سياسة

أوروبا تتحرك لتعزيز أمنها.. هل اقتربت من الاستقلال عن المظلة الأمريكية؟


تتحسب أوروبا لغياب مظلة الدفاع الأمريكية عن القارة العجوز، في ظل سياسات جديدة يتبناها الرئيس دونالد ترامب، لتسيير العلاقات عبر الأطلسي.

وفي هذا الإطار، يُعقد اجتماع عبر تقنية الفيديو الإثنين يشارك فيه اثنا عشر وزير دفاع أوروبيا.

ويهدف الاجتماع إلى “تحديد رد منسق على الهجوم الدبلوماسي الأمريكي الروسي بشأن الملف الأوكراني وتعزيز أمن القارة”، على ما ذكرت وزارة الجيوش الفرنسية اليوم الأحد.

ووفقا لـ “فرانس برنس”، فإن الاجتماع يعقد بمبادرة من إستونيا وفرنسا، وسيضم أيضا وزراء دفاع ليتوانيا ولاتفيا والنرويج وفنلندا والسويد والدنمارك وهولندا وألمانيا وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة.

وفي هذه المناسبة سيكون الوزير الفرنسي سيباستيان لوكورنو في تالين إلى جانب نظيره الإستوني هانو بيفكور بعد مشاركتهما في الاحتفال بالعيد الوطني الإستوني.

وينتشر نحو 350 جنديا فرنسيا في إستونيا ضمن كتيبة متعددة الجنسيات تابعة لحلف شمال الأطلسي.

استجابة مشتركة

واجتماع وزراء الدفاع الذي يعقد بعد مرور ثلاث سنوات على الحرب الأوكرانية، يأتي على خلفية التطورات الدبلوماسية التي أثارها إعلان الإدارة الأمريكية عن مفاوضات ثنائية بين واشنطن وموسكو لإنهاء الحرب.

وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نظم الأسبوع الماضي اجتماعا مع عدد من قادة الاتحاد الأوروبي في باريس في مسعى لتحديد استجابة مشتركة.

وأعربت الدول المجتمعة عن الحاجة إلى “اتفاق سلام دائم قائم على ضمانات أمنية” لكييف، وعن “استعدادها” “لزيادة استثماراتها” في الدفاع، وفق ما ذكرت مصادر فرنسية.

لكن عدة دول عبرت عن تحفظاتها بشأن احتمال نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، في حال التوصل إلى اتفاق ينهي الأعمال العدائية.

أزمة وجودية

وتواجه أوروبا وحلف “الناتو” أزمة وجودية في ظل سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ففي الأيام الأخيرة، أرسلت واشنطن إشارات واضحة إلى أوروبا بأنها لم تعد قادرة على الاعتماد على الولايات المتحدة لحمايتها دائما، خاصة مع سعي إدارة ترامب إلى تحسين العلاقات مع موسكو.

وفي هذا السياق، أشارت مجلة “فورين بوليسي” إلى أن ترامب قد يتحرك لسحب القوات الأمريكية من دول في جميع أنحاء القارة، وهو احتمال لفت إليه وزير دفاعه بيت هيغسيث.

وخلال ولايته الأولى، طرح ترامب فكرة انسحاب الولايات المتحدة من الناتو، وهو الاقتراح الذي لا يزال مصدر قلق في أوروبا اليوم، على الرغم من التساؤلات حول ما إذا كان بإمكانه القيام بذلك قانونيًا دون إشراك الكونغرس.

وفقا لإحصاءات البنتاغون، يتمركز حوالي 100 ألف جندي أمريكي في جميع أنحاء أوروبا، مع وجود الجزء الأكبر (حوالي 35 ألف جندي) في ألمانيا.

ويقول الخبراء إنه إذا سحبت الولايات المتحدة هذه القوات فجأة، فإن أوروبا ستكافح للدفاع عن نفسها في حالة وقوع هجوم.

 

 

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى