أولوية لماكرون في زيارته لقطر.. إطلاق سراح الرهائن الفرنسيين لدى حماس
يتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى قطر السبت بعد مشاركته في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب28) في دبي، للقاء الأمير تميم بن حمد آل ثاني الذي يؤدي دورا رئيسيا في الهدنة وصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، ومن بينهم فرنسيون لم يفرج عن أحد منهم.
وعلى هامش “كوب28” الذي ينظم في الإمارات إلى حيث سيتوجه الرئيس الفرنسي الخميس، يعقد ماكرون اجتماعات مع عدد من قادة المنطقة لمناقشة الصراع في الشرق الأوسط، ومن بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ.
ويؤكد الرئيس الفرنسي الإصرار على إطلاق سراح جميع الرهائن فيما لا يزال هناك خمسة فرنسيين يعتبرون رهائن أو مفقودين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وتمديد الهدنة التي تم التوصل إليها في قطاع غزة بغية تحقيق وقف إطلاق نار لمدة أطول. كذلك يأمل في أن يناقش مع محاوريه ضرورة العمل لإعادة حل الدولتين إلى المسار الصحيح.
وأعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، الأحد الماضي، أمل باريس باستمرار الهدنة في قطاع غزة حتى يتم الإفراج عن “جميع الرهائن”، وذلك مع إفراج حماس عن 58 شخصا خلال الهدنة دون أي فرنسي بينهم.
ويقول متابعون أن الهدف الأساسي من زيارة ماكرون إلى الدوحة هو بحث تحرير الرهائن الفرنسيين لدى حماس، وقد أعلنت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية مساء الثلاثاء، أن العاصمة القطرية الدوحة تشهد مباحثات لإبرام اتفاق جديد لـ”هدنة طويلة المدى”، يشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة بما في ذلك الجنود وإطلاق تل أبيب سراح أسرى فلسطينيين “أدينوا” بقتل إسرائيليين.
وبحسب الهيئة، أعربت حركة حماس عن موافقتها على الخطوط العريضة للاتفاق الجديد، لكنها قالت إنها تريد “وقف إطلاق نار كامل”، وهو ما ترفضه إسرائيل حتى اللحظة بينما لم تعلق الحركة رسميا على الأمر.
وفي وقت سابق، شددت الخارجية الفرنسية في بيان على أن باريس “تعمل للإفراج عن الرهائن الفرنسيين في إطار الاتفاق الذي يجري تنفيذه حاليا”، مضيفة أن الإفراج عن “جميع مواطنينا أولوية مطلقة بالنسبة لفرنسا ونعمل بلا كلل من أجل تأمينه”.
كما رحبت الخارجية بـ”جهود الوساطة التي تبذلها قطر ومصر والولايات المتحدة، وكذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي مكنت من التوصل إلى هذا الاتفاق”.
ورحب ماكرون بإطلاق سراح رهائن لدى حركة حماس في غزة الجمعة الماضية، مؤكدا لعائلات الرهائن الفرنسيين “تصميمه” على تأمين إطلاق سراحهم. ولم تشمل الدفعة الأولى من الرهائن المفرج عنهم من طرف حماس. وقال عبر منصة إكس، “أرحب بالإفراج عن مجموعة أولى من الرهائن. أفكر خصوصا في الرهائن الفرنسيين وعائلاتهم. يمكنهم الاعتماد على تصميمنا”. وأضاف “نعمل جنبا إلى جنب مع الوسطاء من أجل تأمين تحريرهم جميعا”.
وفي العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني، حضّ ماكرون إسرائيل على وقف القصف الذي يقتل مدنيين في غزة. وقال خلال مقابلة مع “بي.بي.سي”: “نحن نشاطر (إسرائيل) وجعها، ونشاركها رغبتها في التخلص من الإرهاب”، لكن “في الواقع، اليوم ثمة مدنيون يُقصفون هؤلاء الأطفال، هؤلاء النساء، هؤلاء الكبار في السن، يتعرضون للقصف والقتل، ولا يوجد أي مبرّر ولا أي شرعية لذلك. لذا نحضّ إسرائيل على التوقف”.
وردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو حينها على تصريحات ماكرون، مشدداً على أن “مسؤولية أي ضرر يلحق بالمدنيين تقع على عاتق حماس“، التي بدأت الحرب وتستخدم المدنيين “دروعاً بشرية”، على حدّ زعمه.
وكان ماكرون قد زار إسرائيل في 24 أكتوبر/ تشرين الأول، واقترح من هناك توسيع “التحالف الدولي ضد داعش” ليشمل قتال حركة حماس.