متابعات إخبارية

من هو أليكسي نافالني؟

معارض «مزمن» أزعج بوتين من قبره


بإعلان روسيا وفاة أليكسي نافالني أبرز معارض لحكم الرئيس فلاديمير بوتين، انهالت الانتقادات الغربية على موسكو.

وطالما استغل خصوم بوتين صوت نافالني المعارض، من أجل الضغط على ساكن الكرملين، حتى اختزلت المعارضة الروسية في صورة رجل واحد.

وقضى نافالني، البالغ 47 عاما، أيامه الأخيرة في سجن ناء في منطقة قطبية في الشمال الروسي، إذ كان يقضي عقوبة السجن لعامين ونصف العام منذ يناير/كانون الثاني 2021، قبل أن يصدر في حقه في أغسطس/آب الماضي حكم إضافي بالسجن 19 عاما بعد إدانته بتهمة “التطرف”.

وعلى مدار أكثر من 10 سنوات فرض المحامي نافالني الذي كان لفترة قريبا من الطروحات القومية، نفسه المنتقد الأول لبوتين وحزبه.

وظهر نجم المعارض البارز من خلال المشاركة في تنظيم مظاهرات للمعارضة في 2011 و2012، قبل أن يخوض في العام 2013 الانتخابات البلدية في موسكو في إنجاز عزز من شهرته بعد أن حل ثانيا فيها.

وخلال عقود من الصراع ضد بوتين حرص الرئيس الروسي على عدم ذكر اسمه أبدا.

وتعرض نافالني في عام 2020 إلى تسمم غامض ونقل للعلاج في ألمانيا، إذ نجا بأعجوبة بعد جهود مضنية، وكان اتهام بوتين بالوقوف خلف الحادث تقليدا غربيا متوقعا.

وكان نافالني معارضا للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وقد عبر عن رأيه خلال جلسات محاكمته العام الماضي.

وكان يحرص دائما على إبداء بعض التفاؤل. فكتب في يونيو/حزيران 2023 “أعرف أن الظلمة ستتبدد. وأننا سننتصر، وأن روسيا ستصبح دولة مسالمة ومشرقة وسعيدة”.

وتمكن نافالني من تشكيل قاعدة في صفوف الشباب لا سيما في المدن، إلا أن شعبيته على الصعيد الوطني وفي صفوف الأجيال المختلفة بقيت محدودة.

وفي بداية طريقه عام 2007 .بدأ نافالني شراء حصص في شركات نفطية عملاقة مملوكة للدولة. ليتمكّن من الاطلاع على تقاريرها والغوص فيها بحثا عن أدلة على فساد.

في عام 2011 أنشأ نافالني مؤسسة. مناهضة للفساد استقطبت أعدادا كبيرة من المناصرين مع كشفها عن الثروات الكبرى للنخب الروسية.

في شتاء 2011-2012 قاد نافالني تحرّكات احتجاجية كبرى على أثر انتخابات برلمانية. فاز فيها حزب روسيا الموحدة بزعامة بوتين.

في عام 2013، أُدين نافالني بتهمة الاحتيال على السلطات في منطقة كيروف في صفقة أخشاب بقيمة 16 مليون روبل (500 ألف دولار). في أثناء عمله مستشارا للحاكم.

ونفى المعارض الروسي صحّة هذه الاتهامات وقال إنها محاولة لإسكاته.

منع نافالني من الترشحّ للرئاسة في مواجهة بوتين بسبب إدانته بتهمة الاختلاس.

وحضّ الروس حينها على مقاطعة الانتخابات التي أفضت -رغم جهود المعارض- إلى فوز بوتين بولاية رابعة.

في مطلع فبراير/شباط الجاري دعا إلى مظاهرات في كل أنحاء روسيا .خلال الانتخابات الرئاسية المقررة من 15 إلى 17 مارس/آذار التي يرجح أن تتيح لبوتين البقاء في السلطة حتى عام 2030 على الأقل.

ومع صمته تفجرت الانتقادات الدولية ضد روسيا. إذ حمّل الغرب الرئيس بوتين المسؤولية عن وفاة نافالني.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى