماتي أنشطة عديدة ومتنوعة أكثر وهذا لن يتوقف قريبا مع تعميم استخدام الحوسبة السحابية ووصول شبكة الجيل الخامس.
هذا حتى بدون الحديث عن الاستعداد لعصر “الكم” وهو مرادف لأجهزة كمبيوتر لا حدود لقوتها.
وتتوقع شركة غارتنر الأمريكية التي تعتبر مرجعا لشركات الأمن المعلوماتي، نموا بأكثر من 12% للسوق العالمية للأمن المعلوماتي هذا العام لتصل إلى 150 مليار دولار بعد ارتفاع بلغت نسبته 6.4% في 2020.
وزيادة جرائم القرصنة المعلوماتية، ونجاحها في بعض الأحيان، يؤكد دائما أن أي إهمال قد تكون كلفته باهظة.
وأحدث هذه الجرائم، هو ما أقرت به شركة “كولونيال بايبلاين” الأمريكية، في صحيفة “وول ستريت جورنال” بأنها اضطرت لدفع فدية بقيمة 4.4 مليون دولار لقراصنة معلوماتية.
واعترفت الشركة، بأن القرصنة أدت لشل الشركة التي تشغل خطوط أنابيب بطول 8800 كيلومتر في الولايات المتحدة في مطلع مايو /أيار الجاري ما اضطر الأمريكيين إلى الانتظار في طوابير أمام محطات الوقود.
حركة دائمة
ومن جانبه قال لويك غيزو الأمين العام لجمعية “كلوزيف” التي تضم أخصائيين فرنسيين في مجال أمن المعلوماتية، إنه “على مدى السنوات الثلاثين الماضية، لم نتوقف عن رؤية شركات جديدة تظهر، وتجلب تقنيات جديدة أصبحت شائعة بعد ذلك”.
وأضاف “هناك وفرة في المفاهيم” مثل “حركة قلب دائمة”.
وأوضح، بحسب أرقام شركة “برايس ووتر كوبرز” في تقرير حول التوجهات الرقمية العالمية 2021، فإن العقد الماضي شهد ظهور 20 شركة ناشئة قيمتها أكثر من مليار دولار بينها حوالى 10 في العامين الماضيين وحدهما.
وقال جيروم بيلوا، خبير الأمن المعلوماتي في شركة الاستشارات “وايفستون”: “لقد بدأت في 2001 بالاهتمام بالأمن المعلوماتي، في تلك الفترة، غالبا ما كان الخبراء يجتمعون في نهاية الممر ويتحدثون عن أشياء تقنية جدا لم يرغب أحد في الحديث عنها. ثم تغيرت الأمور”.
وأضاف، كما حدثت نقاط التحول في عامي 2007/2008 حين أدركت الشركات التي كثفت مشاريع الحوسبة والشبكات نقاط ضعفها الجديدة”.
وتابع:” ثم حصل شرخ كبير آخر في نهاية عام 2011، مع الهجمات الإلكترونية الضخمة الأولى (ستاكسنت، سوني بيكتشرز، وانا كراي) التي ألقت بسرعة الضوء على التهديدات.. وهذا الأمر ليس على وشك التوقف”.
وحسب شركة “سيسين” المسؤولة عن الأمن المعلوماتي الفرنسي، تأثرت 25% من الشركات الفرنسية بهجوم برامج الفدية في عام 2020.