سياسة

احتجاجات إيران.. أهل السنة ينتقدون النظام من منابر المساجد 


إصرار غير مسبوق من الشعب الإيراني لإسقاط نظام الملالي. تعكسه طول مدة التظاهر والاحتجاج. خاصة أن الغالبية العظمى من الشعب تشارك في الاحتجاجات.

وباتت الانتقادات تصدر من منابر المساجد ضد نظام الملالي وهو ما تسبب في رد فعل عنيف من قوات الأمن ضد رجال الدين. في مقابل استمرار حالة الغضب والغليان في الشارع الإيراني مقابل تصعيد من قِبل قوات أمن الملالي ضد مختلف فئات الشعب.

أهل السنة ينتقدون جعل المرأة مواطنا من الدرجة الثانية

وقد انتقد إمام أهل السنة مولوي عبد الحميد، النظام الحاكم في بلاده. من خلال خطبة الجمعة الماضية، قائلاً: “من حق الشعب الإيراني العزة والكرامة، وليس الجوع”.

 وتابع مولوي خلال الخطبة: رغم هذا الكنز والبركة التي وهبها الله لهم. يشعر شعب إيران بخيبة أمل من أن وضعه سوف يتحسن، وهذا هو سبب الاحتجاجات التي نشهدها. لأن الشعب توصل إلى استنتاج مفاده أن المشكلة لا يمكن حلها”.

ووفقا لصحيفة إيران إنترناشيونال، فقد أشار الإمام إلى أن التمييز ضد المرأة كبير جدا الآن. وأصبحت الإيرانيات مواطنات من الدرجة الثانية وتواجه حقوقهن ومكانتهن. مثل الجماعات العرقية والديانات، تمييزًا واسع النطاق، أما أهل السنة فيتم اعتبارهم أقل من مواطني الدرجة الثانية.

وقد حضر الخطبة عشرات الآلاف من أهالي زاهدان : “أولوياتنا قضايا وطنية تشمل كل الشعب الإيراني، كل الإيرانيين إخوة، ليس لدينا حتى مطالب قومية اليوم. الكل شعب إيران ويريدون جميعًا التمتع بحقوق متساوية.

إجراءات أمنية تعسفية 

وتعيش مدينة زاهدان تحت إجراءات أمنية وتعسفية. باتت مشتعلة وملتهبة أكثر من أي وقت مضى.

وقد اعتقلت الشرطة رجل الدين مولوي مرادزهي، عندما كان متجها نحو منزله عندما اعترضت أربع سيارات لعناصر الباسيج طريقه واعتقلته، كما رجلي دين آخرين.

 ومن جهتها، ذكرت منظمة حقوق الإنسان الكردية “هنجاو” أنه جرى اختطاف اثنين من أئمة الجمعة لمدينة سنندج عاصمة كردستان إيران، من قِبل قوات قمع الملالي.

 وقد وصفت المنظمة اعتقال الملا إبراهيم كريمي نَنَلَه، والملا لقمان أميني بالاختطاف نظرًا إلى عدم وجود مذكرات اعتقال بهذا الخصوص، والرجلان من أئمة الجمعة في مدينة سنندج، إذ كانا في طريقهما إلى مدينة مريوان.

واحتجاجًا على الاعتقال خرج عدد من أهالي مدينة سنندج إلى الشارع، ورددوا شعارات ضد السلطات، وأشعلوا النيران في الشوارع.

ومطالبة بإسقاط النظام والموت للديكتاتور، تشهد البلاد منذ ستة أشهر احتجاجات إيرانية واسعة ضد نظام الملالي في البلاد. وكانت قد اندلعت عقب مقتل مهسا أميني الفتاة الإيرانية على يد شرطة الأخلاق الإيرانية لمخالفتها الزي الإيراني الرسمي المقرر على النساء في البلاد. 

استمرار الإحتجاجات في إيران تؤكد على وجود ثورة

يؤكد المحلل السياسي الإيراني علي أفشاري، أن خروج رجال الدين معترضين على النظام دلالة على وجود ثورة وليست احتجاجات، وأن نظام الملالي يتوحش.

وقال أفشاري في تصريحات: أن استمرار التظاهرات ومشاركة فئة الشباب دون عمر الـ 25 عاماً، وفي مقدمهم طلاب الجامعات والمدارس. الذين يشكلون حوالي ثلث سكان إيران البالغ عددهم 86 مليون نسمة، يكشف إلى أي مدى وصلت حالة الاستياء والنقمة الشعبية من النظام في ظل عجزه المزمن عن تلبية حاجات شعبه الأساسية. ما أدى لانعدام الاستقرار وحملات قمع عنيفة في المقابل.

وتـابع أن النظام استطاع تهدئة الشارع واحتواء تلك الحركات التي لم تتمكن من الإطاحة بنظام ولاية الفقيه، خلال السنوات الماضية.

ويرى أيضا أن تلك الحركات هذه المرة تجري على نطاق مختلف تماماً، مشيرا إلى أن الغضب الشعبي قد استمر لفترة أطول من ذي قبل. وانتشر إلى ما وراء الطبقة الوسطى واجتاح الطوائف والأعراق المختلفة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى