برر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأزمة الاقتصادية على أنّها اختبار من عند الله، وطالبهم بالصبر في نهج معتاد من توظيف الدين لمصالح سياسية.
- داود أوغلو لأردوغان: لا تطالب الشعب بالصبر وأسرتك تحصد الثروات
- مقاربة يمنية لحديث الأمير بندر بن سلطان
و بحسب ما أوردته صحيفة “زمان” التركية قال أردوغان خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الـ16 للاتحاد البرلماني لمنظمة التعاون الإسلامي: إنّ الله تعالى يقول في القرآن: “ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين“.
وبعد أن كان أردوغان يُنكر وجود أزمة اقتصادية في بلاده، ويعلّق الأزمة على المؤامرات الخارجية ضد تركيا، قال: “إنّ الله تعالى من خلال هذه الآية يأمر الناس بالصبر“، مشيراً إلى أنّ المسلمين هم أناس يرون الحياة الدنيوية على أنّها اختبار.
وتراجعت قيمة الليرة التركية بشدة، وفقدت هذا العام 45% من قيمتها، وارتفع التضخم النقدي متجاوزاً 21%.
وقد علّق موقع “آرتي جرتشاك” التركي على كلمات أردوغان بشكل ساخر، وقال: “إنّ أردوغان الذي يعيش في قصر، يأمر الناس بالصبر“.
وقال المدوّن التركي ريزا: “الشخص الذي يقول هذه الكلمات يجلس على مرحاض مطلي بالذهب، وزوجته تحمل حقيبة بـ(50) ألف دولار، وهم من أثرياء العالم“.
أمّا المدون التركي يلديز، فقد قال: “انظر إلى ما يفعله الملوك والملكات والسلاطين الذين يعيشون في القصر من أجل البلد“.
من جانبه، قال حساب نبض تركيا، الذي يتابع المشهد التركي، وينشر تحليلات باللغة العربية: لتبرير الأزمة الاقتصادية، أردوغان يقرأ آية: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال…)، بمعنى أنّه يزعم أنّ الله هو سبب الأزمة! حسناً، لماذا لا ينسب الإيجابيات إلى الله أيضاً، بل يقول دوماً: إننا أنجزنا هذا وذاك! أين هو من (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك)؟
وأضاف: “هذا هو فهم أردوغان المغلوط للإسلام، ومع أنّ عقيدتنا تطالبنا بإسناد الإيجابيات إلى الله والسلبيات إلى أنفسنا، لكنّ أردوغان يقول، ويفعل العكس. والطامة الكبرى أنّ السذّج من جماهير المسلمين يصفقون لأردوغان؛ لأنّه قرأ الآية واستدلّ بها“، على حد تعبيره.
