أيادي الإخوان تسرق معشوق التونسيين
شهدت المخابز في تونس نقصا في التزود بمادة الدقيق. ما أدى إلى فقدان أنواع كثيرة من الخبز، وتكدس طوابير طويلة أمام الأفران التي أغلق بعضها أبوابه.
محاولة يائسة يجزم مراقبون أنها من صنع حركة النهضة الإخوانية (التابعة لجماعة الإخوان التي تُصنف إرهابية في عدة دول) التي تعيش أسوأ أيامها. في ظل التوقيفات والأحكام القضائية التي تلاحق قياداتها، بتهم تتراوح ما بين الإرهاب والفساد.
وقد بلغت أزمة نقص الخبز في تونس مستوى قياسيا، خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن أغلق نحو 1500 مخبز أبوابها في عدة مناطق. إثر عدم توافر المواد الأساسية لصناعة الخبز المدعم (الذي يسميه التونسيون الباغيت).
وتعقيبا على ذلك، ألمح الرئيس التونسي قيس سعيد في خطاب له، الإثنين، إلى تورط الإخوان في هذه الأزمة.
وقال سعيد: “هناك أطراف تعمل من داخل الإدارة التونسية لصالح أطراف تسعى لتأجيج الأوضاع الاجتماعية في البلاد”
مضيفا “في كل مرة يظهر فيها نقص في المواد الأساسية، فإن الأهداف السياسية وراء ذلك معروفة”.
وأردف: “على كل المسؤولين في الإدارة أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة.. لا يمكن القبول بأي مسؤول يعمل لأطراف أخرى.. أعرفهم بالأسماء ولن نسكت على تجويع الشعب التونسي”.
وأشار الرئيس التونسي إلى “وجود ترتيب معين من طرف من يعيشون في الظل ويرغبون في التحكم”، مبينا أن هذه الجهات عادت من جديد لتأجيج الأوضاع الاجتماعية، “لأن لا هدف لها سوى تجويع المواطن”.
وتابع “تسللوا إلى الإدارة كالسرطان في كل مكان. وهذه الخلايا لا بد من القضاء عليها ولا بد من تطهير الإدارة ممن يريدون العبث بقوت الشعب والتنكيل به”.
إرباك الدولة
ويرى مراقبون أن وجوه الإخوان ما زالت تخترق الدولة من الداخل. داعين إلى التطهير الجذري ومراجعة التعيينات والانتدابات التي جرت خلال السنوات العشر الماضية.
نجيب البرهومي المحلل السياسي التونسي، اعتبر أنه بالرغم من سجن وجوه الإخوان البارزة فإن أذرعهم ما زالت متغلغلة داخل مفاصل الدولة.
وفي حديث مع “العين الإخبارية”، قال البرهومي إن “إرباك الدولة هو خطة إخوانية لإضعاف مسار 25 يوليو الذي توخاه قيس سعيد بعد إزاحتهم من الحكم”.
وأكد أن الجميع يعلم علاقة التونسي بالخبز باعتباره مادة أساسية ترافق جميع الأكلات، إضافة إلى رمزيته في تاريخ تونس الحديث.
وأوضح أن تونس شهدت سابقاً “أحداث الخبز”، نتيجة عدم توافر المواد الغذائية في الأسواق ورفع أسعارها، “وهو الأمر الذي تسعى بعض القوى السياسية من الإخوان وحلفائهم. الذين ما زالوا طلقاء، إلى تكراره في الوقت الراهن لتنفيذ أجندة سياسية تتعلق بعودتها للمشهد السياسي”.
وأحداث الخبز، تعود لأواخر شهر ديسمبر/كانون الأول 1983 وأوائل يناير 1984. حيث انطلقت شرارتها الأولى في مدينة دوز التابعة لولاية قبلي وصولا إلى العاصمة.
وشهدت تلك الأحداث مظاهرات أسفرت عن مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن فيما بينها. وأدت إلى سقوط عشرات القتلى، إضافة إلى عدد كبير من المعتقلين بينهم طلبة وتلاميذ.
لكن خطاب الدقائق القليلة للرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة أحال تلك الاحتجاجات إلى فرحة عارمة عمت مختلف المدن التونسية بعد تخفيض أسعار الخبز.
وتشمل المواد التي تشهد نقصاً في السوق التونسية منذ بضعة أسابيع، الخبز والطحين ومواد العجين وزيت الطبخ المدعم والأرز والسكر والقهوة.