ميليشيات الحوثي تلصق تهمة التجسس بمحتجزين من موظفي منظمات إنسانية
أعلنت حركة الحوثي اليمنية في بيان بثه التلفزيون الاثنين أنها ألقت القبض على “شبكة تجسس أميركية إسرائيلية” وذلك بعد أيام قليلة من احتجازها نحو عشرة من موظفي الأمم المتحدة، فيما يبدو أن الجماعة المدعومة من إيران تسعى إلى إلصاق تهمة التجسس بالمحتجزين.
وقال عبدالحكيم الخيواني رئيس جهاز المخابرات التابع للجماعة إن “الشبكة” تضم موظفين سابقين في السفارة الأميركية باليمن، مضيفا أنها “قامت بأدوار تجسسية وتخريبية في مؤسسات رسمية وغير رسمية على مدى عقود لصالح العدو”.
وأضاف “بعد خروج السفارة الأميركية من صنعاء مطلع العام 2015، استمرت عناصر الشبكة التجسسية بتنفيذ ذات الأجندة التخريبية تحت غطاء منظمات دولية وأممية رافعين شعارات العمل الإنساني للتستر على حقيقة أنشطتهم التجسسية والتخريبية”.
ولم يدل مسؤولو الحكومة الإسرائيلية بتعليق حتى الآن، فيما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المنظمة الدولية تعمل على تأمين الإفراج عن موظفيها المحتجزين، وعددهم 11، الذين يعملون في خمس وكالات مختلفة تابعة لها ومبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن.
والجمعة أعلنت الأمم المتحدة عن احتجاز الحوثيين 11 من موظفيها العاملين في اليمن، داعية إلى الإفراج غير المشروط عنهم.
وأكدت منظمة “ميون” اليمنية لحقوق الانسان نقلا عن مصادر أن “عدد من اختطفتهم الحملة بلغ 18 موظفا وعاملا في منظمات وهيئات ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات دولية”.
والسبت أعربت وزارة الخارجية اليمنية في بيان “عن إدانتها الشديدة لإقدام الميليشيات الحوثية الإرهابية باختطاف العشرات من موظفي وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية غير الحكومية في صنعاء”.
واعتبر المحلل لدى مجموعة “نافانتي” الاستشارية الأميركية محمد الباشا أن الاتهامات بالتجسس ما هي إلا “ذريعة”. ورأى أن هذه الخطوة تهدف “وبشكل منهجي إلى إنهاء وجود المنظمات غير الحكومية في اليمن”.
وأضاف في تعليق لوكالة فرانس برس قبل صدور بيان الحوثيين أن الهدف من هذه الاعتقالات هو إجبار “المنظمات الأجنبية أو أعضاء المجتمع الدولي الذين يسعون إلى إقامة أو تمويل أو تنفيذ مشاريع في البلاد” على التعامل حصرا مع الهيئات التي يقودها الحوثيون.
ويأتي إعلان جماعة الحوثي في وقت تستهدف فيه من حين لآخر بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بالدولة العبرية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي وصولا إلى البحر المتوسط، مؤكدين العزم على مواصلة عملياتهم حتى إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ومنذ مطلع العام الجاري، يشن التحالف الذي تقوده واشنطن غارات يقول إنها تستهدف “مواقع للحوثيين” في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتهم في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.
ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوترات منحى تصعيديا لافتا في يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.