سياسة

آخِر تطورات الأوضاع في السودان


هدوء حذر  يشعر به السودان خلال هذه الفترة عقب الإعلان عن هدنة مؤقتة، وذلك على الرغم من الخروقات البسيطة، إلا أن هدوء الحرب بين الفرقاء العسكريين جعل من أهل السودان يتنفسون الصعداء قليلاً بعد أيام من طلقات نارية كانت منتشرة في كل مكان. 

ومع الهدنة بدأ الشعب السوداني في النزول للشوارع بحذر، مع وجود أمن، حيث شعروا بحاجة إلى النزول لشراء الاحتياجات الأساسية. في ظل تفاقم المعاناة من نقص في الغذاء وندرة المياه للشرب، كما أن هدوء المعارك قابل للتصاعد مرة أخرى بعد انتهاء الهدنة المقررة لمدة 3 أيام. 

تفاقم المعاناة 

ومع غياب قوات الشرطة من الشوارع في السودان، شهدت حوادث النهب والسلب وترويع المدنيين في المنازل والأسواق، ويتطلب النزول إلى الأسواق المزيد من الحذر. 

وهناك من يستغل الوضع بشكل كبير، حيث يزدحم المواطنون بمحطات الحافلات يجولون بأنظارهم باحثين عن وسيلة نقل تنقذهم من جحيم المعارك وتحملهم إلى الجانب الآخر من الحرب. 

الهروب من جحيم السودان إلى مصر

الذهاب إلى مصر أو الحدود المصرية أصبح وكأنه طوق نجاة ولكن السائقين وشركات نقل المواطنين استغلت الأمر وقامت برفع سعر الرحلة من 8 دولارات إلى 300 دولار للفرد، وسط ازدحام علي الأوتوبيسات المنتقلة لمصر. 

ومع استمرار الاشتباكات المتركزة في العاصمة الخرطوم، لم يصدر عن الشرطة تعليق بشأن حوادث الانفلات الأمني، سوى بيانات عن إرسالها تعزيزات لتأمين أرواح وممتلكات المواطنين، كان آخرها قبل 3 أيام.

عاصمة الحرب 

من جانبه، ناشد حاكم ولاية الخرطوم عثمان أحمد حمزة المواطنين في كل أنحاء العاصمة ولجانهم وتكويناتهم المختلفة “رفع حسهم الأمني والمساهمة في تأمين أحيائهم وتفويت الفرصة لمن يستغلون الأوضاع الحالية في تنفيذ عمليات نهب وسلب”.

وأوضح حمزة أن “تلك المناشدات تأتي في ظل الظروف الحرجة التي تعيشها بلادنا وولاية الخرطوم بصفة خاصة وترتبت عليها مشاكل عديدة حالت دون تمكن أجهزة ولاية الخرطوم من القيام بمهامها على الوجه الأكمل وتزامن هذه الظروف مع عطلة عيد الفطر المبارك”.

الاحتياجات الأساسية

وتضاعف سوء الأوضاع ليطال المواد الغذائية، ويعاني المواطنون الأمرين في الحصول على الاحتياجات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصحة، ومع الهدوء فتحت المستشفيات أبوابها ولكن مع نقص الأدوية. 

وذكر تقرير هيئات الإغاثة العالمية، أن عدد السودانيين المفتقدين للأمن الغذائي  يقدر بحوالي  11.7 مليون إنسان، كما يحتاج 10 ملايين إلى الخدمات الصحية، وقرابة أربعة ملايين من الأطفال للحماية من إطلاق النيران.

معاناة السودانيين من الإهمال والمرض 

ويعاني السودانيون من الخوف والإهمال، حيث يخاف المرضى من النزول إلى المستشفيات التي تعانى من نقص في الأدوية والخدمات الطبية نتيجة الحرب بين الطرفين المتنازعين. 

ويؤكد المحلل السياسي السوداني، الدكتور أسامة أبو بكر، أن وقف إطلاق النار في السودان ما زال قائمًا، على الرغم من إطلاق نار وقصف ولكن بشكل أقل من المعتاد خلال الأيام الماضية.  

وأضاف أبو بكر في تصريحات أن الطرفين لم يلتزما بالهدنات السابقة، وأن الهدنة الحالية هي الأقرب لشكل وقف إطلاق النيران، ولكن وسط أنباء عن خروج عدد من قيادات نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير من السجن بعد اقتحام عناصر مسلحة له، انتشرت الشائعات بوجود عناصر إجرامية في الشوارع.

ومنذ بدء الهدنة طلب من السكان البقاء في داخل منازلهم، ولكن نقص إمدادات الغذاء والماء أجبر بعض الناس على الشرب من نهر النيل مباشرة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى