مع تنامي الانشقاقات الداخلية.. بوليساريو تجند مرتزقة أفارقة
أعلنت جبهة بوليساريو الانفصالية تخريج دفعة جديدة من المقاتلين تحت اسم “النوشة كباد أحمد”، اتضح أن أفارقة استقدمتهم من دول جنوب الصحراء لتعزيز صفوفها بينما تشهد انشقاقات داخلية وحالة تململ تحولت في أكثر من مناسبة إلى انتفاضة وتمرد داخل مخيمات تندوف.
وتراهن الجبهة على ما يبدو على مرتزقة أفارقة لتحصين نفسها في مواجهة تلك الانشقاقات من جهة والاستعداد على ما يبدو لتصعيد هجماتها على مدن في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية على غرار اعتداءاتها الإرهابية التي استهدفت مدينة السمارة في الفترة الأخيرة.
لكن في كل الحالات يبقى تجنيد مرتزقة دليلا آخر على أن الكيان المعلن والذي لا يحظى باعتراف دولي والمسمى الجمهورية العربية الصحراوية كيان منبت لا مقومات له باستثناء ما يحظى به من دعم جزائري.
وأوردت وكالة الأنباء الصحراوية التابعة لبوليساريو أن الأخيرة أقامت احتفالا بتخرج دفعة جديدة من المقاتلين وسط استعراضات عسكرية للإيهام بأنها كيان يمتلك جيشا قويا تسميه “جيش التحرير” وهي التسمية المرتبطة بما تروج له لنفسها كحركة تحرير وطني والحال أن كل ممارساتها لا تخرج عن سياق ممارسات الجماعات الإرهابية.
ورافق تخريج الدفعة الجديدة من المقاتلين وبينهم عدد كبير من الأفارقة، هالة إعلامية سوقت للأمر كأنما هو تخريج دفعة من جيش نظامي في حركة مناقضة لطبيعة الجبهة التي يعتبرها المغرب عصابات وميليشيات تحركها الجزائر لحساب خدمة أجندتها الضيقة.
ويؤكد هذا التطور أيضا ما سبق وأن ذكرته تقارير متطابقة عن تنامي رفض الشباب في مخيمات تندوف الانخراط فيما تسميه الجبهة “جيش التحرير” وهو ما يعكس حالة التمرد واليأس الناجم عن ممارسات بوليساريو وعن توجه رافض للاستمرار تحت سلطة الجبهة وطروحاتها التي لم تجلب لسكان تندوف سوى المزيد من الآلام والمعاناة.
وليس هذا التطور استثناء فقد انشق كثيرون عن بوليساريو وشكلوا تحالفات تنادي في الخارج تنادي بالانخراط في الطرح المغربي باعتباره طرحا وطنيا قادرا على تخليص سكان تندوف من أسر العصابات التي تديرها الجبهة الانفصالية.
وأيدت أكثر من جهة انشقت عن بوليساريو مبادرة الحكم الذاتي حلا للنزاع في الصحراء المغربية تحت السيادة المغربية، مشيرة إلى الفرق بين العيش في كنف دولة تبني وتعمر وتحول الصحراء إلى قطب عالمي للاستثمار والتنمية وبين العيش تحت حراب عصابة تخدم مصالح قيادتها وتنفذ أجندة خارجية.
والإعلان عن تخريج دفعة جديدة من المقاتلين يأتي كذلك في سياق التضخيم والاستعراضات لمدارة حالة الوهن الذي تعانيه بوليساريو التي تشتد عزلتها يوما بعد آخر في ظل تواتر الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء وبمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية حلا وحيدا للنزاع.
ولم يعد للجبهة خيارات ولا هامش للمناورة مع تواصل الجهود الأممية لحل النزاع سلميا واعتبار الجزائر شريكة في الأزمة وليست طرفا محايدا.
وذكرت وكالة الأنباء الصحراوية أن الاحتفال شهد إقامة استعراضات عسكرية أدى بعدها المتخرجون الجدد من دفعة المقاتلين ما سمته القسم كالتزام لخدمة بوليساريو. كما جرى تقليدهم الرتب وشهادات لمن تفوقوا في الدفعة.
وتابعت أن الحفل شهد كذلك تقديم عروض تشمل القتال المتلاحم وحركات بدون سلاح ورماية بالذخيرة الحية وتمارين تكتيكية تحاكي مداهمة منازل مشبوهة إضافة إلى تمرين عن كيفية حماية الشخصيات وما سمته الجهة المشرفة على التمرينات، اقتحام نقاط ومراكز معادية في إشارة إلى مواقع للقوات المغربية.
وبالنسبة للتمارين المتعلقة باقتحام منازل مشبوهة فقد حملت إشارات واضحة إلى حملات أمنية سابقة في مخيمات تندوف شارك فيها الدرك الجزائري في مواجهة تمرد قاده نشطاء فضحوا على منصات التواصل حالة القمع والممارسات الإرهابية للجبهة داخل المخيمات.