واشنطن تتدخل لتجنيب العراق ضربات إسرائيلية
عزا ائتلاف دولة القانون، الموالي لإيران، عدم شنّ إسرائيل ضربات على العراق إلى ضغوطات مارستها واشنطن على الدولة العبرية لمنعها من استهداف البلاد، فيما لا يستبعد مراقبون أن تستثمر بغداد علاقاتها الوثيقة مع الإدارة الأميركية لتجنيب البلد ردّا إسرائيليا محتملا على الهجمات التي نفذتها الميليشيات الموالية لإيران.
ونقل موقع “شفق نيوز” الكردي العراقي عن سعد المطلبي القيادي في الائتلاف أن “إسرائيل لم تنفذ إلى حد الآن أي غارات على الفصائل العراقية الموالية لطهران ردّا على ضرباتها التي استهدفت الأراضي الإسرائيلية”، مشيرا إلى أن “أي ضربة ستؤثر على العلاقات بين بغداد وواشنطن”.
وكشف المصدر نفسه أن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل من أجل منعها من شن غارات على الأراضي العراقية خشية التوتر بين أميركا والعراق.
ويرتبط العراق بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، فيما تتطلع بغداد إلى تعزيز التعاون الثنائي الذي ظلّ منحصرا في الجانب الأمني وتوسيعه ليشمل العديد من القطاعات الاقتصادية بما يؤدي إلى شراكة إستراتيجية.
ونفذت “المقاومة الإسلامية” في العراق، التي تضم فصائل مسلحة موالية لإيران، خلال الآونة الأخيرة هجمات على الأراضي الإسرائيلية، بينما أكدت الدولة العبرية أن دفاعاتها الجوية أسقطت أغلب المقذوفات.
وأعلن التشكيل اليوم السبت عن تنفيذ هجمات على منطقة “إيلات” في إسرائيل باستخدام طائرات مسيرة وأكد في بيان “استمرار عملياته في دكّ معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة”.
ويثير تصعيد الميليشيات الموالية لإيران بذريعة دعم غزة، مخاوف من جرّ العراق إلى حرب شاملة، بينما أكد محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي مرارا أن قرار الحرب والسلم تقرره الدولة بمؤسساتها الدستورية.
وكشف تقرير أميركي أن المقاومة الإسلامية في العراق نفذت منذ تشكيلها أكثر من 240 هجوما على الأراضي الإسرائيلية، محذرا من تصاعد دورها في محور المقاومة الذي تقوده إيران ويضم حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس والحوثيين في اليمن.
وحذّر مسؤولون إسرائيليون من أن العراق سيتعرض لضربات في حال لم تردع بغداد الفصائل الموالية لطهران، في وقت تنظر فيه إسرائيل بقلق إلى تنامي القدرات العسكرية للمقاومة الإسلامية في العراق.
وأكدت بغداد رفضها السماح باستخدام أراضي البلاد لاستهداف إسرائيل، فيما حذر مسؤولون عراقيون من اختلاق الدولة العبرية “ذرائع واهية” لشنّ غارات على البلاد.
وأظهر بعض زعماء الميليشيات والقوى السياسية العراقية الموالية لإيران خلال الآونة الأخيرة مواقف أكثر هدوءا في التعاطي مع التوترات الإقليمية، لا سيما بعد أن أبدت طهران استعدادها للتفاوض بهدف تبريد التوتر مع واشنطن بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية وعدم رغبتها في الدخول في حرب مباشرة مع إسرائيل.