سياسة

هل استعاد تنظيم داعش قوته بعد سلسلة الهزائم والانحسار؟


عرضت الإعلامية المصرية مساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي داليا عبدالرحيم إنفوجرافًا حول العمليات التي نفذها تنظيم داعش الإرهابي خلال عام 2024، موضحة أن تنظيم داعش الإرهابي اعترف بارتكاب 1258 هجومًا خلال 2024 منها 255 تفجيرًا بالعبوات الناسفة و90 عملية اغتيال و14 هجومًا انتحاريًا.

وأكدت أن عدد الهجمات الإرهابية التي نفذها تنظيم داعش وتوزعها على مناطق ودول عديدة على امتداد خريطة العالم يكشف بوضوح أننا أمام تنظيم تجاوز مرحلة الهزائم والانحسار التي سبق وأن تعرض لها بعد سقوط دولة خلافته المركزية في العراق والشام.

 وأوضحت أن الفرع الأول يتمثل في “التنظيم الأم” مكتب بلاد الرافدين “العراق والشام” ويقوده أبو حذيفة العراقي، وأن نفوذه في العراق وسوريا تقلص بعد فقدانه للكثير من مناطق وأراضي سيطرته هناك ومقتل أبرز قياداته التاريخية المؤسسة لدولة الخلافة في 2014.

 وثانيا فرع داعش في خراسان أو ولاية خراسان ويقوده ثناء الغفاري “شهاب المهاجر” وقد تصاعد نموه ونفوذه في الأعوام الثلاثة الأخيرة وخاصة بعد انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية، فضلا عن فروع التنظيم في شرق إفريقيا والصومال بقيادة عبد القادر مؤمن الصومالي الجنسية “أبو حفص الهاشمي” وفرع غرب إفريقيا بقيادة “أبو مصعب البرناوي”؛ والذي تذهب مصادر للتأكيد على مقتله مؤخرًا.

وذكرت أن عبد القادر مؤمن تمت مبايعته كخليفة لداعش في أغسطس 2023 واعتباره الخليفة الداعشي الخامس والذي يعود له الفضل في نهضة داعش الأخيرة؛ حيث استطاع نقل مركزية التنظيم من منطقته الأم في العراق والشام إلى إفريقيا وولاية خراسان.

 واعتمد على تعظيم القدرات البشرية والعسكرية والمالية، كما اعتمد على نهج نقل عملياته النوعية لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، واستهدفته القوات الأمريكية المشتركة خلال الأسابيع الماضية في عملية نوعية قُتل على أثرها ثلاثة من كبار عناصر التنظيم ولكن لم يتأكد مقتل عبد القادر “أبوحفص الهاشمي”.

الإعلامية المصرية أشارت أيضا إلى وجود تغيير أو تطوير في المرتكزات الفكرية والعقيدية والحركية للتنظيم، ويمكن إجمال أبرز تلك المتغيرات في النقاط التالية: الأولي: التخلي عن نهج تمركز المقاتلين والأنصار في أرض دولة الخلافة الأم (العراق والشام) بعد أن طالب التنظيم أنصاره والراغبين في الالتحاق بصفوفه والهجرة إلى دولته للمشاركة في القتال في العراق وسوريا إلى التوجه إلى أرض الهجرة والجهاد الجديدة بالمصطلح الداعشي قاصدين خراسان وإفريقيا أو البقاء في بلدانهم وتنفيذ عملياتهم وجهادهم هناك عندما تسنح لهم الفرصة أو تأتيهم التعليمات ويعني استخدام تكتيك الخلايا النائمة أو الذئاب المنفردة.

ثاني تلك المتغيرات، بحسب عبد الرحيم، أن الخليفة الداعشي الخامس وهو عبد القادر مؤمن وكنيته “أبو حفص الهاشمي” صومالي إفريقي؛ مما يعني أن داعش تخلى عن شرط أساسي من شروط ولاية الخليفة الشرعية وفقًا لمحددات التنظيم الفقهية وهو أن يكون الخليفة قرشيًا هاشميًا.

كما أشارت إلى أن عملية مسقط الإرهابية جاءت لتؤكد على نهج ثابت وأصيل في المكون الفكري والعقيدي للدواعش منذ التأسيس الأول للدولة الإسلامية في العراق على يد أبو مصعب الزرقاوي وكان وقتها منتميًا لتنظيم القاعدة؛ حيث كان استهداف الشيعة كطائفة مذهبية ووضعهم على قمة أولويات الزرقاوي؛ أي استهدافهم كأعداء وكانت تلك القضية نقطة خلاف بين الزرقاوي وأسامة بن لادن في الأولويات لا أكثر.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى