سياسة

إخوان تونس التنظيم المنحشر في عين عاصفة


إخوان تونس، التنظيم المنحشر في عين عاصفة استبعدته من السلطة وحاصرته بملاحقات قضائية تطال قياداته، يحاول التموقع من جديد على طريقة فكره المتطرف، عبر اللجوء للعنف والإرهاب من أجل محاولة تأمين طريق للعودة.

والثلاثاء، فتح القضاء التونسي من جديد ملف الجهاز السري للإخوان، الذراع العسكري المتهم بالوقوف وراء الاغتيالات، بعد الاستماع إلى شهادات 41 نائبا تونسيا قدموا شكوى ضد المتورطين المحتملين.

والملف الذي جرى فتحه قضائيا في يناير/ كانون الثاني الماضي، غاب في صمت مريب بضغط من الإخوان وحلفائهم، قبل أن يطفو للسطح مرة أخرى قبل يومين.

والجهاز السري التابع لإخوان تونس متهم باغتيال المعارضين السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي عام 2013، والتجسس واختراق مؤسسات الدولة التونسية.

زر الإرهاب

لكن فتح هذا الملف لم يمر بسهولة بل رافقته محاولة إرهابية كانت تخطط لاستهداف مدينة سوسة، إحدى أبرز المدن الساحلية الشهيرة شرقي البلاد.

واليوم الخميس، أحبطت السلطات التونسية مخططا إرهابيا في محافظة سوسة الساحلية كان يستهدف إحدى الدوريات الأمنية.

وأوضحت الداخلية التونسية، في بيان، أن “التفجير كان سيتم عبر عبوة ناسفة يتم التحكم فيها عن بعد”، مشيرة إلى أنه “تم القبض على العنصر الرئيسي في العملية”.

وتابعت الوزارة أن “الإرهابي اعترف بتبنيه الفكر التكفيري ومبايعته تنظيم داعش الإرهابي”، كما أقر بنشاطه عبر أحد الأذرع الإعلامية التابعة لتنظيم داعش الإرهابي عبر شبكات التواصل المشفرة، وأنه “اطلع من خلالها على طرق صنع العبوات الناسفة والمتفجرة”.

واعترف الإرهابي أيضا بـ”التخطيط للعملية الإرهابية بحق قوات الشرطة عقب رصده الدورية الأمنية”، مشيرا إلى “سعيه كذلك إلى الحصول على سلاح ناري لاستعماله في العملية الإرهابية”.

ويأتي إحباط الهجوم الإرهابي قبل أقل من شهرين من الانتخابات التشريعية المقررة في 17 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وبعد فترة من الهدوء بعد تمكن الأجهزة الأمنية من تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية وقتل أو اعتقال عدد من قادتها.

كل ذلك يشكل السمة الأبرز لتطورات أمنية تعيش على وقعها تونس منذ إزاحة الإخوان من الحكم، حيث برزت تحركات مشبوهة للجماعات الإرهابية في البلاد بعد أشهر من الاستقرار الأمني والعسكري على خلفية النجاح في تضييق الخناق على المجموعات التي تمول الإرهاب وتخطط له.

إحباط مخططات إرهابية

مراقبون للمشهد السياسي التونسي يرون أن الإخوان يسعون لبث الفوضى في البلاد عن طريق القتل وسفك الدماء لمنع العودة إلى حالة الاستقرار الأمني خاصة بعد نجاح المنظومة الأمنية والعسكرية في صد كل المخططات الارهابية.

ففي تونس، نجحت القوات الأمنية والعسكرية التونسية مؤخرا، في الكشف على أسلحة والقضاء على إرهابيين وصدت مخططات خطيرة كانت تستهدف الأمن القومي.

وفي 12 أغسطس/ آب الماضي، اشتبكت قوات الجيش مع عناصر إرهابية في جبال القصرين (وسط غرب) وأسفرت العملية عن إصابة عسكريين اثنين بجروح طفيفة ووقوع جرحى في صفوف الإرهابيين، بحسب وزارة الدفاع الوطني.

ومؤخرا، أفاد المتحدث باسم الحرس (الدرك) الوطني حسام الدين الجبابلي، بأنّه تم في عملية استباقية بمدينة بنقردان من محافظة مدنين (جنوب شرقي)، حجز كمية هامة من الأسلحة الحربية والذخيرة.

وبعد يوم من كشف هذه الأسلحة، أعلنت وزارتي الدفاع والداخلية التونسيتين، القضاء على ثلاثة إرهابين خلال عملية في منطقة القصرين.

سوسة مجددا

يرى الخبير الأمني خالد الحلواني، أن وزارتي الداخلية والدفاع تعملان بطريقة جدية وحازمة لمحاربة الإرهاب في تونس بعد وضع خطة عمل لمكافحة الإرهاب والتوقي منه.

وقال الحلواني إنه بعد إزاحة تنظيم الإخوان من الحكم في تونس، كان من المتوقع أن يقوم الإرهابيون برد فعل.

وأوضح أنه “لا يجب أن ننسى أن النهضة (الإخوانية) هي من قامت بتجنيد الشباب التونسي بالسجون وفي الجوامع (المساجد) وفي الجمعيات المشبوهة وتحويلهم لإرهابيين في إطار مخطط إخواني كبير”.

وتابع أن” النهضة كانت توفر الدعم المالي والقانوني واللوجستي للإرهابيين وهي من تحرضهم على التحرك رغم اليقظة الكبرى لقوات الأمن”.

وأكد أن الإرهاب في تونس لا يختار توقيت صدفة، بل له عقل سياسي وفيه نوع من الرمزيات في تواريخه و في طريقة اختيار مكان تنفيذ العملية.

ولفت إلى أن إحباط هذا الهجوم الإرهابي يأتي قبل أقل من شهرين من إجراء الانتخابات التشريعية، والتي لا يريد إخوان تونس أن تنتظم لأنها ستعصف بما تبقى من أحلامهم خاصة وأنهم يحلمون بعودة برلمانهم السابق.

وأشار إلى أن التخطيط لتنفيذ عمل إرهابي في مدينة سوسة الساحلية مرة أخرى، محاولة للتذكير بالهجوم الدموي الذي تعرض له السياح في 2015 والذي دمر قطاع السياحة في تونس ومثل ضربة قاصمة للاقتصاد التونسي.

قلب موازين الحكم

في تصريحات إعلامية أدلى بها اليوم، قال جوهر بن مبارك، المتحدث باسم جبهة الخلاص الإخوانية، إن مسار الانتخابات يجب أن يتم دون أن يكون رئيس الجمهورية قيس سعيد جزءا منه.

ولفت إلى أن “المعارضة (الإخوان) بصدد التحضير لقلب الموزاين السياسية في تونس لتفعيل مشروعها”.

وزعم أن “الوصول إلى مثل هذه الانتخابات الحرة والنزيهة والشفافة يتطلب سلسلة من التحضيرات والاجراءت.. أولها الخروج من حالة الاستثناء، ثم اختيار شخصية وطنية وتكوين حكومة انقاذ وطني بصلاحيات محدودة ومحددة وأهمها اعداد البلاد للعملية الانتخابية التي لن يتجاوز تنظيمها السنة من بدأ عمل حكومة الإنقاذ”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى