إسرائيل تقسم غزة؟


علامات استفهام عدة بشأن وحدة أراضي غزة، بعد صور أقمار صناعية تكشف عن بؤرتين استيطانيتين يبنيهما الجيش الإسرائيلي في قلب القطاع.

وتظهر الصور المتداولة أعمال بناء واسعة النطاق في بؤرتين استيطانيتين يبنيهما الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، على طريق استراتيجي يقسم قطاع غزة إلى قسمين.

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تقرير إن الجيش يعتبر إقامة هذه المواقع الأمامية في ممر نتساريم إنجازا طويل الأجل، ويعتبر الممر بأكمله خطوة تهدف إلى البقاء.

بناء البؤرتين

وتكشف الصحيفة أن بناء البؤرتين يتم على طول طريق نتساريم، الذي يخترق قطاع غزة، بهدف تمكين الجيش الإسرائيلي من مراقبة حركة الفلسطينيين من الجنوب إلى الشمال، وتنفيذ عمليات في أجزاء مختلفة من قطاع غزة.

وتقع البؤرتان عند تقاطع طريق نتساريم مع طريقين رئيسيين، فر عبرهما مئات الآلاف من الفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب في قطاع غزة في المراحل الأولى من الحرب، إذ توجد إحداهما عند تقاطع طريق نتساريم مع طريق صلاح الدين، والأخرى عند تقاطع الطريق مع الطريق الساحلي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه يمكن التعرف على مظهر الطريق في صور الأقمار الصناعية من أوقات مختلفة من الحرب، وقد تم التقاط الصور من قبل شركة الأقمار الصناعية الخاصة Planet Labs، وهي تظهر أن الطريق تم تعبيده كاستمرار لطريق موجود، ثم تم تطهير منطقة أرضية استعدادا للبؤر الاستيطانية، وتم نقل الجيش المعدات إلى الموقع لاحقا.

وأشارت صحيفة هآرتس إلى أنها حصلت على صور الأقمار الصناعية، التي التقطت يوم الثلاثاء الماضي، 16 أبريل نيسان، والتي تظهر كثيرا من النشاط في البؤرتين الاستيطانيتين.

وقالت إن هذا النشاط ينسجم مع لقطات من الميدان، صورها جنود على ما يبدو، والتي تم نشرها على الشبكات الاجتماعية، وبهذه الطريقة، يمكنك التعرف على ما يحدث في البؤرتين الاستيطانيتين وأيضا رؤية ما يجري على الأرض.

وأضافت أنه على سبيل المثال، تظهر الصور تركيب مرافق معيشة مكيفة للجنود وبنية تحتية للكهرباء هناك، ويبدو أن المرافق السكنية جلبت بكاملها على شاحنات ووضعت في بؤر استيطانية. وبجوارها توجد أماكن استحمام ومراحيض.

وفقا للوثائق، تم طلاء حاجز إسمنتي في بؤرة استيطانية مجاورة للطريق الساحلي مع عبارة “مرحبا بكم في قاعدة نتساريم”، مشيرة إلى أنه بالإضافة إلى ذلك. أقيمت صواري عملاقة في كل من البؤرتين الاستيطانيتين.

وفي إحدى الصور، يظهر جندي يقف بجانب أحد الصواري يلوح بعلم شركة اتصالات. تدعي أنها متخصصة في البنية التحتية للاتصالات وحلول الاتصالات التكتيكية، والتي تواصلت صحيفة هآرتس معها. إلا أنها اختارت عدم التعليق على الأمر.

نتساريم والمفاوضات

ولفتت الصحيفة إلى أن السيطرة على ممر نتساريم تقع في صلب المفاوضات مع حماس، التي تطالب الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من قطاع غزة. وهذا يعني أيضا رفع السيطرة عن ممر نتساريم والطريق والبؤر الاستيطانية التي يجري بناؤها هناك.

واستدركت قائلة: “مع ذلك، يعتبر الجيش بناء المنطقة والاستيلاء عليها في منطقة ممر نتساريم إنجازا، كان من المفترض أن يحدث منذ فترة طويلة. كما يقول إن احتلال المنطقة والتمسك بها أكثر الأمور التي تزعج حماس“.

ولفتت إلى أنه على مقربة من الموقعين الأماميين. تظهر صور الأقمار الصناعية ما يبدو أنها أنظمة عبور تقع على طرق المرور نفسها، أي صلاح الدين والطريق الساحلي.

وقالت إن الجيش الإسرائيلي يرفض تقديم تفاصيل عن هذا الجزء من المنشورات. وقد توجهت صحيفة هآرتس إلى مكتب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، للاستفسار عما إذا كان هذا نظاما لإدارة وفحص حركة سكان غزة. ولكن لم يتم تقديم أي رد.

وكجزء من المفاوضات غير المباشرة، تطالب حماس بالسماح لمئات الآلاف من سكان غزة النازحين جنوبا بالعودة إلى ديارهم في شمال غزة.

وكانت تل أخلت وفككت جميع مستوطناتها في قطاع غزة عند الانسحاب الأحادي من داخله عام 2005.

Exit mobile version