أكثر من مجرد رجيم.. الماكروبيوتيك فلسفة غذائية شاملة من الشرق البعيد

لا تُعد حمية “الماكروبيوتيك” مجرد نظام غذائي بل فلسفة حياة مستوحاة من التقاليد الشرقية، جذبت اهتمام المشاهير مثل مادونا وجوينيث بالترو.
وتعتمد هذه الحمية على تناول أطعمة طبيعية، غير مصنعة ومحلية، تركّز على الحبوب الكاملة والخضراوات الموسمية، وتُعد وسيلة لتنقية الجسم من السموم وتعزيز التوازن الجسدي والنفسي.
ويشجع هذا النمط الغذائي على استهلاك الشوربات النباتية والمأكولات العضوية الطازجة، بينما يتيح لبعض المتبعين إدخال كميات صغيرة من البروتين الحيواني النظيف.
وتفضّل مادونا مثلاً مزيجاً من الخضراوات الورقية والجذرية، والبقوليات، والمكسرات؛ ما يمنحها تنوعاً غذائياً دون الإخلال بمبادئ الحمية.
وترى جوينيث بالترو في نظام الماكروبيوتيك أكثر من مجرد أسلوب غذائي، بل أسلوب حياة قائم على الانسجام مع الطبيعة والإصغاء لحاجات الجسد.
وتشير في مقابلاتها وفقا لصحيفة “ميرور”، إلى أن مفتاح الصحة يكمن في تناول الأطعمة الموسمية بأبسط أشكالها، بعيداً عن الإضافات والمعالجات الصناعية.
ويُعزى الفضل في تطوير هذا النهج إلى الفيلسوف الياباني جورج أوشاوا، الذي زعم أن الماكروبيوتيك لا يقتصر على تعزيز الصحة العامة فحسب، بل يمكنه أيضاً التصدي لأمراض خطيرة كالسرطان.
ومع أن المجتمع العلمي يتحفظ على هذه الادعاءات، إذ لا توجد أدلة حاسمة على قدرة الحمية في علاج الأمراض المزمنة، إلا أن المتبعين لها غالباً ما يسجلون فوائد ملحوظة، مثل تحسّن مؤشرات الصحة العامة، وانخفاض الكوليسترول؛ ما يسهم في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.
ورغم الفوائد الصحية التي يرتبط بها نظام الماكروبيوتيك، إلا أن الالتزام به لا يخلو من تحديات واضحة.
فالتقييد الصارم في خيارات الطعام، خصوصاً في النسخ النباتية المتشددة، قد يؤدي إلى نقص في عناصر غذائية أساسية مثل الحديد، الكالسيوم، وفيتامين B12.
كما أن الاعتماد على المنتجات العضوية المرتفعة التكلفة يجعل الالتزام بالنظام صعباً بالنسبة للكثيرين.
وتُظهر تجارب عدد من المتبعين أن التوازن هو العامل الأهم، فالنسخ المتطرفة التي تعتمد فقط على الحبوب والماء يمكن أن تؤدي إلى سوء تغذية حاد.
لذلك، يُوصي الخبراء دائماً بالحصول على استشارة طبية قبل إجراء تغييرات جذرية في النظام الغذائي، مشددين على أن الصحة لا تعني الحرمان، بل تعتمد على تنوع غذائي متوازن.