أمال السودان تتبخر أمام الأسبوع السادس من القصف
مع دخول الصراع في الأسبوع السادس من أزمة إنسانية غير مسبوقة تبخرت الآمال المعقودة على تراجع حدة الاشتباكات في السودان.
ويبدو الحديث عن عمق المأساة الإنسانية دليلا على تردٍ غير مشهود في البلد العربي الأفريقي بالنسبة لبلد عاش لسنوات في ظل أزمات أمنية وحروب أهلية وضغوط اقتصادية.
وصرحت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور: “من الصعب وصف حجم المعاناة التي تحدث الآن في السودان”.
وكشفت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في وقت متأخر أمس الجمعة عن تقديم ما تزيد قيمته على مئة مليون دولار للسودان والدول التي تستقبل السودانيين الفارين. بما في ذلك مساعدات غذائية وطبية ضرورية للغاية.
وعلى شفا الكارثة الإنسانية تواصلت الضربات الجوية على ضواحي العاصمة السودانية الخرطوم الليلة الماضية. وصباح اليوم السبت مع دخول الصراع الذي أدى إلى محاصرة المدنيين بأزمة إنسانية ونزوح أكثر من مليون شخص أسبوعه السادس.
وأدى القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى انهيار القانون والنظام مع تفشي أعمال النهب التي يتبادل الطرفان اللوم بشأنها. وتتناقص مخزونات المواد الغذائية والنقدية والاحتياجات الضرورية سريعا.
وعقدت آمال على القمة العربية التي اختتمت أمس أعمالها في مدينة جدة السعودية من أجل دفع الطرفين المتصارعين للتهدئة والوصول إلى مائدة مفاوضات. لكن القصف اليوم بدد أي أمل بشأن نهاية قريبة.
وتستضيف جدة مباحثات بين طرفي الأزمة لكنها تدور حول توفير ممرات إنسانية لتقديم مساعدات للسكان العالقين. ولا مؤشرات على الأرض في أن التزام الطرفين بالاتفاق يسير على النحو الأمثل.
وتحدث شهود عن ضربات جوية في جنوب أم درمان وشمال بحري، وهما مدينتان مقابلتان للخرطوم على الضفة الأخرى من نهر النيل.
وقال شهود إن بعض الضربات وقعت بالقرب من هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني في أم درمان.
مشاهد تكرر أحداث الأسبوع الأول من الصراع في السودان، ما يشير إلى أن الأزمة ربما لن تجد طريقها لحل قريب، خاصة في ضوء قرار رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان عزل خصمه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو من منصب نائب رئيس المجلس.
ولا يزال الجنرالان يعتقدان أنه من الممكن تحقيق حسم عسكري.
وبدت المشاهد أقل صخبا في العاصمة الخرطوم حيث قال شهود في المدينة إن الوضع هادئ نسبيا رغم سماع طلقات نارية متفرقة.
وأدى الصراع الذي اندلع في 15 أبريل إلى نزوح ما يقرب من 1.1 مليون داخليا أو فرارهم إلى بلدان مجاورة. وقالت منظمة الصحة العالمية إنه أسفر عن سقوط نحو 705 قتلى و5287 جريحا على الأقل.
ولم تكن المحادثات التي جرت برعاية الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في جدة مثمرة، وتبادل طرفا الصراع اتهامات انتهاك العديد من اتفاقات وقف إطلاق النار.
وقالت سناء حسن (33 عاما) التي تعيش في حي الصالحية بأم درمان لرويترز عبر الهاتف “تعرضنا لقصف عنيف بالمدفعية في الصالحية في جنوب أم درمان فجر اليوم كل البيت كان يهتز كان شيئا مرعبا كل أفراد الأسرة كانوا مستلقين تحت السرير، ما يحدث كابوس”.
وتتمركز قوات الدعم السريع في أحياء سكنية، ما يعرضها لضربات جوية شبه مستمرة من قوات الجيش.
واندلع قتال بري مجددا في الأيام الماضية في مدينتي نيالا وزالنجي في ولاية دارفور.
وتبادل طرفا الصراع الاتهامات في بيانات صادرة أمس الجمعة بشأن اندلاع القتال في نيالا، وهي واحدة من أكبر مدن البلاد ساد الهدوء النسبي فيها لأسابيع بفضل هدنة بوساطة محلية.
وقال ناشط محلي لرويترز إن اشتباكات متفرقة بالنيران وقعت بالقرب من السوق الرئيسية بالمدينة بالقرب من مقر قيادة الجيش صباح اليوم السبت. وقال نشطاء إن ما يقرب من 30 شخصا لقوا حتفهم في اليومين السابقين من القتال.
واندلع الصراع في الخرطوم بعد خلافات تتعلق بخطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وتسلسل القيادة في المستقبل بموجب اتفاق مدعوم دوليا لانتقال السودان إلى الديمقراطية بعد عقود من الحكم الاستبدادي حافلة بالصراعات.