مقتل زعيم داعش بسوريا ماهر العقال بغارة أمريكية.. وبايدن يعلق
لقي ماهر العقال زعيم “داعش” بسوريا ونائبه مصرعهما بضربة نفذتها طائرة مسيرة أمريكية، أسفرت عن تشوه جثمان العقال الذي أصيب بحروق بالغة، ونقل قتيلا إلى أحد مستشفيات إدلب.
وقال مسؤولون أمريكيون، صباح الثلاثاء، إن الضربة أسفرت عن مقتل القيادي البارز في داعش ماهر العقال، الذي كان يركب دراجة نارية في القرية عندما استهدفه الصاروخ الأمريكي. مما أدى إلى مقتله على الفور، في منطقة جنديرس في عفرين شمال غرب حلب بالقرب من الحدود المشتركة بين سوريا وتركيا.
بايدن يعلق
وتعليقا على الضربة، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان إن “مقتل زعيم داعش في سوريا يخرج إرهابيًا رئيسيًا من الميدان ويحد بشكل كبير من قدرات التنظيم. مشيرا إلى أن “الضربة التي أدت إلى مقتل زعيم داعش في سوريا تتويج لعمل استخباراتي حازم ودقيق”.
وأضاف بايدن أن قوات الجيش والاستخبارات الأمريكية نجحت في تنفيذ غارة جوية في سوريا ضد أحد كبار قادة تنظيم “داعش” ماهر العقال. مشيرا إلى أن “مثل العملية الأمريكية في فبراير التي قضت على زعيم داعش، تبعث برسالة قوية إلى جميع الإرهابيين الذين يهددون وطننا ومصالحنا في جميع أنحاء العالم”.
وأكد أن “هذه الضربة الجوية دليلا على شجاعة ومهارة قواتنا المسلحة، كما توضح أن الولايات المتحدة لا تطلب الآلاف من القوات في مهام قتالية لتحديد التهديدات التي تواجه بلدنا والقضاء عليها”.
ملاذ للإرهابيين
تعتبر المنطقة التي قتل فيها العقال ملاذًا لمئات من إرهابيي وقادة داعش في السنوات الأخيرة. الذين استفادوا من مناطق سلاسل الجبال والحقول المترامية الأطراف لإقامة قواعد عمليات وسط الحرب المستمرة. بحسب ما أوردت صحيفة “ديلي ميل”.
وأكدت الصحيفة، أن الهجوم يعتبر بمثابة تذكير بتعهد الولايات المتحدة بمساعدة الحكومة السورية في كفاحها ضد العناصر المسلحة.
من هو ماهر العقال؟
هو أحد كبار قادة داعش الأربعة وزعيم الحركة في سوريا؛ ومسؤول أيضًا عن جهود توسيع شبكات داعش خارج العراق وسوريا. كان يحمل هوية مزورة تحمل اسم شخص آخر صادرة عن المجلس المحلي في عفرين، حيث يعمل ضمن فصيل “أحرار الشرقية“، بحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وانتقل ماهر العقال، بتسهيل من قادة في فصيل أحرار الشرقية، من منطقة شرق الفرات شمالي سوريا عام 2020 إلى منطقة عفرين، حيث كان قياديًا بارزًا بـ”داعش” إبان سيطرة التنظيم على مدينة الرقة، بحسب المرصد السوري.
وبحسب المرصد فإن القيادي الإرهابي القتيل، هو شقيق “فايز العقال” الذي شغل منصب أمير اللجنة المفوضة (إدارات الولايات) قبل مقتله في مشهد شبه متطابق بمدينة الباب في يونيو عام 2020.
مخطط عمليات داعش
وفي تصريحات صحفية، قال رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن العقال الذي قتل هو “والي الشام” في تنظيم “داعش” ويعتبر الشخصية الأولى في التنظيم ببلاد “الشام”. مشيرا إلى أن “العقال” هو مخطط لعمليات تنظيم “داعش” في سوريا ومسؤول عن التمويل الذي يأتي للتنظيم من الخارج لدعم عملياته داخل التراب السوري، سواء داخل مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية أو سيطرة القوات النظامية.
وأكد عبدالرحمان أن مقتل “العقال” سيربك عمليات تمويل التنظيم التي تصاعدت بشكل كبير من الحدود السورية – العراقية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وصولًا لمنطقة منبج أو مناطق سيطرة النظام في البادية السورية.
وشدد على أن مقتله ضربة لتنظيم داعش بشكل قطعي، لأنه بات من الواضح أن قادة التنظيم ليسوا بمنأى عن الاستهداف الأمريكي داخل التراب السوري، ما سيجعل قادة التنظيم يشعرون بالخوف من أي استهدافات أمريكية مستقبلية.
ليس الأخير
وأكد مدير المرصد أن استهداف العقال ونائبه “لن يكون الأخير؛ لأن المعلومات التي لدينا أن هناك الكثير والكثير من قيادات داعش متواجدون في منطقة عفرين“.
ومن جانبه، قال الكولونيل جو بوتشينو، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، إن هذه الضربة تؤكد مجددًا، التزام القيادة المركزية الأمريكية الثابت تجاه المنطقة والهزيمة الدائمة لداعش. مضيفا: داعش لا يزال يمثل تهديدا للولايات المتحدة وشركائها في المنطقة.
وأكد بوتشينو أن القيادة المركزية الأمريكية تحتفظ بوجود كاف ومستدام في المنطقة وستواصل مواجهة التهديدات ضد الأمن الإقليمي.
عمليات سابقة
وتأتي عملية مقتل العقال قبل يوم واحد فقط من موعد بدء الرئيس الأمريكي جو بايدن زيارته لإسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وكانت القوات الأمريكية ألقت القبض في يونيو الماضي، القبض على هاني أحمد الكردي، القيادي البارز في داعش في سوريا.
وفي فبراير، قتلت زعيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القريشي وعائلته خلال غارة شنتها القوات الخاصة الأمريكية في شمال سوريا.
وكان القريشي يقود المجموعة منذ مقتل مؤسس التنظيم الإرهابي أبو بكر البغدادي الذي قتل بدوره بتفجير عبوة ناسفة خلال غارة أمريكية عام 2019.
