إيران تشن هجمات صاروخية على أهداف في سوريا والعراق
أعلن الحرس الثوري الإيراني أنّه قصف بصواريخ بالستية ليل الإثنين-الثلاثاء أهدافاً “إرهابية” في كلّ من سوريا وإقليم كردستان العراق، في هجوم وصفته واشنطن بـ”المتهوّر” وأوقع في أربيل أربعة قتلى مدنيين على الأقلّ فيما نددت بغداد كذلك بالعملية.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا” عن الحرس الثوري قوله في بيان إنّه “دمّر مقرّ تجسّس” و”تجمّعاً لمجموعات إرهابية معادية لإيران” في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية الثلاثاء أن الضربات الصاروخية التي نفّذها الحرس الثوري على أهداف “إرهابية” في شمال العراق وسوريا تأتي في إطار “الحق المشروع” لطهران في الدفاع عن أمنها.
وقال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني في بيان إن إيران “لن تتردد في استخدام حقها المشروع للتعامل الرادع مع مصادر تهديد الأمن القومي والدفاع عن أمن مواطنيها”.
وأكد أن طهران “تمكنت في عملية دقيقة وموجهة وبقدراتها الاستخبارية العالية، من تحديد مقرات المجرمين واستهدافها بأسلحة دقيقة للغاية، وكان هذا جزءا من ردّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أولئك الذين يتخذون إجراءات ضد الأمن القومي الإيراني وأمن المواطنين”. ووضع القصف في إطار “العقاب العادل… ضد المعتدين على أمن البلاد”.
لكنّ سلطات كردستان أكّدت مقتل “أربعة مدنيين” على الأقلّ وإصابة ستة آخرين بجروح، “حالة بعضهم غير مستقرة”.
وأفاد مراسل صحفي في المنطقة بأنه سمع دويّ انفجارات عدّة. مشيراً إلى أنّ الصواريخ أصابت منطقة سكنية راقية في الضاحية الشمالية الشرقية لأربيل.
وندّد رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني بـ”هذه الجريمة ضد الشعب الكردي”. داعيا في بيان الحكومة الاتحادية إلى اتّخاذ “موقف صارم ضدّ هذا الانتهاك للسيادة العراقية”. مطالباً أيضاً المجتمع الدولي “وضع حدّ لهذه الهجمات الوحشية على شعب كردستان الأبرياء”.
Earlier this evening, Erbil was once again attacked by Iran’s Revolutionary Guard Corps. Sadly, during tonight’s unjustifiable attack, several civilians have been martyred and wounded.
My thoughts are with the families of the martyrs and I wish the injured a quick recovery.
— Masrour Barzani (@masrourbarzani) January 16, 2024
واستنكر الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد بشدة القصف الإيراني. واصفا إياه بأنه “انتهاكا للسيادة العراقية” حيث كتب في منشور على موقع “إكس” إن هذا القصف .”يعمل على تقويض الامن والاستقرار في البلد”.
واضاف ان “حسم المسائل يكون عبر الحوار البنّاء المشترك لا من خلال الهجمات العسكرية التي تهدد استقرار العراق بل .وكل المنطقة التي تشهد توترات ينبغي العمل على خفضها”.
وندّدت وزارة الخارجية العراقية الثلاثاء بالضربات الصاروخية الإيرانية مؤكدة. أن “هذا السلوك عدوان على سيادة العراق وأمن الشعب العراقي”.
وقالت في بيان إنّ السلطات العراقية “ستتخذ كافّة الإجراءات القانونية” الضرورية. بما في ذلك “تقديم شكوى إلى مجلس الأمن” الدولي. كما أعلنت تشكيل لجنة تحقيق لإطلاع “الرأي العام العراقي والدولي على الحقائق وإثبات زيف ادعاءات الجهات التي تقف وراء هذه الأفعال المدانة”.
كما استدعت الخارجية العراقية القائم بالأعمال الإيراني في بغداد أبوالفضل عزيزي صباح. الثلاثاء لتسليمه “مذكرة احتجاج” بعد الضربات معربة في المذكرة عن “أدانتها .واستنكارها الشديدين للاعتداء الذي تعرضت له عدد من المناطق في أربيل وأدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين. وتسبب بأضرار بالممتلكات العامة والخاصة” معتبرة أنه “انتهاك صارخ لسيادة جمهورية العراق”.
وأعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تشكيل لجنة تحقيقية مكونة من خمسة شخصيات للتحقيق في الحادث حيث اعلن السكرتير الشخصي للقائد العام للقوات المسلحة عبدالكريم عبد الحسن وجر. إن رئيس الوزراء وجه بتشكيل لجنة تحقيقية برئاسة مستشار الأمن القومي. وعضوية كل من وزير داخلية اقليم كوردستان، ووكيل رئيس جهاز المخابرات. واللواء الركن سعد نعيم ممثلا عن قيادة العمليات المشتركة، واللواء ماجد عبد الحسين ممثلا عن وزارة الدفاع.
بيان صحفي
تعرب حكومة جمهورية العراق عن إستنكارها الشديد وادانتها للعدوان الإيراني على مدينة أربيل المتمثل بقصف أماكن سكنية آمنة بصواريخ باليستية مما ادى إلى وقوع ضحايا بين المدنيين. pic.twitter.com/BtkgpXfbu1
— وزارة الخارجية العراقية (@Iraqimofa) January 16, 2024
وبينت وثيقة متداولة بشان فتح التحقيق أن مهمة اللجنة التحقيق في حادث الاعتداء .بالقصف الصاروخي الذي استهدف محافظة اربيل في اقليم كردستان على أن تباشر اللجنة .اعمالها فورا وتعرض توصياتها خلال 48 ساعة أمام رئيس الوزراء. وبدوره اعلن البرلمان العراقي تشكيل لجنة للتحقيق في الهجمات الصاروخية الايرانية اليوم الثلاثاء.
وفي واشنطن، ندّدت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أدريان .واتسون بـ”سلسلة ضربات متهوّرة وغير دقيقة”. مؤكّدة أنّه “لم يتمّ استهداف أيّ طواقم أو منشآت أميركية” في كردستان العراق.
كما حذّرت وزارة الخارجية الأميركية من أنّ القصف الإيراني “المتهوّر” .لأربيل من شأنه أن يقوّض استقرار العراق.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان إنّ “الولايات المتحدة. تدين بشدّة الهجمات التي شنّتها إيران على أربيل اليوم وتقدّم تعازيها لأسر القتلى. نحن نعارض الضربات الإيرانية الصاروخية المتهوّرة التي تقوّض استقرار العراق”.
من جهته قال السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيتشن في منشور على موقع “إكس”. “إنني أدين العمل العدواني الذي قامت به إيران ضد أربيل. والذي يشكل انتهاكا لسيادة العراق وسلامة أراضيه”.
واتهمت فرنسا اليوم الثلاثاء إيران بانتهاك سيادة العراق .حيث قالت الخارجية الفرنسية في بيان “مثل هذه الأعمال تمثل انتهاكا صارخا وغير مقبول ومثيرا للقلق لسيادة العراق .واعتداء على استقراره وأمنه وكذلك على استقرار كردستان داخله… إنها تساهم في تصعيد التوترات الإقليمية ويجب أن تتوقف”.
ونددت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي). يوم الثلاثاء، بشدة الهجوم الإيراني حيث قالت في بيان أنه “يجب أن تتوقف الهجمات. التي تنتهك سيادة العراق وسلامة أراضيه من قبل أي جانب”. مؤكدة أنه “يجب معالجة الشواغل الأمنية من خلال الحوار وليس الهجمات”.
ويأتي هذا القصف الإيراني في وقت تشهد فيه المنطقة .توتّراً متزايداً على وقع الحرب الدائرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس .والمخاوف من اتساع رقعة هذا النزاع.
من جانب اخر قال جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق .إنه جرى إسقاط ثلاث طائرات مسيرة اليوم الثلاثاء فوق مطار أربيل .حيث تتمركز قوات أميركية ودولية أخرى.
وفي سوريا، طال القصف وفقاً للحرس الثوري “أماكن تجمّع القادة. والعناصر الرئيسية للإرهابيين وخاصة تنظيم داعش، في الأراضي المحتلّة في سوريا”.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ دويّ انفجارات عنيفة. سُمع في مدينة حلب وريفها، مشيراً إلى سقوط “ما لا يقل عن 4 صواريخ. جاءت من اتجاه البحر الأبيض المتوسط” وسقطت في ريف حلب.
وفي بيانه، قال الحرس الثوري إنّ قصفه لهذه المواقع في سوريا. أتى “ردّاً على الفظائع الأخيرة للجماعات الإرهابية. التي أدّت إلى استشهاد مجموعة من مواطنينا الأعزاء في كرمان وراسك”.
وفي الثالث من كانون الثاني/يناير وقع تفجيران انتحاريان في مدينة كرمان بجنوب الجمهورية الإسلامية قرب مرقد القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني. وذلك خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية لمقتله في كانون الثاني/يناير 2020 بغارة أميركية في العراق.
والتفجيران اللذان تبنّاهما تنظيم الدولة الإسلامية. أوقعا نحو 90 قتيلاً وعشرات الجرحى. ويومها، قالت وزارة الاستخبارات الإيرانية إنّ “أحد الإرهابيين الانتحاريين من الجنسية الطاجيكية” .فيما لم يتم التعرف بعد على هوية الثاني.
وفي كانون الأول/ديسمبر قتل 11 شرطياً إيرانياً في محافظة سيستان-بلوشستان .في جنوب شرق إيران تبناه تنظيم جهادي ينشط في هذه المنطقة الحدودية مع باكستان وأفغانستان.
وأعلن تنظيم “جيش العدل” مسؤوليته عن ذاك الهجوم. وشكّل تنظيم “جيش العدل” البلوشي العام 2012 عناصر سابقون في جماعة سنية متطرفة شنت تمردا داميا في المنطقة حتى العام 2010. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2022 .شنّت إيران ضربات صاروخية عبر الحدود ضد مجموعات إيرانية-كردية معارضة متمركزة في شمال العراق. تتّهمها طهران بتأجيج الاحتجاجات في الجمهورية الإسلامية.
وجاءت الضربات بعد انطلاق تحركات احتجاجية في إيران على خلفية. وفاة مهسا أميني (22 عاما) بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم .التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.
وفي بيان لاحق، قال الحرس الثوري إنّه “ردّاً على الأعمال الشريرة الأخيرة للكيان الصهيوني. والتي أدّت إلى استشهاد قادة من الحرس الثوري ومحور المقاومة. فقد تمّ استهداف وتدمير أحد المقرّات الرئيسية للموساد الصهيوني في إقليم كردستان العراق”.
وبحسب البيان فإنّ “هذا المقر كان مركزاً لتوسيع العمليات التجسّسية .والتخطيط للعمليات الإرهابية بالمنطقة وداخل إيران على وجه الخصوص”.
وتوعّد الحرس الثوري في بيانه بأنّ “عملياته الهجومية .ستتواصل حتى الثأر لآخر قطرة من دماء الشهداء”.