موسكو تتهم الناتو بالإعداد لهجوم كيميائي في إدلب لتوريط دمشق


اتهم جهاز المخابرات الخارجية الروسية، الاستخبارات الغربية والأوكرانية بالتحضير لهجوم كيميائي في منطقة شمال غربي سوريا ونسبه للجيش السوري، وذلك بالتزامن مع صدور التقرير الشهري لمجلس الأمن بشأن التقدم في القضاء على برنامج الأسلحة الكيميائية السورية.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن المكتب الصحافي للجهاز قوله في بيان “وفقاً لمعلومات من جهاز المخابرات الخارجية يتم الآن التحضير لمثل هذا الاستفزاز من أجهزة المخابرات في عدد من دول الناتو وأوكرانيا جنباً إلى جنب مع المجموعات الإرهابية الموجودة في محافظة إدلب شمال سورية”.

وزعم البيان أن الخطة تقوم على “اتهام قوات الجيش السوري والقوات الروسية في سوريا باستخدام هذه الأسلحة، ومن ثم شن حملة لتشويه سمعة دمشق وموسكو في الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية”.

واتهم البيان الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” بأنه سيقوم بتصوير الهجوم، وإرسال مناشدات دولية، ونقل شهادات للمدنيين لإلقاء اللوم على دمشق وموسكو، زاعماً أن الدفاع المدني يقوم بأعمال لصالح المخابرات البريطانية.

وأردف “تتضمن خطة العملية إسقاط المسلحين من طائرات دون طيار حاوية ملغمة بمادة الكلور أثناء الضربات التي تقوم بها القوات السورية والروسية ضد مواقع في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتعتبر المناطق الواقعة شرقي مدينة إدلب المكان الأكثر احتمالاً للاستفزاز”.

وخلال الفترة الماضية، كثفت قوات النظام من قصفها للمنطقة المذكورة بريف إدلب، حيث قامت بهجوم قتل على اثره في بلدة كفريا 6 مدنيين، إضافة إلى مقتل مدنيين في بلدة سرمين.

وليست هذه المرة الأولى التي تطلق فيها وزارة الدفاع الروسية مزاعم من هذا النوع، حيث سبق أن اتهمت في العديد من المناسبات الدفاع المدني السوري وفصائل المعارضة بالتحضير لهجمات كيميائية في إدلب.

وذكر نائب رئيس مركز التنسيق الروسي في حميميم الأدميرال ألكسندر كاربوف في بيان صحفي سابق أن “الإرهابيين يخططون عشية الانتخابات الرئاسية في سورية لشن هجوم كيميائي وتمثيله على شكل ضحايا وإصابات بين السكان المحليين لاتهام القوات الحكومية السورية بتنفيذه”، وأضاف كاربوف إنه “وفقاً للمعلومات فإن إرهابيي النصرة أقدموا حينها بتنسيق مع إرهابيي تنظيم الخوذ البيضاء على نقل ست حاويات تحتوي مادة الكلور السامة إلى منطقة جسر الشغور تمهيداً لفبركة الهجوم المزعوم”.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أكثر من مرة وجود مختبرات لتجهيز وإعداد المواد السامة لدى التنظيمات الإرهابية في إدلب يديرها مختصون وخبراء تم تدريبهم في أوروبا ليتم استخدامها في تنفيذ هجمات كيميائية مفبركة ضد المدنيين لاتهام الدولة السورية.

ويرى محللون من المعارضة أن المزاعم الروسية تهدف للتغطية على الانتهاكات التي ترتكبها قوات النظام وروسيا ضد المدنيين في المنطقة، ولتشتيت الرأي العام الدولي، خاصة في الفترات التي تُعقد فيها اجتماعات دولية حول سوريا، وتحديداً حول ملف الأسلحة الكيميائية التابعة للنظام.

ويقول آخرون أن هذه الاتهامات تأتي في إطار الحرب النفسية على المجموعات المعارضة المسلحة ووضعها في حالة قلق دائم من إمكانية تنفيذ هجوم مماثل من أي طرف.

والخميس الماضي، قدم المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فرناندو أرياس، التقرير الشهري لمجلس الأمن بشأن التقدم المحرز في القضاء على برنامج الأسلحة الكيميائية للنظام السوري.

وجاء في التقرير أنه ما تزال هناك 19 قضية غير محلولة تتعلق بالبرنامج الكيميائي للنظام، بما في ذلك وجود آثار لمواد كيميائية تم اكتشافها في مواقع معينة.

وأعاد التقرير تأكيداته السابقة بأن النظام السوري لم يكمل التدابير المطلوبة منه بموجب القرارات السابقة، مما يؤثر على دقة وكمال الإعلان حول برنامج الأسلحة الكيميائية.

وخلال جلسة مجلس الأمن بشأن برنامج النظام للأسلحة الكيميائية، أكد نائب الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح أديديجي إيبو، أن “الأنشطة غير المعلنة المحتملة المتعلقة بعدد من عوامل الحرب الكيميائية في سوريا، بما في ذلك دورة الإنتاج الكاملة من البحث والتطوير إلى الإنتاج والاختبار والتخزين لاثنين من تلك العوامل، هي تطور مقلق جداً”.

وتشهد ادلب تصعيدا في التحركات العسكرية فإلى جانب القصف المتكرر على المحافظة وريفها من قبل قوات الجيش السوري والروسي، فإن القوات التركية تتحرك لتعزيز مواقعها.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء، أن رتلا عسكريا للقوات التركية دخل من معبر كفرلوسين بريف إدلب الشمالي.

ويتألف من 20 آلية تشمل مدرعات وناقلات جنود وشاحنات تحمل مواد لوجستية، واتجه نحو مطار تفتناز العسكري في ريف إدلب الشرقي. والاثنين الماضي استقدمت القوات التركية، رادارا حربيا بالإضافة لنظام دفاع جوي متطورة مخصص للأهداف بعيدة المدى إلى إحدى نقاطها العسكرية المنتشرة في ريف إدلب.

واستقدمت القوات التركية 107 آلية عسكرية من الأراضي التركية إلى ريف إدلب، عبر 4 دفعات في الثلث الأخير من سبتمبر/أيلول، وتضم التعزيزات مواد عسكرية ولوجستية وجنود.

Exit mobile version