إيران تؤجج الصراع في السودان وترسل طائرات “مهاجر 6” المسيرة
وكشف ثلاثة مسؤولين غربيين، طلبوا عدم الإفصاح عن هوياتهم لكشفهم عن معلومات حساسة، إن “السودان تلقى شحنات من طائرة (مهاجر 6)، وهي مسيرة ذات محرك واحد تم تصنيعها في إيران، وتحمل ذخائر موجهة”.
عبر الجيش السوداني إيران تعزز نفوذها في البحر الأحمر وافريقيا
وتقول “بلومبرغ” أن إيران تشاغل العالم بهجمات الحوثي وتعزز نفوذها في البحر الأحمر وافريقيا عبر الجيش السوداني، والتدخل الإيراني
في الحرب الأهلية الجارية في السودان منذ تسعة أشهر ووقوفها إلى جانب الجيش، الذي فقد مساحات واسعة من الأراضي لصالح قوات الدعم السريع، يزيد من المخاطر بالنسبة للدولة الواقعة في شمال إفريقيا والتي هي بالفعل على وشك المجاعة.
كما يكشف تدخل إيران في الملف السوداني أهمية ساحل السودان على البحر الأحمر الذي يبلغ طوله نحو 640 كيلومترا، حيث تتنافس دول مثل الصين وروسيا وتركيا من أجل الوصول إليه، وفقا لـ”بلومبرغ”.
وصرح مدير مشروع القرن الإفريقي في مجموعة الأزمات الدولية، آلان باسويل، لـ”بلومبرغ” إن توفير إيران للطائرات المسيرة وغيرها من الدعم المادي للجيش السوداني “مقبول على نطاق واسع في الأوساط الدبلوماسية الإيرانية”.
وأضاف أن “الحصول على حليف في السودان، خاصة على طول البحر الأحمر، سيكون بمثابة فوز كبير لإيران، لكنه سيخيف القوى الإقليمية والغربية الأخرى”.
وقال الخبير الهولندي في مجال الطائرات المسيرة ويم زويغنبرغ إن من بين الأدلة التي تثبت وجود طائرة “مهاجر 6” في السودان، صورة أقمار اصطناعية التقطت في 9 يناير للطائرة في قاعدة “وادي سيدنا” الجوية شمال العاصمة الخرطوم.
وأضاف زويغنبرغ أن جناحي الطائرة اللذين يظهران في الصورة يتطابقان فقط مع طائرة “مهاجر 6”.
ووفقا لمسؤولين أميركيين، فإن طائرة “مهاجر 6” قادرة على شن هجمات جو-أرض، والحرب الإلكترونية، والاستهداف في ساحة المعركة.
واتهمت الولايات المتحدة إيران بتزويد روسيا بطائرات من دون طيار من طراز “مهاجر 6” في حربها ضد أوكرانيا.
ووسعت واشنطن العام الماضي عقوباتها المتعلقة بإيران، مشيرة إلى أن “نشر طهران المستمر والمتعمد للطائرات دون طيار يهدف لتمكين وكلائها في الشرق الأوسط وتمكين روسيا والجهات الفاعلة الأخرى المزعزعة للاستقرار”.
وقطعت الخرطوم علاقتها مع طهران عام 2016، غير أن الخارجية السودانية أعلنت في أكتوبر الماضي، استئناف العلاقات الدبلوماسية، لكن لم يتم اتخاذ خطوات إضافية منذ ذلك الحين.
طائرات إيران المسيرة تحاصر السعودية
ويقدر محللون أن تسليح الجيش السوداني بالمسيرات الإيرانية «يعزز النفوذ العسكري لطهران في الشرق الأوسط»، إذ تدعم مجموعات مسلحة في غزة، و«حزب الله» اللبناني و«الحوثيين» في اليمن، فضلاً عن مجموعات في سوريا والعراق.
والتقى وزير الخارجية السوداني (المكلف) علي الصادق، السبت الماضي، في أوغندا، بالنائب الأول للرئيس الإيراني، محمد مخبر، على هامش مشاركتهما في «قمة دول عدم الانحياز» التي استضافتها كامبالا. وأفاد بيان سوداني عن اللقاء بأن المسؤولين «ناقشا استعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، وتسريع خطوات إعادة فتح السفارات بينهما».
وقطعت الخرطوم علاقتها مع طهران عام 2016، غير أن الخارجية السودانية أعلنت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، استئناف العلاقات الدبلوماسية، لكن لم يتم اتخاذ خطوات إضافية منذ ذلك الحين.
ويمتلك السودان إطلالة ساحلية استراتيجية على البحر الأحمر تقدر بنحو 800 كيلومتر، وتعد موانئه ساحة تنافس دولي من قوى عدة أبرزها: أمريكا، والصين، وروسيا وكذلك تركيا، ومن شأن تنامي النفوذ الإيراني في السودان أن يثير قلقاً دولياً.
وقال آلان بوسويل، مدير مشروع القرن الأفريقي في «مجموعة الأزمات الدولية»، إن «استعادة حليف في السودان، خاصة على طول البحر الأحمر، سيكون بمثابة فوز كبير لإيران ولكنه سيثير قلق القوى الإقليمية والغربية الأخرى».
واتهمت الولايات المتحدة إيران بتزويد روسيا بطائرات من دون طيار من طراز «مهاجر6» في حربها ضد أوكرانيا. ووسعت واشنطن العام الماضي عقوباتها المتعلقة بإيران، مشيرة إلى أن «نشر طهران المستمر والمتعمد للطائرات من دون طيار (يهدف) لتمكين روسيا ووكلائها في الشرق الأوسط والجهات الفاعلة الأخرى المزعزعة للاستقرار».