إسرائيل تسعى لتشويه سمعة الأمم المتحدة


أكد تقرير لصحيفة “لوموند” الفرنسية أن إسرائيل تسعى لتشويه سمعة الأمم المتحدة، من خلال جهود يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأشار التقرير إلى أن نتنياهو، الذي شغل موقع سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة من عام 1984 إلى عام 1988، يقوم بتصعيد حملته الطويلة الأمد لتشويه سمعة المؤسسة الأممية إلى مستوى غير مسبوق من العدوان.

وقال إنه على الرغم من كون إسرائيل دولة تم إنشاؤها بقرار من الأمم المتحدة في عام 1948، فإنها تنازع باستمرار على أولوية المنظمة الدولية.

ورأى البروفيسور الفرنسي جان بيير فيليو في مدونته بصحيفة “لوموند” الفرنسية أنه من المفارقة أن تستمر إسرائيل التي أُنشئت بقرار من الأمم المتحدة، في تحدي سيادة هذه المؤسسة منذ تأسيسها عام 1948، مذكرا بأن تاريخ العلاقات بين الطرفين تخللته أزمات عديدة، وتميز باستفزاز لا مثيل له.

وقالت الصحيفة، إن التاريخ المعقد لعلاقة إسرائيل مع الأمم المتحدة شهد أزمات عديدة، لكن الحادث الاستفزازي الأخير الذي ارتكبه السفير الإسرائيلي جلعاد إردان، كان بمثابة مستوى جديد من العداء، مشيرة إلى أنه في 30 تشرين الأول الماضي في نيويورك، ارتدى إردان، وهو وزير سابق من حزب الليكود ومؤيد مخلص لرئيس الوزراء نتنياهو، النجمة الصفراء التي استخدمها النازيون لوصم اليهود باعتبارها “رمزا للفخر”، ردًّا على انتقادات الأمم المتحدة للحملة الإسرائيلية في غزة.

جلعاد إردان بالنجمة الصفراءأ ف ب

وأوضحت الصحيفة أن هذا الاتهام المبطن بمعاداة السامية يعد جزءًا من تصعيد لفظي ضد الأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريش.

وفي موقف عدائي مباشر، أشارت الصحيفة إلى أنه في 6 كانون الأول/ديسمبر، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين غوتيريش بأنه “خطر على السلام العالمي” و”مؤيد لمنظمة حماس الإرهابية”.

وذكرت الصحيفة أن الغارات الجوية الإسرائيلية في غزة كانت قد أودت بالفعل بحياة 134 موظفًا محليًّا تابعًا للأمم المتحدة بحلول 15 كانون الأول، في حصيلة غير مسبوقة.

ومن المفارقات، وفقا للتقرير، أن الأمم المتحدة لعبت دوراً محوريًّا في إنشاء إسرائيل من خلال تبني خطة تقسيم فلسطين في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1947، حيث كانت هذه الخطة، التي قبلتها القيادة الصهيونية، قد قسمت الأراضي بين دولة يهودية ودولة عربية، مع استمرار الأمم المتحدة في إدارتها منطقة دولية في القدس، حيث رفض الجانب العربي الخطة؛ بحجة أن ثلث السكان اليهود حصلوا على 55% من الأرض.

وأشارت الصحيفة إلى أن اغتيال فولك برنادوت، الوسيط المعين من قبل الأمم المتحدة خلال الصراع العربي الإسرائيلي عام 1948، أدى إلى زيادة توتر العلاقات، حيث اقترح برنادوت حلًّا للصراع على أساس تدويل القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين، إلا أنه اغتيل في سبتمبر 1948 على يد جماعة إسرائيلية متطرفة.

 ودفعت الصدمة الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إصدار قرار في ديسمبر/كانون الأول 1948 بشأن “حق العودة” للاجئين الفلسطينيين، وهو مبدأ عارضته إسرائيل بشدة.

وبحسب الصحيفة، كثفت الولايات المتحدة، وهي حليف مهم لإسرائيل داخل الأمم المتحدة، دعمها بعد حرب الأيام الستة عام 1967، وبينما أكدت الأمم المتحدة على “عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالحرب”، أصرت الولايات المتحدة على إجراء مفاوضات مباشرة لانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة.

وأدى هذا التوجه، الذي تلخص في صيغة “الأرض مقابل السلام”، إلى إبرام معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر عام 1979، التي استبعدت الأمم المتحدة من عملية السلام.

 ومن عام 1989 إلى عام 2004، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لصالح إسرائيل، حيث استخدمت حق النقض 14 مرة من أصل 18 خلال هذه الفترة.

فيتو أمريكيرويترز

ولفتت لوموند إلى أن نتنياهو، الذي تم تعيينه سفيرًا لإسرائيل لدى الأمم المتحدة عام 1984. تميز بنهج عدواني. وهو ما كان نذيراً بمسيرته السياسية اللاحقة. عند عودته كرئيس للوزراء في ديسمبر 2022، حيث يواصل نتنياهو موقفه العدواني ضد الأمم المتحدة. ويسعى إلى إعفاء إسرائيل من المعايير القانونية الدولية باسم الضرورات الأمنية المحددة ذاتيا.

ووفقا للصحيفة، يمكن لنتنياهو أن يعتمد على الدعم الدبلوماسي الأمريكي المستمر. كما يتضح من قرارين فقط أصدرهما مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال الصراع .الذي دام شهرين ونصف الشهر. وكلاهما يتعلق بالقضايا الإنسانية بدلاً من الدعوة إلى وقف إطلاق النار.

وختمت “لوموند” تقريرها بالقول إنه كزعيم لإسرائيل. يظل نتنياهو حازمًا في تحدي الأمم المتحدة، ما يسلط الضوء على الصراع المعقد والدائم مع الهيئة الدولية.

Exit mobile version