سياسة

أردوغان يوجه خطابا عدائي ضد أوروبا… التفاصيل


قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الخميس الماضي باستقبال، وفد كبير من اتحاد الديمقراطيين الدوليين التركي، منظمة حزبه الحاكم في أوروبا، في القصر الرئاسي في أنقرة.

وطالب أعضاء حزبه المقيمين في أوروبا بالتنظيم وإيجاد آليات من شأنها التأثير على السياسة في البلدان التي يعيشون فيها.

خطاب عدائي ضد أوروبا

ووفق مانقلت “نورديك مونيتور”، تحدث أردوغان عن الدول الأوروبية باعتبارها جزءًا من الإمبراطورية العثمانية البائدة.

كما دعى أنصاره وأعضاء حزبه المقيمين في هذه الدول الأوروبية للتوحد ضد سلطات هذه البلدان، والتأثير عليها.

وقال أردوغان لأنصاره الذين رددوا هتافات خلال خطابه “اليوم، بعيدًا عن روابطنا التاريخية والاجتماعية، نشكل جزءًا لا يتجزأ من القارة الأوروبية مع منطقة تراقيا”.

ووصف أولئك من زعم أنهم يحاولون إقصاء تركيا من أوروبا بأنهم حاقدون، ودعا أنصاره إلى المشاركة بنشاط، وأن يكون لهم رأي في الأنشطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في أماكن إقامتهم.

تخوين للمعارضة التركية في البرلمان

وقال أردوغان، مستهدفًا السياسيين الأتراك والأكراد والعلويين الذين يعيشون في أوروبا والمعارضين له: “عند النظر إلى الأشخاص الذين دخلوا البرلمانات المحلية والوطنية في الانتخابات في أوروبا، نرى أنه على الرغم من أن أسماءهم من أصول تركية وإسلامية، لسوء الحظ، معظمهم من الأشخاص الذين فقدوا روابطهم الصادقة مع الأمة التركية“.

وبحسب التقارير، فإنه ليس من الصعب أن نفهم أن أردوغان كان يقصد وزير الزراعة الألماني جيم أوزدمير، حيث التقى أوزدمير مع أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول ومنافس محتمل لأردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والذي كان في ألمانيا الأسبوع الماضي لحضور مؤتمر ميونيخ للأمن. وعبرت دوائر الحزب الحاكم عن عدم ارتياحها للاجتماع.

اتهامات للغرب

وقد اتهم أردوغان أوروبا بالعجز عن منع تصاعد العنصرية، وادعى أن هذه العنصرية تستهدف في المقام الأول الأتراك الذين يعيشون في أوروبا.

كما اتهم أردوغان بشكل غير مباشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالمشاركة في جهود لإبعاد جميع المسلمين عن دينهم من خلال مبادرات مثل الإسلام الأوروبي.

بيان تركي للتشويه

وتشن تركيا حملة واسعة ضد الرئيس الفرنسي الذي يتصدى حاليًا لتحركات الإخوان والجماعات التركية المتطرفة في بلاده. 

وفي أكتوبر الماضي، أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانًا انتقد فيه ماكرون، الذي أعلن عن مشروع قانون لإنشاء “إسلام التنوير”، مضيفة أنه “لا ينبغي لأحد أن يحاول تعريض ديننا المقدس، الذي يعني “السلام”، للخطأ والتشويه. مقاربات تحت ذريعة “التنوير”.

الاعتقاد بأنهم يستطيعون تأديب مجتمعات المهاجرين من خلال إدخال مفاهيم مثل “الإسلام الأوروبي” و “الإسلام الفرنسي” بحجة “تنوير” دين الإسلام يعني التصرف في الاتجاه المعاكس للاعتبارات الإنسانية والقانونية”.

اتحاد ضد الغرب

ومن المثير للاهتمام، بعد اجتماع اتحاد الجماعات الإسلامية الموالي لأردوغان، تحدث أردوغان عبر الهاتف مع ماكرون، حيث ناقش التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.

وأوضح أردوغان أن خصوم حكومته، الذين يصفهم بأنهم أعضاء في المنظمات الإرهابية، أكثر فاعلية في تشكيل الرأي العام في أوروبا من مؤيديه، وقال: “بصراحة، هذا خطؤنا”.

أراد أردوغان أن يتحد أعضاء الاتحاد التركي في مكافحة الإسلاموفوبيا، وحثهم على مساعدة المسلمين الآخرين غير الأتراك، لحشد أعداد أكبر وزرع كراهية الغرب في نفوسهم. 

كما أخبر أردوغان أعضاء الاتحاد أنه إذا كانوا متحدين، فلا يمكن لدولة أو حزب أو منظمة في أوروبا فرض أي شيء عليهم، مضيفًا أنهم سيصبحون مجتمعًا لا يمكن تجاهله. ويجتمع أردوغان بشكل متكرر مع وفود الاتحاد ويعطيهم تعليمات مختلفة.

أردوغان: “هاجموهم” 

أوعز أردوغان في أكتوبر الماضي إلى أعضاء الاتحاد الدولي للديمقراطية (UID) بأن يكونوا أكثر نشاطا، وقال لهم: “لا تدافعوا. بل اهجموا، اشرحوا قضيتنا!” واعدًا بأن مؤسسات الدولة التركية ستوفر لهم المزيد من المساعدة.

وحث أنصاره على العمل الجاد لتأمين مناصب مهمة في حكومات البلدان المضيفة لهم، وتعهدهم بدعم الوكالات الحكومية التركية خلال ورشة عمل مع ممثلي الاتحاد في جنيف على هامش المنتدى العالمي للاجئين الذي عقد في الفترة من 16 إلى 18 ديسمبر 2019.

ذراع أردوغان في أوروبا

ويعتبر الاتحاد الدولي للديمقراطية هو الذراع الطويلة للرئيس أردوغان في أوروبا لتعبئة أتراك الشتات من أجل أهداف الإسلاميين السياسيين في تركيا. وتعمل الوكالات الحكومية التركية، ولاسيما وكالة التنمية والتعاون التركية، ورئاسة الأتراك في الخارج والمجتمعات ذات الصلة على تعبئة مواردها لدعم ذلك الاتحاد.

وبالإضافة إلى ذلك، تتمتع الجمعيات الدينية التي تمولها تركيا، بما في ذلك مؤسسة شباب تركيا (TÜGVA)، التي تديرها عائلة أردوغان، بعلاقات وثيقة مع الاتحاد. وفي الوثائق التي كشف عنها الصحفي متين جيهان في يناير 2022، تم الكشف عن عمليات لمؤسسة الشباب في الخارج باستخدام مرافق الدولة، ويعتقد أن المؤسسة متورطة في عمليات استخباراتية في الخارج.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى