سياسة

منظمات تكشف تلاعب الجزائر بالصور لتشويه صورة المغرب


 نفى ممثلو المنظمات غير الحكومية المغربية بشدّة الاتهامات الموجهة للمملكة بشأن حقوق المهاجرين، متهمين الجزائر بترويج معلومات مضللة من خلال استخدام صور مفبركة لأغراض الدعاية، داعين الأمم المتحدة إلى الانتباه إلى الانتهاكات الجسيمة للحقوق الأساسية للصحراويين المحتجزين في ظروف لاإنسانية داخل مخيمات تندوف.

يأتي ذلك خلال فعاليات المؤتمر الدولي في نادي الصحافة السويسري في جنيف تحت عنوان “حقوق الأقليات والمهاجرين: الفرص والعقبات” والذي تناول برامج الهجرة حول العالم وخاصة في إفريقيا، وبحضور عدد من المنظمات غير الحكومية المعتمدة لدى الأمم المتحدة.

وتتهم المنظمات جهات جزائرية بإدارة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء مغلوطة لتضليل المراهقين ودفعهم الى الهجرة السرية نحو مدينتي سبتة ومليلة والتي عمدت أيضا الى ترويج فيديوهات قديمة لمحاولات التسلل من مدينة الفنيدق بهدف إثارة البلبلة وتضليل الرأي العام والدولي.

والأحد تمكنت الأجهزة الأمنية المغربية من إحباط محاولة عشرات المهاجرين اقتحام السياج الحدودي للوصول إلى جيب سبتة المحتل بعد دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لمحاولة الهجرة الجماعية.

وقالت السلطات المغربية إنها ألقت القبض على 60 شخصا على الأقل الأسبوع الماضي لاستخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي لتحريض المهاجرين على محاولة العبور الجماعي للحدود.

وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس في مؤتمره الصحافي الأسبوعي اليوم الخميس “في إطار محاربة دعوات التحريض على الهجرة السرية تم تقديم 152 شخصا أمام أنظار العدالة”.

وأضاف ردّا على أسئلة حول محاولات الهجرة الأحد “نأسف لما حدث.. للأسف يتم تحريض بعض الشباب من طرف جهات غير معروفة عبر استغلال مواقع التواصل الاجتماعي”.

وأوضح بايتاس أن “عدد الأشخاص الذين حاولوا الهجرة بشكل غير قانوني يناهز 3 آلاف”، مؤكدا “تم إفشال كل المحاولات”.

وقالت وزارة الداخلية المغربية إن السلطات منعت في شهر أغسطس/آب وحده أكثر من 11300 محاولة للعبور إلى سبتة ونحو 3300 محاولة للعبور إلى مليلية، الجيب الاسباني الآخر شمال شرق المغرب.

وأحبطت السلطات المغربية في المجموع أكثر من 45 ألف محاولة هجرة غير قانونية منذ بداية العام.

ورغم نجاحه في كبح تدفق المهاجرين إلى أوروبا إلا أن المغرب أكد مرارا أن البعد الأمني وحده لا يكفي لمعالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، داعيا إلى “التركيز على جهود تنمية البلدان الإفريقية الفقيرة وإقناع شبابها بالبقاء فيها”.

ولطالما حظيت جهود المملكة في التصدي لظاهرة الهجرة غير النظامية بإشادة من دول الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية خاصة بعد أن وقعت الرباط اتفاقات مع بروكسل ومدريد مرفقة بمساعدات قبل عدة سنوات.

وأبرزت المنظمات المشاركة في مؤتمر جينيف جهود المغرب في استقبال ودمج المهاجرين لا سيما اللاجئين من دول إفريقيا جنوب الصحراء. وسلطت رئيسة مرصد الصحراء للتنمية الاجتماعية والاقتصادية كاجمولا بوسيف الضوء على التقدم الملحوظ الذي أحرزته المملكة في هذا المجال من خلال شبكة من مراكز الاستقبال الموجودة في عدة مدن مغربية حيث تتجاوز الخدمات التي تقدمها مجرد الإيواء بل المساعدة في الوصول إلى التعليم والتدريب المهني للمهاجرين. كما مكنت الشراكات مع مؤسسة الشرق والغرب والمفوضية السامية للأمم المتحدة من ادماج الأطفال اللاجئين في المدارس المغربية وتمكينهم من التدريبات اللغوية.

وأكّد جويل هاكيزيمانا الأمين العام للمركز المستقل للبحوث والمبادرات من أجل الحوارعلى المثال المغربي في دمج المهاجرين اقتصاديًا والتزام العاهل المغربي الملك محمد السادس لصالح التنمية المستدامة للقارة الإفريقية، بينما أبرز كارل غوستاف بجيرتن ممثل منظمة “سيدس افريكا” على حرص الملك محمد السادس بحماية المهاجرين وإدماجهم في سوق العمل، مؤكّدا على أهمية التعاون جنوب-جنوب لتنمية القارة.

في جانب آخر دعت المنظمات غير الحكومية المجتمع الدولي إلى الانتباه إلى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف مطالبةً بتدخل عاجل من المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، لضمان الحقوق الأساسية للصحراويين المحتجزين في هذه الظروف اللاإنسانية تحت سيطرة جبهة بوليساريو المسلحة. وتُسّلط العنصرية المنهجية على الأقليات من ذوي البشرة السوداء الذين لا يزالون يتعرّضون للتهميش والتمييز.

وكان زين العابدين الوالي رئيس المنتدى الافريقي للأبحاث والدراسات في حقوق الإنسان قد حذّر في كلمة له خلال الدورة الـ57 لمجلس حقوق الانسان بجنيف من “تواطؤ الجيش الجزائري في السرقة التي تطال المساعدات الإنسانية بشكل ممنهج من قبل قيادات بوليساريو“، لافتا إلى أن عناصره “يفرضون طوقا مسلحًا حول المخيمات لمنع الخروج”، وفق موقع “مدار 21” المغربي.

وكشف عن حملة قمعية تستهدف الشباب الصحراوي الذين يعارضون الطروحات الانفصالية التي تتبناها الجبهة ويسعون إلى فضح ممارساتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى اختطاف العديد منهم وحرمان عائلاتهم من المساعدات الإنسانية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى