إسرائيل تقوم بتجميد مسار التطبيع حتى “القضاء” على حماس


 

 قال ليؤور بن دور المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، إن “جميع اتفاقات السلام مع المنطقة العربية، متوقفة جانبا في الوقت الحالي حتى تنهي تل أبيب حربها على حركة حماس الفلسطينية“، فيما يبدو أن إسرائيل ستعيد النظر بشأن مسار التطبيع مع السعودية التي اتخذت موقفا من الصراع إلى جانب الفلسطينيين.

وأفاد بن دور في تصريح لموقع هسبريس المغربي، أن “تل أبيب ليس لها مشكلة في وجود دول تدعم الشعب الفلسطيني وفي الوقت نفسه تدين الإرهاب كما هو الحال لدى المملكة المغربية”.

ويشير بن دور إلى قمة “النقب 2” بين إسرائيل والإمارات والبحرين ومصر إضافة المغرب والولايات المتحدة، التي كان من المفترض انعقادها في هذه الفترة الراهنة لكن تم تأجيلها بسبب اندلاع الصراع بين حماس وإسرائيل، إضافة مسار التطبيع مع السعودية الذي أصبح بحكم المجمد.

ودعا الدبلوماسي الإسرائيلي “الدول العربية إلى دعم إسرائيل ضد الإرهاب، ومختلف الدول التي تطمح حقا للسلام في المنطقة إلى إدانة الأعمال الإرهابية”.

وأكّدت الرياض في أول ردّ فعل لها على هجوم حماس السبت أنه جاء “نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته”.
وأبلغ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنّه يعمل على منع “اتّساع” نطاق النزاع، مشددا على أنّ المملكة “مستمرة في وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني”.
ولطالما شكّل التعاطف مع القضية الفلسطينية نواة صلبة لدى الرأي العام السعودي.
ولم تخض السعودية حروبا مباشرة مع إسرائيل، لكنّ الرياض قادت حظرا تاريخيا للنفط إبان حرب 1973 بين مصر وسوريا والدولة العبرية.

ومنذ التوصل إلى “اتفاقات أبراهام” في العام 2020 برعاية أميركية بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، تسري تكهنات حول انضمام السعودية إلى مجموعة الدول المطبعة.
لكن الرياض تشدد على أنّ تحقيق ذلك يتوقف على تطبيق حلّ الدولتين مع الفلسطينيين وعلى تسوية عادلة لقضية اللاجئين.

وترى عينات ليفي، باحثة في معهد “متيفيم” الإسرائيلي للسياسات الخارجية والإقليمية، أنه “من المرجح أن تؤثر سلسلة العنف الحالية بين إسرائيل وحماس بشكل مباشر على التقدم الملحوظ في التقارب بين إسرائيل ودول اتفاقات أبراهام. وفي هذا السياق، فإن كل تقدم في عملية سلام يتطلب تغييرا جذريا وشجاعا”.

وأضافت ليفي، أن “هذا التغيير قد لا يرحب به الجميع، وستكون هناك دائما أطراف تعارضه”، مبينة أن “مثل هذه الأوقات تدعو إلى تضامن قوي بين مؤيدي اتفاقات أبراهام، وعملية السلام بشكل عام، عبر قيادة إقليمية قوية ورحيمة من شأنها أن تبقي العملية مستمرة برسالة واضحة مفادها أن روح الأمل والتعاون أقوى من روح الكراهية”.

ولم يصدر عن السعودية وإسرائيل أي تصريح بخصوص وضع حد لمفاوضات التطبيع بعد التصعيد الأخير. غير أن النزاع بين إسرائيل وحماس يهدّد بزيادة المشاعر المعادية لإسرائيل في السعودية التي كانت قطعت شوطا كبيرا في مفاوضات مستمرة منذ أشهر للتوصل إلى تطبيع تاريخي مع الدولة العبرية برعاية أميركية.

وبخصوص مستجدات الحرب مع حركة حماس الفلسطينية. قال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إن “تل أبيب مستمرة في انتزاع جذور الإرهاب. ولن تغفر لهؤلاء الإرهابيين المجازر في حق المواطنين الإسرائيليين”.

وتابع بأن تل أبيب لن تساعد من وصفهم بـ”الإرهابيين” من حماس في طموحهم. معتبرا أن “هذا الهجوم الذي شنته ضد أراضينا زاد من عزمنا لصدهم. ولن نتوقف حتى نحقق ذلك”.

وأشار بن دور إلى أن “حماس قامت بالاعتداء على الأطفال. وقامت بمجازر بشعة في حق مواطنينا الأبرياء، وهذا الأمر يدفعنا للقضاء عليها حتى آخر لحظة”. مشيرا إلى أن “وجود سلام مع هؤلاء الأطراف أمر غير ممكن. فضلا عن أن التبريرات التي قدموها لهجومهم واهية تماما”.

وفيما يتعلق بمواقف الدول العربية من حرب أكتوبر. أجاب المتحدث ذاته بأن تل أبيب تركز في الوقت الحالي على موقفها الداخلي. وأيضا على مسألة إدارة الحرب، وما يهمها خارجيا هو كسب الدعم ضد حربها على “الإرهاب”.

وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج. ناصر بوريطة أكد خلال ترؤسه أعمال الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية حول الوضع في فلسطين، “تشبث المملكة المغربية. بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. بالسلام العادل والشامل المستند إلى قرارات الشرعية الدولية. باعتباره خيارا إستراتيجيا لا محيد عنه”.
 وقال إن “الأحداث الدامية والمروعة التي انطلقت شرارتها يوم السبت 7 أكتوبر 2023. وما واكبها من عنف منقطع النظير. يؤشر على أن المنطقة أمام وضع غير مسبوق. قد يدخل الصراع في مرحلة لا يمكن التكهن بتداعياتها، ويذكي تصاعد خطاب استئصالي ممنهج مريع”.

 

Exit mobile version